أزول بريس – بلاغ //
عقد حزب التجمع الوطني للأحرار الدورة العادية لمجلسه الوطني، يوم السبت 6 فبراير 2021، بمقر الحزب المركزي، عبر تقنية المحادثة المصورة طبقا لنظامه الداخلي، برئاسة الأخ الرئيس عزيز أخنوش.
وشهدت هذه الدورة حضورا ومشاركة مكثفين للأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني من جميع الجهات والأقاليم، وتعبئة تنظيمية قوية للأخوات والإخوة المنسقين الإقليميين والجهويين، الذين سهروا على تأمين البث المباشر في أزيد من 20 قاعة من مختلف جهات المملكة إلى المقر المركزي للحزب بالرباط، في جو من النقاش المسؤول والانضباط الدقيق للمساطر التي تؤطر عمليات التصويت على النقط المدرجة في جدول الأعمال.
وقدم الأخ الرئيس عزيز أخنوش تقريره السياسي، والذي تناول من خلاله المستجدات السياسية والتنظيمية، مؤكدا على ضرورة تقوية الحزب داخليا وتعزيز تماسكه وحسن استعداده لمواجهة التحديات المستقبلية، حيث توقف عند أهم مراحل مسار الأحرار خلال الأربع سنوات الأخيرة، والتي اتسمت باشتغال مستمر وحضور ميداني دائم. كما تطرق الأخ الرئيس إلى مبادرات ومشاريع وبرامج التجمع التي تم إطلاقها و التي تميزت بالاتساق والالتقائية، وغايتها إعادة ثقة المواطن في الفعل والفاعل السياسي. وشكل هذا التقرير السياسي المفصل مناسبة لطرح التوجهات العامة لبرنامج الحزب وكذلك محطة للتقييم الجماعي لحصيلة تدبير الحزب للشأن العام، وطنيا، جهويا ومحليا.
ولقد حظي تقرير الأخ الرئيس بمناقشة عميقة و مستفيضة، حيث ثمن التجمع الوطني للأحرار عاليا إطلاق جلالة الملك للحملة الوطنية المجانية للتلقيح ضد فيروس كوفيد – 19، والتي تمت من خلال برمجة محكمة ومقاربة إنسانية تعطي الأولوية لكبار السن وفئات الصفوف الأمامية من أطر الصحة والتعليم والأمن.
كما سجل المجلس الوطني باعتزاز البعد الاستباقي لهذه الحملة الوطنية التي تهدف الى حماية صحة كل المواطنات والمواطنين على السواء وكذا الأجانب المقيمين في المغرب، وتضع بلادنا في طليعة الدول المستفيدة من عملية التطعيم على الصعيد القاري، رغم إكراهات ندرة اللقاحات دوليا.
وإذ يجدد الأحرار إشادته بالإجراءات الاستباقية التي اتخذتها المملكة حرصا على صحة المواطنين منذ ظهور أولى حالات الإصابة بداء كوفيد-19، في مارس 2020، بتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، فإنه يدعو في الآن ذاته مناضلات ومناضلي الحزب إلى مواصلة مجهوداتهم التحسيسية مع توجيههم إلى احترام التدابير الوقائية، في أفق العودة التدريجية إلى الحياة الإجتماعية واستئناف الأنشطة الإقتصادية.
وارتباطا بالشأن الدبلوماسي، أشاد المجلس الوطني بالدبلوماسية الرزينة والحكيمة لصاحب الجلالة، التي توجت بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والتي شكلت نقطة تحول ومدخلا لإيجاد حل سياسي واقعي ودائم للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. وبنفس الثقة في القرارات المتبصرة لجلالة الملك ، نصره الله وأيده، أكد المجلس الوطني على أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، يجسد موقف بلادنا الثابت كراعٍ للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكدولة لطالما لعبت أدوار الوساطة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، مع حرصها الدائم على الحفاظ على التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يتطلع للعيش في سلم وأمان، في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، في نفس الوقت الذي تحرص فيه المملكة على الحفاظ على علاقات متينة ومتجذرة مع رعاياها من اليهود ذوي الأصول المغربية.
