جمعيات بتكوين تنتفض ضد جماعة أكادير

أزول بريس-تعتبر مدينة تيكوين بجميع أحيائها (تيكوين المركز – أساكا – بئرانزران – الجهادية الفلاحية – تيليلا – أدرار) من بين أكثر التجمعات السكنية بجماعة بأكادير، فبعد أن كانت جماعة ترابية قائمة بذاتها، اندمجت في إطار وحدة المدينة بجماعة أكادير فأصبحت تصنف من طرف المجالس المنتخبة كحي هامشي في أسفل أولوياتها واهتماماتها. هذه الوضعية الشاذة عانت منها المدينة في جميع المجالات.
وانطلاقا من اهتماماتها المدنية والجمعوية، التأمت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بتيكوين للترافع ضد الحيف الذي لحقها سواء فيما يخص توزيع الدعم العمومي الخاص بالجمعيات، أو وضعية الفضاءات الثقافية والاجتماعية والرياضية، أو الحيف المجالي الذي تعرفه عبر إقصاء مدينة تيكوين من برامج تنشيط مدينة أكادير الكبرى.
وفي هذا الإطار تم إصدار بيان وبعث مراسلة للسيد رئيس المجلس الجماعي لأكادير مع إخبار السيد الوالي ورئيس المنطقة الحضرية بتيكوين، يوم 03/02/2021 لطرح النقط الآنفة الذكر، ومطالبة الرئيس بتأجيل البث في توزيع المنح إلى حين توضيح المعايير المعتمدة وإنصاف الجمعيات المتضررة.
وبعد انتظار جواب من السيد رئيس المجلس الجماعي، تفاجأنا بتحرك الاتصالات وممارسة الضغوطات على بعض الجمعيات لسحب توقيعها من البيان، ترهيبا وترغيبا عبر وعود كاذبة ببرمجة شراكات مع المنسحبين. وتفاجأ الرأي المتابع للموضوع أيضا بجواب موزع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مذيل بتوقيع رئيس جمعية مغمورة معروفة الانتماء والمآرب التي تستعمل فيها.
إن تطور الأحداث وظهور البيانات والمعطيات يؤكد مدى فظاعة ما يمارس في حق تيكوين والمجتمع المدني بتيكوين من طرف المجلس الجماعي. فتخصيص 245000,00 درهم كدعم سنوي للأنشطة الثقافية والاجتماعية بمدينة تضم أكثر من 120 ألف نسمة، وتضخ مبالغ ضخمة في ميزانية الجماع، وتعرف دينامية جمعوية رائدة، يعتبر في نظرنا حيفا مقصودا. كما أن نعت الجمعيات العاملة بتيكوين بـ “جمعيات الأطفال الصغار” هو انعكاس للنظرة الانتخابية لمسيري المجلس لا من حيث نوعية العمل الجمعوي ولا من حيث الفئة المستهدفة من التمويل.
وعلى إثر ذلك نحن جمعيات المجتمع المدني بتيكوين الموقعة أسفله، نعلن:
– استنكارنا لتهرب رئيس المجلس عن إجابتنا وتوكيل رئيس شبكة جمعيات، لا يمثل إلا نفسه والتنظيم الدعوي الذي ينتمي إليه، لممارسة الأستاذية علينا.
– استنكارنا لما يمارسه بعض نواب الرئيس وبعض المستشارين الجماعيين من ضغط ومحاولة تأثير على الجمعيات، عبر الاستمالة بوعود كاذبة. ونؤكد أن الجمعيات المنخرطة في هذه المبادرة تعتبر إطارات مسؤولة تحركها الغيرة على مدينتها، وأن الموقعين على المراسلات والبيانات لا يقومون بذلك إلا بعد المشاركة في صياغتها وقراءتها والرجوع إلى القواعد للمصادقة عليها.
– استنكارنا للدونية والاستصغار الذي ينظر بهما إلى جمعيات المجتمع المدني بتيكوين، ونخبر المعنيين أن جمعيات الأطفال في تيكوين ضمت وتضم أكبر فروع المنظمات الوطنية وأعطت أيضا جمعيات محلية نحتت اسمها بالعمل الجاد لتصبح مرجعا محليا وجهويا ووطنيا في مجال اشتغالها، كما أنتجت كفاءات ثقافية وفنية ورياضية بارزة وطنيا ودوليا.
– استنكارنا تعثر إنجاز بعض البنيات الثقافية والاجتماعية والرياضية وتأخير تهيئة أخرى، حيث لا يتم وضعها ضمن الأولويات. وعلى سبيل المثال، اختفاء المسبح البلدي المبرمج قرب مؤسسة التكوين المهني، وعدم تهيئة وتجويد المركب الثقافي تيكوين المبرمج منذ التجربة الجماعية السابق، والذي استثني بعد تهيئة كل من قاعة إبراهيم الراضي ومركبي أنزا وبنسركاو.
– استغرابنا لهزالة المبلغ المخصص لمدينة تيكوين كدعم للجمعيات المدنية بها، مقارنة مع ما هو مرصود لدعم الجمعيات ككل بالجماعة الترابية لأكادير، ومقارنة مع ما تستخلصه الجماعة من الساكنة كمداخيل جبائية.
كما أننا:
– نطالب برد صريح من السيد رئيس المجلس الجماعي على مراسلتنا، فكما هو متعارف عليه فالمراسلات المكتوبة يتم الإجابة عنها بمراسلات مكتوبة أو لقاءات بمحاضر وليس بالتفويض والوكالة.
– نطالب ببرمجة بناء مركب ثقافي جديد بتيكوين يليق بالساكنة ويليق بالدينامية الثقافية والفنية التي تعرفها المدينة، وبتسريع إخراج المشاريع المبرمجة للوجود.
– نطالب ببرمجة شراكات حقيقية مع الجمعيات الحاملة لمشاريع ثقافية وفنية واجتماعية بمدينة تيكوين مع اعتماد آليات الديموقراطية التشاركية.
– نطالب بعقد لقاء عاجل مع السيد رئيس المجلس الجماعي لأكادير وستوضع لذلك مراسلة في أقرب الآجال.
وإذ نؤكد كجمعيات مدنية من خلال هذا البيان أن ما يحركنا هو غيرتنا على مدينتنا تيكوين التي يحاول البعض تقزيمها، حيث أن أعرافنا التي نشأنا عليها كمجتمع مدني منذ أن كان يجمعنا النادي النسوي ثم الخزانة البلدية لتيكوين، كمرفق وحيد بالمدينة، هي احترام الاختلاف والتلاحم حول ما يجمعنا بعيدا عن كل تصنيف مذهبي أو سياسي أو عقدي.

 


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading