جنوب إفريقيا بجمهورية تيندوف المستقلّة

بقلم يوسف الغريب

ليس في العنوان ما يدعوا إلى الإستغراب أو حتّى التحامل والتحريض على الانفصال بدولة الجنيرالات
أبداً..
بل هو استنتاج بسيط يخرج به كل من تابع تغطية وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية لزيارة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا لما سمته بالجمهورية الصحراوية بتندوف سيفهم أن هذه المنطقة لم تعد جزائرية.. بل تابعة للأراضي المحررة للجمهورية المزعومة.. التي تنازلت عليها من أجل إقامة هذه الدولة..
ومن يواصل التغطية الإعلامية سيقف عند غياب كل رموز السيادة الجزائرية من أعلام ووو… مقابل أعلام لهذا الكيان.. وبكل مراسيم البروتوكول الرئاسي..بدءا باستقبالها بالمطار الدولي بتندوف عبر الطائرة الرئاسية الجزائرية من طرف وزير صحراوي.. إلى حين مغادرتها..
وأنا أتابع هذه التغطية وما رافق ذلك من تضخم إعلامي تذكرت مقالاً سابقا لجريدة ( لوبوان الفرنسية) آواخر مارس من هذه السنة بعنوان ” تيندوف ليست جزائرية” حينها تم استدعاء السفير الجزائري بفرنسا.. إلى جانب بيان تنديدي للوزير بوقادوم آنذاك..
وبتلك اللغة الحماسية المفرطة ووو
تذكرت ذلك لاقارنه مع هذه الزيارة التي تلغي كل السيادة الترابية للجزائر على تيندوف..
هي مفارقة غريبة.. و سوريالية يحتاج المرء فيه إلى النفس الكافكاوي لفهم هذه العقلية الجاثمة على أرض وخيرات الشعب الجزائري الشقيق..
فحتّى إذ افترضنا أن تيندوف ولاية جزائرية ( لحد الساعة طبعا)
فإن الصورة وبكل دالالتها الدبلوماسية تجعل الجزائر العظمى البلد الوحيد في العالم برئيسين يسكنان نفس العاصمة.. يختلط عليك الأمر ( من يستقبل من) أثناء تبادل الزيارات بينهما.. دفع بالبعض إلى التفريق بين الجزائر القوة العظمى.. والجزائر القوة الصغرى حتّى يخرج من هذا اللبس بين الرئيسين..
لكن ما يهمنا في هذه الزيارة هو البيان المشترك العدائي لقضيتنا الوطنية إلى جانب التغطية الإعلامية..والترويج لانتصار دبلوماسي غير مسبوق كما صرّح بذلك لعمامرة نفسه..
لا مسبوق ولا هم يحزنون.. فالجميع قد غادر القاعة وانتهت المسرحية باللاءات الثلاثة كما جاء في خطاب جلالة الملك الأخير لجلالته..مسنوداً إلى قرار مجلس الأمن.. واللجنة الرابعة الأممية..
وهي انتصارات دبلوماسية حقيقية وواقعية ومؤثرة.. آخرها طعن الاتحاد الأوروبي ب22 دولة في قرار المحكمة الأوروبية بعد اسبوع من الخطاب الملكي.. ذاك الطعن الذي يقر بمغربية الصحراء بطريقة غير مباشرة..
هي انتصارات دبلوماسية ليس على النظام الجزائري وحده بل حلفاؤه أيضا ومنها جنوب أفريقيا التي لم تكن طيلة مدة الصراع حول هذا النزاع الإقليمي المفتعل إلاّ بجانب الجزائر ومعكم اسي لعمامرة..
لذلك حين تزوركم اليوم فقط من أجل رفع المعنويات جراء الصدمة ونكسة الهزائم لا أقل ولا أكثر
ليس حدثا أن يزوركم الأصدقاء لمواساتكم وتعزيتكم في وفاة مشروعكم الانفصالية..
ليس حدثاً أن تزوز مخيمات تيندوف.. وأن تعيد نشر نفس البيانات المشتركة إذا كان ذلك سيبقيكم على الحياة..
وإن كنت استبعد ذلك.. بقناعة أن الله هو القادر على إحياء العظام وهي رميم..
فعظام هيهلكم النظامي بدأ يتساقط.. بهروب أربعة جنيرالات ومن مواقع حساسة إلى مالطا هذا الصباح.. كما ورد في قصاصات الاخبار هذا اليوم..
وسمعة مؤسسات دولتكم في الخارج مختزلة في ذاك الاستقبال المهين جعلتك تتعرض للتفتيش والتشكيك والاشتباه..
وهو أمر طبيعي في بلد تدعوا قنواته بالصوت والصورة إلى نشر الرعب والإرهاب داخل المجتمع المغربي بدعم من العسكر هناك..
إلى بلد فشل في الترويج لحرب وهمية في الصحراء عبر وكالة بن بطوش الذي بلغت بياناته العسكرية أكثر من 400 بلاغ عسكري… والتلويح مؤخرا بنقل المعركة إلى داخل المغرب.. وتهديد الشركات الأجنبية والمؤسسات..

أإلى هذا الحد أزعجناكم.. أن تكون سماؤنا تحت أعين جنودنا البواسل

بالفعل .. أوجعناكم.
ولتحصدوا رياح خبثكم وعدائكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد