حرب أوكرانيا تشعل تنافسا مغربيا إسبانيا، في الخضار والفاكهة..
في أوكرانيا تدور حرب طاحنة، ومعها يزداد توجس المزارعين والمنتجين الإسبان من “غزو” المنتجات الزراعية المغربية من الخضار والفواكه للأسواق الأوروبية والسوق الروسية.
واعتبر الموقع الإخباري الإسباني المتخصص في الزراعة “أغرو أنفورماسيون” أن “صادرات المغرب استطاعت احتلال مكانة مهمة في روسيا”.
وتوقع المصدر ذاته في تقرير أن “يُصدّر المغرب، خلال هذه الفترة من نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مئات الآلاف من الكيلوغرامات من المنتجات الزراعية إلى أوروبا؛ مما يؤثر سلبا مرة أخرى على الإنتاج الإسباني”.
وأكد أن “المغرب سيستفيد من الصراع الروسي الأوكراني، وسيحتل مكانة مرموقة في الاقتصاد الأوروبي بعد إزاحته لإسبانيا من طريقه، من خلال صادراته”.
مخاوف إسبانية وتطور مغربي
ويبدو أن مخاوف المزارعين والمنتجين الإسبان من المنتوجات المغربية المنافسة من الخضار والفواكه ليست وليدة اليوم، إذ “كانت هناك منافسة قوية منذ الثمانينيات بين المنتجات الإسبانية والمغربية”، بحسب رئيس فيدرالية منتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب، الحسين أضرضور.
وأكد أضرضور في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “المغرب كان أول مموّن للسوق الأوروبية وخصوصا الفرنسية بمنتوجات الخضار والفواكه في سنوات الخمسينيات، وبعد أن خاضت إسبانيا استراتيجية إنتاج الخضار والفواكه بدأت المنافسة ووصلت إلى مشادات بين المنتجين المغاربة والإسبان في هذا الإطار”.
وأضاف: “المنتجون الإسبان وضعوا جميع العراقيل للمنتوجات المغربية، وقاموا بحصرها من خلال قانون الحصص بداية من سنة 1994”.
ويتوقع رئيس فيدرالية منتجي ومصدري الخضار والفواكه أن “يوسّع الإنتاج المغربي من أسواقه، وأن يكون الطلب في المستقبل على الانتاج المغربي أكبر من الإنتاج الإسباني”.
ويعزو ذلك إلى أن “المنتجات المغربية من الخضار والفواكه عرفت تطورا كبيرا؛ سواء على مستوى الإنتاج أو التسويق، مواكبة لتطورات السوق الأوروبية ومتطلبات المستهلك الأوروبي”.
منتج بجودة عالية
من جهته، يؤكد عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، الفاطمي بوركيزية، أن “الإقبال الكبير من جانب السوق الأوروبية على منتوجات المزارعين المغاربة من خضار وفواكه، يرجع إلى الجودة التي تتميز بها، والتزام المزارعين بشروط الإنتاج”.
وكشف بوركيزية، في تصريحه لموقع سكاي نيوز عربية”، أن “الواردات الزراعية على إسبانيا من المغرب انتقلت من 26 بالمئة إلى 39 بالمئة إجمالا، وفيما يتعلق بواردات إسبانيا من البطيخ المغربي فقد عرفت زيادة بنسبة 132 بالمئة”.
واعتبر أن “الأرقام واضحة تبيّن مدى الارتفاع والإقبال الذي تعرفه السوق الأوروبية على المنتوجات الفلاحية المغربية؛ الشيء الذي يجعل الإسبان يتخوفون من هذا الغزو الإنتاجي المغربي، ويعتقدون أنه سيؤثر على الفلاحة الإسبانية التي تتراجع منتوجاتها في السوق الأوروبية”.
ويعتقد عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، أن هذا “الإقبال الذي تعرفه السوق الأوروبية على الإنتاج المغربي منطقي ومعقول، باعتبار إنتاج المملكة الفلاحي يُعرف بجودته العالية في أوروبا ودول أخرى مثل روسيا”.
أسعار المحروقات مكلفة
ويتساءل أستاذ الاقتصاد بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، عبد الرحمان الصديقي، “على أيه مرتكزات بني التخوّف الإسباني بخصوص منتجاتهم الفلاحية، باعتبار ظروف إنتاج وتسويق المنتجات الفلاحية هي نفسها تقريبا في إسبانيا والمغرب؛ خاصة فيما يتعلق بارتفاع مصادر الطاقة وغلاء المعيشة”.
ويقول الصديقي لموقع “سكاي نيو عربية”: “ربما مَن بنى هذا السيناريو ينطلق من التميّز النسبي للمنتج المغربي من ناحية تكاليف اليد العاملة، ولكن حسب تقديري فإن هذا العامل لن يؤثر كثيرا إذا استمر الجفاف واستمر الغلاء وانهيار القدرة الشرائية، لأن غياب الطلب أصلا لا يخدم ثمن العرض ويجعله في الحدود الدنيا”.
وتابع: “زد على ذلك كون المغرب سيعاني كما باقي العالم من أثر ارتفاع أسعار المحروقات التي ستنعكس على تكاليف الإنتاج بما فيها الإنتاج الفلاحي، كذلك ارتفاع الأثمان بفعل قلة العرض، وكل هذا لا يخدم تنافسية الصادرات المغربية، كما ترون”.
موقف حيادي مطمئن
وفي سياق تداعيات التدخل الروسي في أوكرانيا، يتخوّف بعض المراقبين من أن تتضرّر الصادرات المغربية بسبب عقوبات الغرب على موسكو.
ويرى أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، عبد الله أبو عوض، أن “السوق العالمية ستتأثر لا محالة اقتصاديا، وهو ما سينعكس في نظري نسبيا على الصادرات المغربية في بعض تفاصيلها”.
غير أنه “ما يبعث على الاطمئنان، موقف المغرب الحيادي في النزاع الروسي الأوكراني، والذي يدل على سيادة قراره في الدبلوماسية الدولية”، يستطرد أبو عوض لموقع “سكاي نيوز عربية”.
وسجل أستاذ القانون والعلاقات الدولية، أن هناك” هذه السنة بعض التحديات على مستوى الموسم الفلاحي في المغرب، والذي يشكل الركيزة الأساسية لصادراته، لكن بالنسبة للسوق الأوروبية فسيزداد الطلب في تأمين حاجياته الغذائية، وفي الوقت نفسه فالصادرات المغربية لا ترتكز على الطاقة بالدرجة الأساس، وهي التحدي الحقيقي للدول المستوردة”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.