ثقافة “الهاشتاغ” انهيار أخلاقي حقيقي..

« البِركة طافحة. والوحوش متأهبة. والديمقراطية المغربية تعاني، وهي تطالها، بانتظام، موجات متكررة من الوحل النتن »

اعتبر الصحفي محمد طنطاوي، أن الموجة “الهاشتاغية” تمثل انهيارا أخلاقيا حقيقيا، محذرا من تداعيات ثقافة “هاشتاغ” سمجة وسطحية ومجهولة الهوية.

وقال السيد طنطاوي، في مقال بعنوان « ديمقراطية # الهاشتاغ » نشر على الموقع الإلكتروني (كويد.ما)، « إننا أمام انهيار أخلاقي حقيقي. فكل ما يشكل حياة سياسية سليمة مدعومة بأحزاب سياسية جادة، وبرلمان منتج، ومعارضة شرعية وبناءة ووطنية، تطاله ثقافة +هاشتاغ+ سمجة وسطحية ومجهولة الهوية ».

وبالنسبة لكاتب المقال، الذي يستحضر في هذا السياق الحملة الموجهة ضد رئيس الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن « الهاشتاغ لا يعني الديمقراطية. قد يعني حرية التعبير، لكنه لا يزال بحاجة إلى تطهير من الكراهية والتشهير والسب والقذف ».

وفي هذا السياق، حذر السيد طنطاوي أولئك الذين يشيدون بحرية التعبير الرقمي الجديدة هاته، الممثلة في « الهاشتاغ »، من عواقب هذا الوضع المسموم على النقاش العام والانتقال الديمقراطي وتقدم الأمة، وحتى في ما يتعلق بدور المعارضة البرلمانية التي خول لها دستور 2011 حقوقا راسخة ».

وأضاف أنه « إذا كانت هذه المعارضة، حين تصبح شعبوية، تركب جميع الموجات « الهاشتاغية »، متجاهلة دورها المؤسسي، فمن الواضح أن هذا الانجراف الشعبوي سيقودنا مباشرة إلى مأزق سياسي خطير ».

وشدد صاحب المقال على أنه « يمكن التعبير عن معارضة عزيز أخنوش وحكومته بأكثر الطرق تعنتا، ولكن في إطار دستوري ووفقا لبنيتنا التشريعية والقانونية ».

وتابع أنه « لا أحد يجادل في حقوق المعارضة القانونية، فالأمر متروك لها لترى ما هي المصلحة التي لها في التلاقي، مع كل ما ينطوي على ذلك من مخاطر، مع دوائر عدمية أو معادية للمغرب بشكل واضح، معتبرا أنه « من المدهش أن تجدهم جميعا، بسذاجة أحيانا، على نفس الخط التخريبي ».

من جهة أخرى، أشار الكاتب إلى أن هذه الموجة « الهاشتاغية » أعطت أولئك الذين نصبوا أنفسهم مؤثرين إمكانية إطلاق العنان لأصواتهم. « إذ تجد كتلة هجينة في غاية التعصب من المدونين، وأصحاب صفحات على « الفايسبوك »، ومتابعين كثيرين، ومحكومين سابقين، وأصحاب قنوات على « يوتيوب »، وحسابات على « تويتر »، وغيرهم.

ولفهم نهج هذه المؤامرة، أكد طنطاوي أن « المرء لا يكون بحاجة إلى الاستعانة بالعلوم السياسية أو الإعلامية، بل يتعين اللجوء، بكل بساطة، إلى الطب النفسي. فكل الإحباطات النفسية، والدوافع المرضية، والإستراتيجيات المنحرفة، والانحرافات الأخلاقية تكون حاضرة »، مشيرا إلى أن « الابتزاز يكون حاضرا على كافة الأصعدة، كل واحد حسب استراتيجيته المريبة، وأهدافه الخفية أو ادعاءاته المبالغ فيها ».

وخلص إلى أن « البِركة طافحة. والوحوش متأهبة. والديمقراطية المغربية تعاني، وهي تطالها، بانتظام، موجات متكررة من الوحل النتن ».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد