ج.أفريقيا و”الشّو show” الدبلوماسي..

يوسف غريب*

“البهرجة والصخب والسينما”..هكذاوصف وزير خارجيتنا السيد بوريطة الاستقبال الذي خصصته بريتوريا لزعيم جبهة “البوليساريو” خلال مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم الخميس، مع وزيرة الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الفيدرالية لمملكة بلجيكا السيدة  حجة لحبيب الجزائرية الأصل.

بهذه الأوصاف الثلاث تكون  دولة ج. أفريقيا أوّل بلد يدشّن ما يمكن تسميته مستقبلاً ب “الشّو –  show”  الدبلوماسي لدرجة ان رئيسها كتب 24 تدوينة  تويترية تابع فيها جولة استجمامية لضيفه ممثل الجزائر الصغرى.

خاصة وأن صاحب المقّص الذهبي قد قص ظهر بعير هذه الدولة بقوله :  إنّ البهرجة والصخب يعبران عن عجز هذه الدولة في التأثير في الملف.. لاغير.

و أعتقد جازماً أن أخطر ما قيل لحد السّاعة والمغرب يصف هذه الدولة بالعجز وضعف التأثير في محيطها الإقليمي فكيف بالقاري.

تلك الدولة التي كانت إلى حدود البارحة الرائدة اقتصاديا في القارة .. والمؤثرة سياسيّاً في دهاليز مؤسسات الإتحاد الإفريقي وتقدم كنمودج شراكات مع المنظمات الدولية والإتحاد الأوربي..

هي الدولة التي ينظر إليها المغرب، بالعاجزة والضعيفة وعلى مستويات عديدة..

وإذ عدنا إلى الوراء سنجد أن دولة جنوب إفريقيا تسلمت من قبل الرئاسة الدورية الإتحاد الإفريقي، و تسلمت عضوية مجلس الأمن وكانت على رأس اجتماعات دولية رفيعة…، ولم تغير شيئا  في حين  انتزعنا منهم  صفقات طاقية مع بريطانيا بقوة الوضع الاقتصادي الذي أصبح يرجح لصالح الرباط.. دون الحديث عن تسلم الريادة في صنع السيارات وارتفاع حجم صادرتها نحو إفريقيا وأوروبا وامريكا اللاتينية..

هذا هو سبب تجديد الحب بالقضية الصحراوية والتضامن مع الشعوب في تقرير مصيرها.

وهذه اللغة ماهي إلاّ غلاف يحجب الصراع الذي هو اقتصادي بالأساس.. خاصة وأن  بلد  الرئيس سيريل رامافوزا حسب بعض العارفين  بخبايا السياسة الدولية  يعتقدون بأن الأمر له علاقة باستدعاء بلدنا  من طرف مجموعة السبعة الكبار في العالم (G7)، للمشاركة في القمة المقبلة التي ستتحدث عن مستقبل العالم الطاقي والغذائي، عطفا على النتائج الضخمة التي حققتها الرباط في هذا المجال ودخولها عصر الطاقات البديلة وأيضا سيطرتها على سوق الأسمدة في العالم، وهو الاختراق الذي ترى فيه دولة جنوب إفريقيا تهديدا لمصالحها الاقتصادية، خصوصا  و أن الأرقام تؤيد هذا الواقع والتموقع..

دو أن ننسى طبعا دور النظام الجزائري في تؤجج هذه المشاعر العدائية لهذا النظام الجنوب إفريقي تجاه قضيتنا  باشتراط الجزائر من أجل إتمام صفقات التسليح وإنقاذ الشركات الجنوب إفريقية من الإفلاس، حصول بن بطوش على استقبال رسمي كما حصل في تونس مقابل فتح الحدود معها..

هكذا وبقوة الأحداث تحوّلت زيارات بن بطوش إلى مفتاح سحري للخزينة الجزائرية إرضاءً لحقد وضغينة هذا النظام واستنزاف مقدرات الشعب الجزائري في هكذا بهرجة وسينما دون أي تأثير في القرار الأممي وغيره..

وإذ نبارك لجنوب إفريقيا إنقاذ  شركاتها من الإفلاس من خزينة العصابة الجزائرية.. فإن الإفلاس الحقيقي هو الذي أصاب ضميركم الأخلاقي وأنتم تعادون بلدنا الذى آوى ودرّب ودعم وساند الزعيم الروحي لميلاد دولتكم الزعيم  نيلسون مانديلا.

أما نحن فنعرف أن بجورانا عصابة تملك محطة وقود تبتزّ بها أصدقاء بلدنا من جهة.. ومساومة دول أخرى مقابل استعدائنا..

يعرفون  أيضآ ان بلدنا تضع خيراتها الطبيعية  كالفوسفاط رهن إشارة أكثر من 80٪ من دول إفريقيا ودول العالم ونتقاسم معهم خبرتنا من أجل الإنسان أولا

هو الفرق الابدي..

بين الغاز الجزائري كوسيلة  للابتزاز والعقاب

وبين الفوسفاط المغربي كمنقذ  للانسان والحياة…

ويكفي لكل مغربي فخراً ببلده وهو يتابع ارتسامات الفلاحين الصغار بجنوب السنيغال لحظة تسلّم حصصهم من الفوسفاط المغربي هدية من بلدنا.. بنفس الكمّية التى طالب  بيدرو كاستيلو ” رئيس البيرو  150.000طن  كي يسحب اعترافه ب جمهورية الوهم..

طبيعي مثل هذه المواقف أن ترفع الصراخ والنباح عاليا لدى ابواق العصابة هناك.. وخاصة المسمى بن سديرة المدمن على حبّات النوم كلمّا سمع ان المغرب توصّل بدعوة  من طرف مجموعة الدول السبع الكبار للمشاركة في القمة المقبلة..

ومن عادة الكبار  – طبعاً- الشفقة على الصغار هناك  الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً

* يوسف غريب كاتب إعلاميّ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد