جمعية تارودانت أولاً : يد في يد مع المقاولين لصالح المدينة
أزول بريس- سعيد الهياق
عقدت جمعية تارودانت أولاً بمقرها يوم الخميس 08 يوليوز 2021 لقاءً تواصياً مع المقاولين تحت شعار ” يد في يد لصالح تارودانت”.
وفي بداية اللقاء رحبت نائبة الرئيس الأستاذة سعاد أريب بالمقاولين بتارودنت والإقليم. وأن اللقاء التواصلي يندرج في سلسلة من حلقات التواصل مع مختلف شرائح المجتمع المدني. وأشارت أن اللقاء يأتي بعد أن سلمت الجمعية صباح يومه الخميس هذا الشحنة الأولى من المستلزمات الطبية والشبه الطبية لإدارة المستشفى في إطار تنزيل بنود اتفاقية الشراكة بين الجمعية والمندوبية الإقليمية للصحة. وأن لقاء اليوم يكتسي أهمية قصوى بحكم أنها جزء من النسيج المقاولتي الذي يعاني من عدة إكراهات بنيوية وخصوصا من تداعيات جائحة كورونا. وأن الهدف يكمن في تظافر جهود كل المتدخلين بخلق قطب مقاولاتي مهيكل بغظ النظر عن تسميته وتشكيلته. والمهم أن يساهم في الدفاع عن مصالح المُقاوِلات والمقاولين. والسعي للخروج من الوضعية الحرجة بتوصيات موضوعية من أجل أن تستعيد المقاولة عافيتها.
وتطرق الدكتور مصطفى عزيز ، الرئيس المؤسس لجمعية تارودانت أولا، كخبير دولي في مجال إدارة الأعمال بحكم ترأسه لعدة تكثلات دولية وأيضا كرئيس مدير عام لشركة درابور، إحدى أكبر وأقوى الشركات الوطنية إلى الوضعية الاقتصادية والاجتماعية الحرجة على الصعيد الوطني والدولي. وأن الوضع الحالي الذي تعيشه تارودانت يعود بالأساس إلى سوء تدبير المجلس الجماعي الحالي وأشار إلى إشكاليات تنزيل مشروع القطب الصناعي بالحي الصناعي لاسطاح وما رافقها من محسوبية وشبهوهات متعددة. وأنه لديه ملفات تتبث ذلك. وقدم تشخيصه الدقيق لواقع المقاولة المغرببة الذي أكد أن عقلية تسيير وتدبير المقاولة الوطنية لازالت حبيسة النمط التقليدي. وأن جل المُقاوَلات المغربية بقيت تعتمد على المنظومات التقليدية في خلق الثروة. وبالمقابل المقاولات الأجنبية داخل وخارج الوطن تقدمت بشكل مذهل بفضل نظامها المعلوماتي الرقمي بحيث اعتمدت على أحدث المنظومات الحديثة في سلسلة وسائل الإنتاج بتكلفة أقل وبجودة عالية.
