حسن أوريد : يجب أن نكسب ورقة كل الأطياف في قرار الولايات المتحدة الأمريكية

hassan awrid

مصطفى الادريسي

قال حسن أوريد : ” إن الأمم المتحدة فاعل أساسي ، ولا يمكن أن نصرف نظرنا عن مواقفها ، هناك فاعل مستتر ، فقد تحددت استراتيجية الولايات المتحدة منذ 1993 بما يسمى ب ” الغموض الايجابي ” الذي يترجم إلى ” الفوضى الخلاقة ” على أساس يستحسن عدم الحل ، تلك هي المقاربة التي تتبناها الولايات المتحدة . المتتبع يرى أن التقارير العامة تخرج أحيانا لصالح البوليساريو وأحيانا أخرى لصالح المغرب ، أو ما يسمى بالأبيض / الأسود ، وكانت هي في طليعة قرارات الأمم المتحدة في ما يخص قضية الصحراء . الآن هناك نبرة جديدة في الأسلوب ،حسب الظروف والخروج عن قاعدة الغموض، وقد عبر عنها جلالة الملك بوضوح ، في القمة المغربية الخليجية” .
وأضاف أوريد في ندوة نظمت بالمحمدية من طرف مركز أجيال 21 في موضوع ” مستجدات قضية الصحراء المغربية ” ، ” علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الفاعل الأساسي ، وهناك أطراف من هؤلاء يعادون قضية الصحراء من داخلها ، فيهم مثلا جون بولتون وآخرون بدون أن نعطي أسماء . يشتغلون وفق ضوابط .. ولديهم تعاطف لاعتبارات سياسية . الولايات المتحدة دولة ديمقراطية لأن مراكز القرار لا توجد في مركز واحد ، ويجب أن نكسب أوراق كل الأطياف . الولايات المتحدة الأمريكية تدرك الأهمية الاستراتيجية للمغرب ودوره الفاعل والأساسي للاستقرار في المنطقة . وأقول أهمية وجودية للصحراء بالنسبة للمغاربة ، ولا أعتقد أن المسؤولين الأمريكيين ليسوا واعين بهاته المنطقة ، ولكن الذي ينبغي أن نقوم به هو التغيير في اختيار أولئك ، واختيار المخاطب (..) للولايات المتحدة الأمريكية ، من الضروري أن نتحدث الآن عن جدوى ما يسمى بالحوار الاستراتيجي ، من حقي أنا كمواطن أن أتساءل عما قامت به هاته البنية أو الآلية التي تسمى الحوار الاستراتيجي ، ومن واجبي كذلك أن أتساءل عن وجود شركة ” غلوب ” ، شركة تقوم بالدفاع عن مصالح المغرب بكتابة مقالات في الكونغرس الأمريكي ، ومن واجبي أن أتساءل عن فعاليات أو مدى جدوى هاته الآليات ، لذلك حينما نريد أن نتكلم مع الولايات المتحدة ينبغي أن نحسن الخطاب ونحسن اختيار من يقوم بهذه الخدمة .
النقطة الأخيرة في ما يخص الولايات المتحدة الأمريكية ، هل ينبغي أن نضع أنفسنا في المقاربة الجارية الآن لأمريكا تجاه دول الخليج ؟ نعم هناك مقاربة أمريكية جديدة ، أعتقد بأن هذا ليس سرا ما تردد في حوار أوباما لمجلة ” أطلنتيك ..” منتقدا فيه السعودية ، وانتقد الإيديولوجية الوهابية ، واعتبر أنه يجب أن يكون هناك مخرج مع إيران ، اعتبر أنه في نهاية المطاف كل الاستثمارات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط لم تكن مجدية . فهل المغرب يمكن أن يدخل في هاته القضية ؟ أولا، المغرب ليس دولة بترول لكي يتراجع دوره ، هل كل هاته التغيرات ناتجة بالأساس عن تضاعف أو تراجع دور المغرب ، ولم يكن مصدرا للبترول ؟ 
المغرب لم يكن راعيا لإيديولوجية متشددة تدعو للعنف . في اعتقادي، المغرب دولة فيها مجال للحرية ومجال لحقوق الإنسان ومسلسل ديمقراطي حداثي ، قد لا يكون مكتملا ، لكن هاته البنية قائمة. في تصوري يجب قراءة التحولات الجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإيجاد المخاطب الجيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد