عديدة هي تلك الكتب التي تناولت الجملة النحوية وفق مقاربات متعددة: بنيوية، ووظيفية، وكلوسيماتيكية، وتأليفية، وتوزيعية، وتوليدية تحويلية، وتداولية، ونسبية…بيد أن الكتب التي تناولت لسانيات النص قليلة جدا بالمغرب بصفة خاصة، والعالم العربي بصفة عامة.
ومن ثم، فكتاب(محاضرات في لسانيات النص )لجميل حمداوي هو إضافة جديدة في حقل اللسانيات؛ لأنه يتناول لسانيات النص والخطاب معا . ويعني هذا أن الكتاب يقدم منهجية تطبيقية ولسانية لمقاربة النصوص والخطابات، كيفما كان نوعها، في ضوء لسانيات النص.
ومن جهة أخرى، قدم الباحث، في كتابه هذا، فرشا تاريخيا تناول فيه تاريخ لسانيات النص بنية، ودلالة، ووظيفة. كما قدم مختلف العناصر التي ترتكز عليها لسانيات النص في بناء الخطاب وتركيبه وإعادة تشييده نصيا، كالتركيز على الاتساق، والانسجام، والـتأويل، والمقبولية، والذكاء الاصطناعي، والتناص، والوظيفة، والتجنيس…وهذه الآليات تسهم في مقاربة النصوص تفكيكا وتركيبا.
ومن باب العلم أن لسانيات النص قد تبلورت مع لسانيات التلفظ لإميل بنفنست، ومساهمات هاريس في مجال اللسانيات التوزيعية ، وقد تجاوز هاريس بذلك لسانيات الجملة إلى لسانيات الخطاب. بيد أن المقاربة التداولية، أو أنحاء النص، هي التي ستهتم ببناء النص بنية ودلالة ووظيفة، في ضوء مجموعة من المعايير التي تبحث في ترابط النصوص واتساقها وانسجامها بنيويا وعضويا ودلاليا وسياقيا.
وما يميز كتاب جميل حمداوي، على عادة المؤلف، أنه كتب بطريقة بيداغوجية بسيطة وواضحة، وأسلوب سهل ممتنع، يستطيع أي قارىء، مهما كان زاده المعرفي، أن يتشرب معين هذا الكتاب المبسط والوجيز.
الكتاب صدر برسم سنة 2016 و بدعم من وزارة الثقافة من حجم
17 / 24 و عدد صفحاته 200 صفحة و هو اهداء لمحمد الدرويش مدير منشورات فكر و استاذ اللسانيات بجامعة محمد الخامس بالرباط .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.