وعلاقة بالظرفية السوسيو-اقتصادية الصعبة التي يمر منها المغرب، يؤكد الأحرار على انخراط وزرائه و منتخبيه قصد تنزيل وتجويد وتطوير خطة الإقلاع الاقتصادي التي أعطى جلالة الملك توجيهاته لتفعيلها، من خلال دعم المقاولات والحفاظ على مناصب الشغل. كما شدد على ضرورة إنجاح ورش تعميم الحماية الاجتماعية، التي جعلها الحزب في صلب تصوره للسياسات العمومية، مستقبلا.
ومن هذا المنطلق، يدعو المجلس الوطني إلى تعزيز الثقة في السوق الوطني عبر إقرار تحفيزات اكبر لفئة التجار المهنيين والخدماتيين وإطلاق المزيد من البرامج التي تستهدفهم وتوفير المناخ المناسب لاستقرار هذه الأسواق واستعادة عافيتها لتقوم بدورها في تحريك عجلة الإقتصاد الوطني والتجاوب مع الانتظارات المشروعة لهذه الفئات، مما سيمكن من إعادة الاستثمار الداخلي وإحداث الطفرة التنموية المرجوة، تماشيا مع الأوراش الملكية الكبرى والتوجيهات السامية لإنعاش الاقتصاد الوطني.
كما تدارس أعضاء المجلس الوطني الارضية السياسية المشتركة مع جبهة العمل السياسي الامازيغي وأشادوا بهذه المبادرة المتميزة في مسار العمل والنضال السياسي من داخل الهيئات السياسية، ليخلصوا إلى المصادقة على هذه الأرضية والدعوة إلى جعلها خارطة طريق عمل سياسي مشترك. وقد مكنت هاته المنهجية التواصلية من الإنصات عن قرب لأولويات المغاربة، وتجميع مطالبهم ورسم أولوياتهم.
وارتباطا بالشأن التنظيمي، أشاد المجلس الوطني بالأداء الاستثنائي الذي ميز مختلف مكونات و هيئات وأجهزة الحزب خلال الاربع سنوات الماضية، كما صادق المجلس الوطني على الحسابات السنوية لسنة 2020 منوها بالنجاعة والحكامة التي طبعت تدبير موارد الحزب خلال هذه السنة، كما صادق على ميزانية الحزب لسنة 2021.
وفيما يهم الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، ناقش المجلس الوطني التوجهات العامة لبرنامج الحزب، والذي يستمد مقوماته من مخرجات الحوار المؤسساتي الواسع والمتواصل منذ أربع سنوات، حيث قام الحزب بثلاث جولات جهوية، علاوة على الجامعات الصيفية للشباب، ولقاءات الهيئات الموازية ومؤتمرات مغاربة العالم في عدد من دول المهجر، وصولا إلى برنامج 100 يوم 100 مدينة.
وتبقى العناوين الكبرى للبرنامج السياسي للأحرار مفتوحة على اقتراحات المناضلين، للإدلاء بأفكارهم وتصورهم للإصلاح السياسي في شتى الميادين وفي مقدمتها : التعليم – الصحة – التشغيل.
وأكد أعضاء المجلس الوطني على أن هذه الأفكار والمقترحات لا يمكن تفعليها إلا بفضل الانخراط الجماعي في تجديد المؤسسات المنتخبة، مما يستدعي تشجيع الشباب على المشاركة السياسية، وإشراكهم في كل مستويات التدبير، من الجماعات الترابية إلى الحكومة، مرورا بالبرلمان.
كما أجمع المتدخلون على ضرورة انتقاء خيرة المرشحين لتمثيل المواطنين في المجالس المنتخبة، منوهين بالاقتراح الذي تقدم به الأخ الرئيس والرامي إلى وضع ميثاق شرف بين الحزب ومنتخبيه، يتعهدون من خلاله بالالتزام بخدمة مصالح الوطن والمواطنين، بكل تفان وإخلاص.
وفي الأخير، صادق المجلس الوطني على قرار تفويض صلاحية وحق إقرار التحالفات السياسية والانتخابية للسيد رئيس الحزب، في الانتخابات العامة والترابية المقبلة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.