حتى المغرب أيضا ليس لديه ما يضيف

أزول بريس - يوسف الغريب

حتّى نحن أيضاً ليس لدينا ما نضيفه.. فقد كانت سفيرتنا هناك بإسبانيا واضحة في تصريحها للصحافة قبيل استدعائها قائلة ( هناك أفعال لها عواقب.. ويجب أن نتحمّل تبعاتها).. وهي ترجمة تفصيلية لما جاء في بيان وزارة الخارجية المغربية قبل اسبوع حين أكّد وبلغة الحزم بأن استقبال زعيم البوليزاريو وبهوية مزورة لن يمرّ مرور الكرام..
فماذا تنتظر إسبانيا بعد هذا الوضوح في الرؤية والجرأة في القول والتنفيذ الفعلي للتجريد من كل التزامات بلدنا السابقة مع الدولة القشتلانية…وقفاً لمبدأ الفعل بالفعل والبادئ أظلم
لماذا كل الصراخ والعويل اتجاه نزوح جماعي للمغاربة نحو مدينتهم المحتلة من خلال وراثة الماضي الإستعماري الذي سمح بوجود أراضي خارج أوروبا..
نزوح جماعي ولمدة ساعتين جعل الجارة الشمالية
تعيش أسوأ أزمة سياسية لها منذ تشكيلها من طرف بيدرو سانشيز، نتيجة ارتدادات الأزمات الديبلوماسية المتراكمة مع المغرب، والتي زادت قضية زعيم البوليساريو إبراهيم وغالي من حدتها إضافة إلى
هذا السقف العالي من التصريحات المغربية التي لم تتعوده الطبقة السياسية في مدريد..
تحرّك كل شيء من الحكومة إلى الملك والجيش والإعلام والصحافة المرئية والمسموعة ووو.. وبأساليب وقحة مافيوزية منها الترويج لصورة رضيع من تركيا على أنها مغربية بساحل سبتة المحتلة.. وأكثر من الوقاحة أن تصرّح وزيرة الخارجية هناك قائلة ( على المغرب أن يحترم إسبانيا)
ونسيت أن من يدخل شخصا مطلوب للعدالة وبهوية مزورة لا يستحقّ الاحترام..
وأبشع من الوقاحة هو أن تعتبر بعض الأقلام الرسمية اتصال وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن أمس مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، والتأكيد عن دور المغرب الرئيسي في استقرار المنطقة أن تعتبر ذلك رسالة دعم من الولايات المتحدة للمغرب في خضم الأزمة الديبلوماسية التي تعيشها مدريد مع الرباط، حتّى أن بعض الصحف وصفت ذلك ب “وقاحة ديبلوماسية” من إدارة بايدن، خصوصا وأن الأخير لم يتصل قط برئيس الحكومة الإسبانية منذ توليه الرئاسة..
هي إسبانيا اليوم.. واللحظة والنقاش كلّه حول المغرب..
أما داخل المغرب فاهتماماتنا مركّزة بالأساس على مواصلة عملية التلقيح والتطعيم الوطني بتقوية المخزون هذين اليومين بأكثر من 2 م جرعة إضافية تمّ اقتناؤها بالعملة الصعبة.. إلى جانب المشاريع التنموية الكبرى بأقاليمنا الجنوبية كميناء الداخلة امهيريز الكويرة.. بعد المتوسطى الذي تصلكم أرقام إنجازاته.. آخرها مصنع السيارات المتجددة العلامات وبصنع محلي بلغ أكثر من 65٪ من الكفاءة المغربية..
دون أن ننسى دورنا الإقليمي والمحوري في الصراع العربي الاسرائيلي.. ويكفي لبلدنا شرفاً أن تكون الخطوط الملكية المغربية محط استقبال وترخاب من طرف الغزاويين بالأراضي المحتلة مقابل استقبال شعبي عنيف لرئيس الوزراء الإسباني أثناء زيارته المشؤومة لسبتة المحتلة..
هذا هو المغرب الذي فاجئ إسبانيا اليوم التي لم ولن تقبل بمغرب قوي إقتصادياً ومزدهر تجارياً، ومستقر سياسياً وأمنيًا.
فالإسبان لازالوا يحملون الإرث الإستعماري اتجاهناوينظرون إلينا مجرد ‘مورو’، لا يجب أن يرتقي ولا أن يتطور. وهذا ما يتوجب على البعض منا أن يعرفه جيّدا ونكون إلى جانب وطننا ونواصل بناء المغرب القوي الديموقراطي. الوطن الذي سيكون نداً للند لكل من سولت له نفسه إحتقاره، أو إستقزازه.

ذاك الوطن الذي يسع للجميع، لتوسيع أكثر لهامشنا الديمقراطي وتوزيع عادل لثروات البلاد.. بترسيخ قيم التضامن والتعايش والاستقرار..
هي خارطة الطريق.. ونحن في الطريق السيّار نحو تحقيق ذلك..
ذاك ما يزعج هذا الجار الشمالي..
وهو يعرف جيّداً أن واقعة سبتة المحتلّة هو بداية لطرح كل الأوراق…كل الأوراق من فوسفاط بوكراع إلى نهاية الاحتلال بالمدينتين المغربتين..
والأيام بيننا
أما الاعتراف بمغربية الصحراء فهو غير مطروح أصلاً منذ اتفاقية مدريد آواخر 1975..


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading