ريناس بوحمدي//
ستشهد أكادير أواسط شهر يوليوز 2016 حدثين في غاية الأهمية يأخذان صورة منعطفات ومحطات تضع نخب سوس السياسية والاقتصادية والثقافية أمام مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية ، نظرا لتأثيراتهما المستقبلية، تنطلق من أمازيغية الأرض إلى تأمين الأمن الثقافي والفني من خلال الانخراط الإيجابي في العالمية والتقدم العلمي. الحدث الأول الدورة 12 للجامعة الصيفية من خلال موضوع الأمازيغية في الوسط الحضري الذي ستتكامل معه الندوة العلمية المنظمة من طرف جمعية تيميتار، الحدث سيشد بالطبع اهتمام الأكاديميين والدارسين إلى جانب منظري الحركة الأمازيغية للترافع على توصياته وتفعيلها على أرض الواقع. أما الحدث الثاني مهرجان تيميتار في دورته 13 الذي سيشد الرأي العام وعموم المواطنين بشعاره الدائم الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم
لعل القارئ سيتساءل ما علاقة جمعية عريقة تشتغل على مواضيع علمية وأكاديمية مع مهرجان يغلب عليه الطابع الفرجوي؟ ولكن ما لا يعلمه القارئ والرأي العام السوسي أن مهرجان تيميتار منذ دورته الأولى وهو يتعرض لضغوطات عديدة لتغيير هويته التي تزعج الحرس القديم، وأخر ما تفتقت به عبقريته أن دفع بأصحاب الفنادق السياحية للمطالبة إلى تحويله إلى مهرجان خليجي لجلب الباحثين عن الجنس الرخيص ، ضاربين تميزه بين المهرجانات العالمية – الرتبة 25 عالميا – عرض الحائط.
وهذا التميز عالميا استمده مهرجان تبمبتار مما راكمته جمعية الجامعة الصيفية على مدى ثلاث عقود ونيف ، لذا جذور تيميتار منبثقة من الجامعة الصيفية ودورة الزمن شاءت أن تتصادف انعقاد أشغالهما لهذا العام في نفس التوقيت، لما لا يضع القائمون على مهرجان تيميتار والجامعة الصيفية أرضية يلتفون حولها لبناء سوس أفضل ومزدهر يقود باقي جهات المغرب تنبني على ثلاث مبادئ أساسية :
1) الإنسان ككائن يقيم مع جسده وطبيعته علاقة فكرية وثقافية تتيح له العودة على الذات لكي يؤثر ويفعل في مجرى الأحداث على سبيل الإبداع والتركيب وحتى التجاوز.
2) أن التغيير والتجديد حتمي سواء لما هو فاسد أصلا، أو ما استهلك وصار يعرقل أو يعيق السير قدما .
3) العمل باستمرار على الأفكار والعقول وأن لا أشياء نهائية في قضايا الحقوق والحريات.
فسوس إذا تم الأخذ بعين الاعتبار تاريخه وموقعه الجغرافي، وإذا ما تم إشراك أبنائه من خلال فتح الأبواب والفرص صوب اجتراح الحلول والصيغ التي تتيح جمع المختلف وملائمة المتنافر في إطار ما هو وطني ومشترك وعمومي أو حبى عابر قاري ، وبوسعه القيام بذلك كما بوسعه أن يخلق ويخرق، أن يفعل ويؤثر لكي نتحضر ونزدهر ، ولما لا يكون سوس قدوة لباقي جهات المغرب ورائدها.
سوس يستحق منا الكثير وأولها التفكير من داخل سوس منفتحين على العالم دون أن ندع الريح تقتلعنا من جذورنا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.