جذور المعاني: 3- معنى الحكيم

نقدم تبعا في  حلقات تحت عنوان “جذور المعاني” لتفسير وتوضيح عدد من المصطلحات العلمية والفكرية، يقدمها أستاذ متخصص في الفلسفة ودرس ديداكتيك الفلسفة ومارس مهنة التربية، 

 الزميل المشرف على هذا الموضوع الهام جدا، هو المكي بوسراو، حاصل على الإجازة من كلية الآداب بفاس/ شعبة الفلسفة سنة 1986 وحاصل على دبلوم كلية علوم التربية بالرباط / ديداكتيك الفلسفة سنة 1988.

عين أستاذا لمادة الفلسفة بالثانوي التاهيلي من سنة 1988 الى سنة  2019 وحصل على التقاعد النسبي سنة 2019.

صدر له كتابين، الاول ترجمة مشتركة لكتاب “جينيالوجيا الاسلام السياس للباحث الفرنسي” اوليفي روا”سنة1998 والثاني بعنوان” قالت الام لولدها : مسار مدرس”، وهو تحليل ونقد للمنظومة التعليمية بالمغرب من خلال تجربته، صدر سنة 2021 ، وقيد التأليف كتاب بعنوان مؤقت”أفكار عابرة” يتناول جملة من القضايا الفلسفية والنفسية والاجتماعية

3- معنى الحكيم:

أصل كلمة الحكيم sage في اللاتينية هو sapirus التي تعني حرفيا ” من له ذوق” .

فالحكيم ليس فقط، من له دراية واسعة و يمتلك المعارف كلها، بل هو العارف الذي يتذوق تلك المعارف. وعليه فالحكيم هو الإنسان الذكي الذي يمتلك ذوقا رفيعا يؤهله للتعامل مع الوقائع والأفكار بنكهة خاصة.

والحكيم إجمالا هو من يتذوق الحرية والسعادة وليس المعرفة وحدها. فأن تعرف يعني أن تكون حرا وسعيدا وتحيا بنكهتهما.

ولذا ميز الكثير من الفلاسفة القدامى بين السعادة العقلية و السعادة الحسية أي بين سعادة النفس و سعادة البدن كأفلاطون وأرسطو والفارابي.

وانتصروا للأولى على حساب الثانية لاعتقادهم أن السعادة الحقيقية لا تنحصر في المتع والملذات الجسدية الزائلة، بل هي حالة روحية موسومة بالإمتلاء والديمومة والطمأنينة.

وبالتالي فالسعادة والحرية يجعلان الانسان فاضلا، والفضيلة هي التي ترقى به إلى مرتبة الحكيم.

أما مصطلح الحكمة فهو مشتق من الكلمة اللاتينية”Sapientia” التي تعني الذكاء والمعرفة والحكمة، وهي بدورها مأخوذة من كلمة “Sapiens” التي تعني الذكي والحذر والعارف.