وتطرق كذلك إلى مناخ إدارة الأعمال الذي يعاني من عدة إكراهات من ناحية المساطير القانونية التقليدية التي تعرقل أداء المقاولات وتفرمل من سرعتها في اللحاق بالمقاولات الحديثة. كما أشار إلى التداعيات السلبية على المقاولات والنسيج الاقتصادي الهش والذي تراجع بسبب جائحة كورونا مما تسبب في إفلاس مجموعة من المقاولات في مجال الخدمات والسياحة والفندقة والصناعة التقليدية. وانتقد بشدة كيفية تدبير المسؤولين للأزمة الخانقة بالمدينة. والتي انعكست بشكل سلبي على المقاوِلات والمقاولين الذين تضرروا كثيراً من تلك التداعيات الجسيمة. والتي جعلتهم يعيشون وضعيات اقتصادية واجتماعية جد صعبة في مختلف القطاعات. وأكد أن الهدف من اللقاء التواصلي هو المساهمة في انعاش النسيج المقاولاتي بالمدينة، ووضع ما راكمه من تجارب دولية لصالح المقاوِلات والمقاولين بتارودانت والإقليم. وأنه عازم كل العزم على خلق مناخ اقتصادي سليم شريطة تظافر مجهودات وإرادة المتدخلين أولاً للخروج من الوضعية الحرجة والمساهمة في التنمية المستدامة مع ردع الاعتبار للمقاولة كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تدخلات الفاعلين الاقتصادين في المقاولات انصبت كلها في مشاكل تعقيد مساطير المشاركة في الصفقات العمومية. وتطرقوا إلى إشكالية الأثمنة التي لا تواكب ولا تراعي الارتفاع المهول في عناصر الصفقات الشيء الذي يجعل جل المقاولين يتراجع أو لا يستطيع الاستجابة لدفتر التحملات مما يجعله غير قادر على المشاركة فيها بصفة متساوية مع المقاولات الكبرى. وكذلك إلى إشكالية الآجال المتراكمة على ما بذمة المؤسسات العمومية اتجاه المقاوِلات والمقاولين التي قد تصل إلى أكثر من سنة حسب بعض المتدخلين. وهذه التأخيرات في الآداء تحد من السيرورة المالية للمقاولة مما يؤدي إلى تراكم الديون على المقاوِلات والمقاولين. مما يؤثر بشكل سلبي على تدبير وتسيير المقاولة. وأدى هذا المناخ السلبي إلى إفلاس مجموعة من المُقاوَلات بشكل مضطرد. وبدورهم تدخل الشباب في طرح إشكالية غياب مُخاطَب واحد أو شُبَّاك واحد لتسهيل مساطير إحداث المقاولة. مما يظفع بالمقاول الشاب أو المبتدئ التنقل إلى المكتب الجهوي للاستثمار بمدينة أكادير مع يترتب على ذلك من مصاريف مادية إضافية مع هضر الزمن المقاولاتي. أيضا تمت الإشارة إلى التكلفة المادية في تهيء ملف المقاولة الذي قد يصل إلى 7000 درهم بحيث أن معظم الشباب ليست لديه المصاريف الكافية لإعداد ملف خلق المقاولة.
وبعد الاستماع إلى كل تدخلات المقاوِلات والمقاولين بكل إمعان وإنصات. فقد تفاعل الدكتور مصطفى عزيز بشكل إيجابي مع تلك القضايا الشائكة التي سواء في ما يخص إشكالات منظومة المساطير القانونية المتعلقة بالصفقات العمومية التي سبقت الإشارة إليها أو تلك المتعلقة بمنظومة الضرائب بمختلف أنواعها أو بإشكالية تحويل المستحقات المادية بعد إنجاز المشاريع في الآجال المحددة. وأعاد تكرار عزمه على مساعدة المقاولين بالترافع عن ملفاتهم الموضوعية على مستوى المحلي وعلى أعلى مستوى إن اقتضى الحال ذلك من أجل استرجاع المقاولين حقوقهم كاملة.
وقد نالت مجموعات من المشاريع المتكاملة التي قدمها الشباب في مجال السياحة والصناعة والاقتصاد الاجتماعي إعجابه بمعية أعضاء مكتب الجمعية. وأكد تبني الجمعية لها من أجل تحفيز النساء المقاوِلات والمقاولين على الانخراط في الدورة الاقتصادية بالمدينة وبالإقليم وإعادة الثقة للشباب في إبتكار مشاريع أخرى ذات منفعة اقتصادية واجتماعية ودائما من أجل النهوض بالتنمية المستدامة بالمدينة أولاً.
وفي ختام اللقاء التواصلي نظمت الجمعية بحضور الدكتور مصطفى عزيز حفل شاي على شرف الجميع. تخلله تقديم المقاوِلات والمقاولين امتنانهم وتقديرهم له شخصياً على ثقته بطموحهم وعلى احتضان مشاريعهم التنموية في الوقت الذي تُرِكوا لوحدهم في بحر المعاناة والإحباط والتذمر النفسي جراء تداعيات أزمة جائحة كورونا الأليمة.
التعليقات مغلقة.