حزب الاستقلال قد يكون وضع اول قدم في المعارضة والبام في الحكومة

أزول بريس

توجد العديد من المؤشرات التي تبين أن تفاهمات جرت بسرعة بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة ،وأن هذه التفاهمات قادت تدريجيا حزب الاستقلال نحو المعارضة المقبلة :
اول هذه المؤشرات ،التفاهمات والتي هي تحالفات محلية بين الأحرار والبام في تولي رئاسة الجهات ،حيث يبدو أن حزب الاستقلال كان بعيدا عن التأثير في هذه التحالفات ،واكتفى بجهتين هما اصلا من معاقله التقليدية، بينما نال البام والتجمع اكبر عدد من رئاسة الجهات وقام الحزبان معا التجمع والبام بتسهيل الممرات أمام حليف حكومي ثالث هو الحركة الشعبية ليستمر في تدبير جهة ليس له القوة الانتخابية لنيلها دون دعم الاحرار والبام .
٢- المؤشر الثاني ،مرتبط بالطريق نحو المجالس الجماعية ،حيث يبدو التحالف بين التجمع والبام وحليف رابع هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .
٣- المؤشر الثالث ،ويتمثل في تاريخ المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي سيعقد بعد أربعة عشر يوم ،وهو تاريخ له دلالته بأن الاستقلال فهم انه سيكون خارج التحالف الحكومي ،لأن الإيقاع الذي يسير به رئيس الحكومة المعين السيد اخنوش والتاريخ الذي اختاره البام لعقد مجلسه الوطني متناقضان تماما مع إيقاع الاستقلال وتاريخ جمعه لمجلسه الوطني ،فالزمن هنا له دلالته في من يشعر انه في التحالف المقبل ومن يشعر انه ذاهب للمعارضة.
المؤشر الرابع، أن وجود التجمع والبام في حكومة واحدة ،ومراعاة الترتيب وعدد المقاعد يجعل حزب الاستقلال يتفاوض من موقع لن يسمح له بنيل رئاسة مجلس النواب او قطاعات وزارية استراتيجية، ومعروف ان حزب الاستقلال له تاريخ في مسألة المفاوضات الحكومية حول الحقائب وقد يصطدم بحزب اخر له خبرة اكبر في هذا النوع من المفاوضات هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يعد الحليف الأكبر للتجمع الوطني للأحرار نظرا لتاريخه وخبرة قيادته ،فالإتحاد الاشتراكي ظل على صلة كبيرة بالتجمع الوطني للأحرار طيلة الخمس سنوات الماضية .
وبناء على هذه المؤشرات ،يبدو ان حزب الاستقلال هو الذي سيقوم بدور المعارضة وليس البام ،فقيادة الأصالة والمعاصرة استطاعت بسرعة أن تمد جسور التواصل وتبني تحالفات في الجماعات الترابية التقطتها قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار ،مقابل ذلك ،ظهر أن الاستقلال ظل متحفظا ولم يرسل إشارات في لحظة كان فيها نقاش حول البام.
وقد يكون حزب الاستقلال يفكر في مرحلة مابعد سنتين من تحالف التجمع والبام في حالة ما إذا غاب الانسجام بينهما ،أنداك قد يقدم نفسه كبديل للدخول في منتصف عمر الولاية الحكومية الحالية ،فكل شيء ممكن في السياسة : الصراع ممكن ،والمعارضة ممكنة والحكومة ممكنة ،وهذا يعتمد على سرعة كل حزب في التموضع،ولحد الأن يبدو ان البام عاد وتموضع بسرعة في التحالف الحكومي القادم الذي يبدو انه يضم التجمع والبام والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد