خلال السنة الجامعية1989-1990كنت أحضّر دبلوم الدراسات المعمقة بالمعهد الوطني المتعدد التقنيات INPL باللورين Loraine شمال شرق فرنسا، وعندما بدأ شهر التوبة والغفران والصيام والقيام وبعد أسبوع من شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام لياليه تطوعاً وفضيلة كان الطلبة الجامعيون على موعد مع العطلة الربيعية لمدة أسبوعين، فقررت زيارة أسرتي وقضاء خمسة عشر يوماً، في أجواء روحانية من خشوع وتهجد وصيام نصف شهر رمضان مع الأهل والعائلة ويوم الجمعة وبعد صلاة الجمعة بمسجد لوقش وتلاوة حزبين من الذكر الحكيم بالزاوية الكتانية ذهبت فوراً إلى البيت وهيأت حقيبتي، وكنت على موعد مع الحافلة التي ركبناها لنعود إلى أرض الغربة والعزلة، واستأنفت الدراسة صبيحة يوم الإثنين، وبعد خمسة أيام كان العالم الإسلامي على موعد عيد الفطر السعيد، وأعلن عن ثبوت شهر شوال وصليت صلاة العيد بمسجد بضواحي متس METZ بحي وبي WAPPY، وبعد العيد بيومين كنت على موعد لراحة أسبوعية مدتها أربعة أيام؛ نظرا لوجود عيد مسيحي يوم الخميس يزداد على يومي السبت والأحد، فقررت زيارة مدينة MARSEILLE التي مكثت فيها أربعة سنوات منذ شتنبر 1985 إلى غاية غشت 1989، حيث حضرت شهادتي الإجازة والمتريزLicense & Maîtrise ، و حصلت عليهما بامتياز عام 1989 وتعارفي لعدد من الأسر المغربية التي كنت أعطي لفلذات أكبادها دروساً للدعم التربوي والدروس الإضافية للمواد العلمية، ويوم الجمعة أديت صلاة الجمعة بإحدى المساجد الموجودة شمال المدينة بحي La Solidarité ، وعند خروجي من المسجد قرأت إعلاناً تحت عنوان رحلة إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج مغادرة مرسيليا يوم عشر يونيو، والعودة والوصول إلى فرنسا يوم اثني عشر يوليوز على متن حافلة مكيفة مجهزة بجميع ما يلزم لتتم الرحلة على الوجه الأكمل، واتصلت مع المشرف والمنظم لهذه الرحلة المكية، وزيارة دوحة الإسلام ومهبط الوحي، وأداء فريضة جعلها الله مدرسة أجورها عظيمة وساعدته في بعض الإجراءات الإدارية وزرت القسم القنصلي للمملكة العربية السعودية بباريس، وطلبت تأشيرة الحجاج الذين كان عددهم سبعون حاجّاً من مختلف الجنسيات، وخاصة دول المغرب العربي ونفرين من السنغال، واشتاقت نفسي لأداء هذا الركن الذي فرضه الله لمن استطاع ويسر الله لي أداءه، وخاصة عندما حصلت على رخصة الغياب من المسؤول والباحث الفرنسي Professeur Dr André TOSSER الذي كنت متدرباً في مختبره بالمدرسة الوطنية للمهندسين ENI Metz بمختبر Mecatronique حيث كنت أحضّر دبلوم الدراسات المعمقة، نعم إنّها رخصة الغياب من طرف البروفسور نفعنا الله بعطائه وجعل الله علمه صدقة جارية الذي كان يعرف مختبره للأبحاث العلمية المتطورة حضوراً مميزاً للطلبة الأفارقة عموماً والمغاربة خصوصاً، ويتذكر الإنسان هذا المسؤول الذي كان يعاملنا بطيبة وكل احترام وتقدير، حيث وافق لي أن أغيب طيلة شهري يونيو و يوليوز واستئنافي للأبحاث العلمية في شهر شتنبر، وطلب مني سبب غيابي، فكنت صريحاً معه، ونظر إلي بعيون الرضا والرأفة والعدل، وبعد أدائنا صلاة الظهر يوم 11 يونيو بمسجد مرسيليا الكبير و الذي تم تجديده مؤخراً ، اتجهنا نحو الحافلة التي ركبناها وتوقفنا بمدينتي Draguignon و NICE، حيث ركبت معنا الفرق المتبقية وصبيحة يوم الثلاثاء قطعنا الحدود الفرنسية الإيطالية صباحاً ومساءً الحدود الإيطالية اليوغوسلافية مروراً بمدينة الأحباء مدينة VENISE، وكنت أصغر الراكبين عمراً، وأكثرهم طلاقة للغات الأجنبية بما في ذلك الإنجليزية لغة شكسبير، والفرنسية لغة موليير، واللغة العربية طبعاً التي كان والدي رحمه الله معلماً لها ولغة القرآن ولغة أهل الجنة ولغة الضاد قوله صلى الله عليه وسلم: “تعلموا العربية وعلموها الناس وبعد يوغوسلافيا عبرنا اليونان وفور دخولنا إلى الأراضي التركية بدأت صوامع المساجد في كل بادية أو قرية وصلناها، ومن هنا يتبين للإنسان أن الإسلام دين كان ومازال وسيبقى دين جعله الله خاتم الأديان السماوية ودعوة الإسلام كانت للتوحيد أولاً، ولتربية الروح ثانياً، ولإصلاح المجتمع ثالثاً، وكلما دخلنا قرية وتوقفت بنا الحافلة أمام مسجد يأتي الحارس لفتح باب المسجد وباب دورات المياه (تواليت)، وإن كان الوقت ليس وقتاً لأداء الصلوات المفروضة، وعندما عبرنا مدينة استانبول تبين لي المسجد الأزرق على اليسار، ولاحظت سوء قيادة الأتراك والتهور للمركبات والسيارات والحافلات ورفعت يدي لله عز وجل طالباً منه السلامة، وأثناء عبورنا تركيا فرحت فرحتين:
أولاً: وجود المساجد لأداء الصلوات الخمس مع الجماعة وفي مساجد بهندسة عمرانية عثمانية وعربية شرقية مع صوامع منقوش عليها آيات قرآنية من الذكر الحكيم ……….يتبع
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.