بقلم : يوسف غريب//
دون استحضار هذه التعبئة المجتمعية ضد الوباء.. ولا الأخذ بعين الاعتبار انعكاسات الحجر الصحّي ولمدة شهرين.. ولا حتّى احترام هذا الشهر الفضيل الذى تعرضنا فيه جميعاً كمغاربة إلى التشهير والتشويش بقيادة دول خليجية التى لم تجف بعد مسامعنا من ترّهاتهم حتّى استيقظنا على استفزاز لمشاعرنا وهويتنا المغربية ونجد أغلبية الأزقة بمدينة تمارة مهداة إلى أسماء من هذه الفصيلة الخليجية بطابعها الدّعوي التحريضي… وكأن المجلس الجماعي بالمدينة هناك قد احتفل بطريقته الخاصة بذكرى أحداث 16 ماي الإرهابية والرهيبة في ذات الوقت…
لا ننكر بالمرّة أنّ المجال العمومي كان حلبة للصراع السياسي منذ فترة الاحتلال الذي عنون أغلبية شوارع المدن الكبرى بشخصيات وأسماء فرنسية.. انتهت بانتهاء هذه الفترة وتعويضها بأسماء وطنية وباهتماماتها الجهادية اوالفكرية او الاجتماعية والسياسية..
ولا ننكر أيضا أنّ الفضاء العمومي تحوّل مع بداية التجربة الديمقراطية إلى منصّة للتنافس بين الأحزاب من خلال تسمية بعض الشوارع برموز حزبية سياسية..
لكنّها مغربية بامتياز وتنتمي إلى تاريخنا السياسي على كل حال..
ولذلك لاحرج في اختيار المرحوم.. محمد باها أحد قيادي العدالة والتنمية وفاعل سياسي مغربي أن يكون تخليد اسمه بأحد الأزقة للمدينة..
لكن إختيار اسماء وأعلام تنشر الدجل والخرافة من كون اعتبار الشخص الذي يبيع الولاّعة لمدخّن.. فهو مذنب.. أو ذاك الذي أسلم جنّ تايلاندي على يديه..ثم كيف تجنّب الشيطان والجّن أن لا يرى عورتك.. ووو
هل هذا هو النمودج الذي نقدّمه لأطفالنا.. ونحن في الزمن الوبائي الذي أبان للبشرية جمعاء أهمية العلم.. كمخرج واحد ووحيد منه..
إنّ هذه الوجوه والملامح المشرقية البعيدة عن وسامة مشايخنا الأفاضل وأناقتهم بل دخلية على ذوقنا العام.. ما هو إلاّ تعبير واضح عن الانتماء الفكري والولائي لغير الوطن.. ممّا يجعل من الوزارة الوصيّة مشاركة إذا لم تتدخّلْ لإيقاف هذا التشويه الذي يطال هويتنا وحضارتنا..
فالشّرط الديمقراطي بقدر ما يحترم التنافس السياسي والصّراع والتدافع.. بقدر ما يفرض – وُجوباً – على جميع الفرقاء الانتصار للوطن.. أوّلاً وأخيراً.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.