حسنية أكادير …إلى أين ؟

بقلم : محمد الاشعري

يعيش فريق حسنية أكادير منذ مغادرة الأرجنتيني أنخيل ميغيل كاموندي فترة طويلة من الإنحسار والتقوقع والتراجع، فمنذ ذلك اليوم التي تمت فيه إقالة كاموندي والفريق يعيش تبعات ذلك القرار الذي يتحمل فيه الرئيس ومن معه المسؤولية الكبيرة، خلافات جعلت الفريق يعيش تراجعا رهيبا على كافة المستويات، وأصبح فريق المدينة الأول يراكم الخيبات و ينتقل من فشل لآخر،
في ظل هذا الواقع كان لا بد من إستجلاء آراء بعض أصحاب الخبرة والمسؤولين داخل أروقة النادي، حيث أكد أحد المنخرطين السابقين بالنادي بأن فريق الحسنية لو تبنى التخطيط المبرمج و ورسم الأهداف بكل دقة، لن يعيش هذه الظروف الغير المطمئنة والمثيرة لقلق جماهيره العريضة، فحسبه، يجب أن يكون هناك تعديل كلي لهياكل التسيير داخل النادي، الغارق في التدبير العشوائي الذي يقف في وجه نهضة حقيقية للنادي، فصيغة الإحتراف الكروي المعتمدة حاليا ترتكز على التدبير اليومي بدون استراتيجية ولا أهداف محددة، عنوانها الأبرز
إنتدابات بالجملة وبأموال باهضة ، ومرتبات خيالية ومكافآت سخية، في المقابل لا يبصم الفريق إلا على نتائج سلبية وغير مشرفة.
فلماذا نحاول أن نغطي الشمس بالغربال، يقول أحد المحبين الذين خبَّروا التسيير، مضيفا بأنه في الوقت الذي طورت فيه الفرق الأخرى منتوجا كرويا محترما يليق بتاريخها وجمهورها، بقي فريق الحسنية يرواح مكانه و بالضبط منذ نكسة نهاية كأس العرش بوجدة، وأضحت سمعته في الحضيض لدرجة أن الفرق التي كان معظمها تهاب الحسنية، أصبح الحسنيون يحلمون اليوم بالخروج بأقل الخسائر في مواجهتها ولعل سجدة المدرب شكرا لله على انتصار صغير جدا ومن رحم المعاناة وبالديار أمام فريق عادي لأكبر صورة معبرة عن واقع حال الغزالة.
غالبية الجمهور الحسني تقر بضعف الإدارة وبأنها هي التي جعلت من الحسنية حقلا للتجارب، ودفعها للتساؤل هل أصبح الفريق بمثابة رأس رخيصة يتعلم في شعرها كل من هب ودب أصول الحلاقة.
ما يخشاه عاشق الغزالة أن يكون داء الحسنية داءا يصعب التعافي منه مما قد يدخله في نفق طويل ومظلم.
ويؤاخذ قسم غير يسير من الأنصار الرئيس احتكار التسيير وشؤون التدبير ومشاركتها مع قلة قليلة من أعضاء مكتبه، الشيئ الذي يؤزم من معاناة الفريق يوما بعد يوم، مؤكدين على أن الإستقرار الإداري والتنظيمي هو عصب التقدم والتطور داخل أي نادي كروي، وعلى استحضار مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب.
من يقرأ تاريخ النادي سيدرك حتما أسباب تراجع النادي الكبير، الذي فقد هويتة التي تعد أكبر رأسماله والتي ناضلت من أجلها مختلف الأجيال لتثبيتها وجعلها مرادفة للحسنية في الحاضر والمستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد