جزائر ما بعد بوتفليقة : العم سام في طريقه إلى إزاحة ديك الجد الغال
ريناس بوحمدي
بعدما اشتمت فرنسا من شكيب خليل الذي كان آنذاك وزيرا للبترول تقربه من الأمريكيين – وهو بالمناسبة خريج المعاهد الأمريكية – استطاعت أن تبعده من دائرة الحكم من خلال عملية تصفية سياسية دبرها مدير المخابرات الشهير توفيق مدين الذي أقيل السنة الماضية من منصبه ، من خلال ملفات الفساد المالي في شركة سونتراك التي تعتبر عماد الدولة الجزائرية اقتصاديا، التي أكدت إيطاليا وجود عملات وصلت إلى 200 مليون دولار تلقاها محيط هذا الوزير الذي أقيل من منصبه سنة 2010. إلا أن ذلك لم يمنع الولايات المتحدة من استقباله بعدما تأكدت من تقارير استخباراتية تفيد عدم تورطه ، وهو ما اغضب الجانب الفرنسي. وبعودة شكيب خليل مؤخرا إلى الجزائر ليتم الاحتفاء به كزعيم سياسي قد يناط به دورا مستقبلا؛ وكانت الجريدة الرقمية موند-أفريك قد اعتبرت أن شكيب خليل يتم إعداده للعب دور سياسي ما بعد مرحلة عبد العزيز بوتفليقة .وتعود الجريدة الفرنسية نفسها إلى نشر مقال تؤكد فيه لقاءات بين الجنرال المتقاعد خالد نزار، عراب الجنرالات في الجزائر الذي سيطروا على الحياة السياسية لمدة ثلاثة عقود، مع مسئولين فرنسيين في باريس مقربين من الرئيس فرانسوا هولند.
وخلال هذه الزيارة التي هي سرية، وتحدثت عنها جريدة الشروق يومه الاثنين من الأسبوع الجاري، ترمي إلى تنبيه فرنسا من بدء تغلغل الولايات المتحدة بشكل قوي في محيط قصر المرادية واحتمال حسمها في الرئيس المقبل للبلاد، وقد يكون شكيب خليل الذي درس وتخرج من الجامعات الأمريكية الرئيس المقبل. وكانت جريدة الخبر الجزائرية قد خصصت ربورتاجا مطولا لهذا الموضوع في عددها فاتح أبريل الماضي.
إلا أن متاعب فرنسا الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى إنهاكها الأمني جراء الضربات الإرهابية والتهديدات المحتملة وكذا تدخلاتها العسكرية في العديد من البقع بدأ يفقدها المسك بخيوط المحافظة على نفوذها السياسي والاقتصادي في الجزائر، نفسها وبدء تغلغل الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا البلد لأسباب اقتصادية وأساسا أمنية .
التعليقات مغلقة.