هل كانت 25 يناير ثورة أم انتفاضة شعبية أم لعبة دولية فى إطار سياسة الفوضى الخلاقة التى خططت لها أمريكا ؟
هل كانت إحدى مراحل الجيل الرابع من الحروب ؟
هل كان هناك حقا شيء ما يسمى الربيع العربى ؟
هل كانت 30 يونيو ثورة مصرية ثانية للإطاحة بالإخوان من حكم مصر؟ أم كانت لعبة قادتها المخابرات للقضاء على مرسي ونظامه الذى حاول ان يفكك و يدمر أسس ما يسمى بــ” الدولة العميقة” فى مصر ؟
كثيرة هى الأسئلة من هذا النوع وحول تلك القضايا لكنها تساؤلات ليست من النوع الذى قد تجد له إجابة واحدة أو ردا قاطعا و حاسما فكل تلك الاسئلة وجميع أجوبتها المحتملة التى يمكن أن تقدم الأن هى أمور خلافية قد يتفق عليها البعض و يقينا سيختلف عليها الكثيرون لسنوات و سنوات فالزمن وحده يمكن أن يقدم بعض التفسيرات المتوافق عليها بعد أن يكون الوقت قد باعد بيننا و بين الحدث و بعد أن تكون حقائق خافية قد تكشفت ووثائق رسمية قد رفع عنها حجاب السرية.
لكن المؤكد أن الآلاف بل و مئات الآلاف من المصريين كبارا و صغارا,رجالا و نساءا,من أبناء العاصمة و المدن الكبرى و من أعماق القرى فى الريف فى الوجه البحرى و القبلى, من الشرق و من الغرب, فقراء و أغنياء ,متعلمين فى أرقى المراتب العلمية و المهنية و أناس عاديين من عموم الشعب ممن هم” على باب الله”, ومنهم من هم أدنى من ذلك أو أعلى فى السلم الإجتماعى و العلمى كل هؤلاء شارك بشكل او بأخر سواء فى 25 يناير و ما تلاها من أحداث و فى 30 ينويو ما أعقبها من تداعيات ثورية و شعبية.
قد يكون الإخوان المدعومين دوليا من واشنطن و حلفائها و أجهزة مخابراتهم قد خططوا لثورة يناير أو التحقوا بها بعد اندلاعها الأول الشعبى العفوى الحتمى النبيل ليجهضوا مضمونها أو ليوجهونها إلى وجهة يرتضونها و خططوا لها مسبقا .
قد تكون واشنطن قد مهدت الطريق و أفسحت المجال لتلك المرحلة من الإضطرابات فى مصر و العالم العربى وهى من دعمها و أجج شراراتها الأولى, وهى و حلفاؤها من أطلق مصطلح الربيع العربي تشبـيها بربيع براج عام 1965 فى تشيكوسلوفاكيا عندما حاول الحزب الشيوعى الحاكم حينها تطبيق إصلاحات اقتصادية و سياسية هيكلية على النظام الشيوعى الحاكم وهو ما انتهى بالغزو السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا ضمن خمس دول من حلف وارسو .
ربما لم تكن كلتا الثورتان اللتان لم تكتملا حتى الآن عملا عفويا و شعبيا و وطنيا مصريا خالصا, وقد يكون هناك مخطط من الدولة المصرية العميقة والأجهزة الأمنية و كل كارهى الإخوان و معارضيهم أو حتى من فلول مبارك و مستفيدى عصره و أنصارهم وراء ثورة 30 يونيو .
وقد يكون بعض النشطاء أو الجمعيات أو المنظمات الاجتماعية و الحقوقية التى برزت على الساحة السياسية و الإعلامية عقب ثورتى يناير و يونيو الذين اصبحوا الآن نجوما و رموزا للمرحلة من الوطنيين الشرفاء الأوفياء أو من الخونة و المتعاملين مع الغرب صاحب المخططات الجهنمية لإعادة تقسيم المنطقة و إحكام السيطرة عليها, أو من الطابور الخامس أو التاسع أو حتى السابع عشر .
كل ذلك محتمل و جائز وطبيعى بل وممكن جدا, و قد يكون بعضه صحيح ودقيق و بعضه خاطيء أو غير دقيق أو مبالغ فيه…. لكن الثابت و المؤكد و اليقينى و الذى لا يجب أن يرقى إليه الشك أبدا مهما قيل أو مهما حدث, مهما تغيرت الاحوال و تبدلت الظروف و الأشخاص أنه كان هناك عمل شعبى ومصرى عفوى و وطنى, نقى و إنسانى و فريد شارك فيه الكثيرون منا نحن المصريين سواء فى ينار 2011 أو يونيو 2012.
يفتخر به العديدون منا أيا كانت مواقعنا أو أدوارنا أسمائنا بل إن كثير ا منا أرخ بهذا العمل لبداية أخرى لحياته أو بعث حقيقى لروحه أو ادراكه أو حسه الوطنى . فلا تشغل بالك كائنا من كنت يا من عايشت هذين الحدثين الجليلين أو شاركت فيهما ضمن الآلاف من شعب مصر, و أيا ما كان إسمك أو ما قمت به من مساهمة فى هذا الجزء العفوى والشعبى و الوطنى, فقد كان هذا الجزء الإصلاحى النقى و الإنسانى رغم كل شيء و مهما تعددت التفسيرات و بالرغم من كل الملابسات و التعقيدات .. ثورة… ثورة و الله أعلم .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.