يكاد لا يذكر اسم حسنية أكادير وسط هذا الضجيج الصاخب المسمى ” التعليق الرياضي” بالرغم من كل هذه الإنجازات الباهرة التي بدأت تحققها على المستوى القاري وبأسلوب لعب نظيف وبمهارات فردية وجماعية دفعت بمحللين أجانب تابعوا المقابلة الأخيرة للفريق باديس أبابا إلى القول بأننا أمام هوية كروية متميزة.
والواقع أننا أمام هوية كروية سوسية بامتياز بدأت تؤسس هذا الحضور النوعي وسط أفريقيا في هدوء وصمت دون أن يثير ذلك انتباه كما أسلفت سابقا الرأي العام الرياضي الذي عوّدنا على تغييب غزالة سوس في المنصات الإعلامية السمعية والبصرية..
وهي صورة مصغرة لتغييب الجهة ككل .. وكواقع أصبح الجميع اليوم مقتنع به..مما يدفع هذا الجميع بالجهة اليوم أن يلتف حول غزالة سوس وأن يحول هذا الإنجاز القاري إلى وسيلة لفك الحصار على المدينة كقاطرة للجهة..
لأننا بواسطة هذا الحضور الوازن لفريقنا والذي يجعل من انتصاره في مقابلة يوم السبت مناسبة للتأهيل إلى اللعب ضمن المجموعات يجعله ذلك على الأقل أن يجري ما عدده ست مقابلات بست دول أفريقية….وهو نوع من التسويق الاقتصادي والسياحي بأبعاده الثقافية والطبيعية للمدينة…
نوع من التعريف بالمدينة والجهة عموما لدى الاشقاء الأفارقة… هو تعريف وترويج يكلف المئات من الملايين لدى شركات الإشهار يأتي إلى مدينتنا بأسلوب رياضي نظيف عبر هذه الكوكبة من اللاعبين وبأخلاقيتهم العالية… إلا يدفع ذوي القرار اليوم إلى خلق منصة داعمة مكونة من كل المؤسسات الإنتاجية سواء المرتبطة بالسياحة والصناعة والاستثمار وغيرها… إلى جانب الهيئات المنتخبة التي عليها اليوم الانخراط في جعل هذا الحضور القاري للفريق يكون أكثر ارتياح من كل الجوانب..
وان يتجاوز البعض فكرة المنحة وبس؛ نفس الشيء بالنسبة المستشهرين وعموم المقاولة السوسية التي عليها أن تستوعب أن الرياضة فعل إنساني يقرب بين الشعوب لتبادل الخيرات بينها خصوصا وأن الأمر يتعلق بمدينة كانت البوابة الأولى للمغرب نحو أفريقيا منذ زمان… حتى أن أكادير كانت محتضنة لمهرجان الفنون الشعبية الأفريقية من سبعينيات القرن الماضي…
إن عودة المدينة / والجهة و عبر الرياضة إلى أصلها القاري لا ينسجم فقط مع التوجه الاستراتيجي للدولة بل يعيد تجديد هذه اللحمة التاريخية بنفَسها الجهوي مع العمق الأفريقي وذلك بفتح أسواق جديدة للمنتوج السياحي المحلي والصناعي وغيرها
لذلك لا مبرر لكل المسؤولين والنخب الجهوية في عدم اتخاد المبادرة اليوم وخلق تعبئة شاملة تصب في توفير كل الظروف المساعدة لهذا الفريق الذي عبّد نصف الطريق بإمكانياته البسيطة حد التضحية…ان على مستوى الأطقم الرياضية والتقنية والإدارية… ولا مبرر أيضا للجمهور الان ان يتغيب في مساندة غزالة سوس كدعم معنوي حافز على الذهاب بعيدا في هذه البطولة القارية والتفكير في خلق إطارات جمعوية في هذا الاتجاه…
إن هذا التواجد لفريقنا داخل أفريقيا لا يفتح فقط الآفاق للاعب المحلي قصد تسويق اسمه عالميا بل وللمدينة والجهة آفاق واسعة… لذلك لا أدعوكم إلى موعد السبت المقبل… بل إلى موعد آخر نتمنى جميعا أن لا تغيب هذه النخبة في احتضان هذا الإنجاز الرياضي الكبير، نتمنى… وبصدق..!
توقيع : يوسف غريب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.