أزول بريس – أصبح موضوع التراث الثقافي يستأثر باهتمام العديد من الجهات ويشغل بالها لأسباب عدة أهمها قيمته الرمزية كإحدى محددات الهوية والذاكرة والشخصية التاريخية والحضارية ووضعيته الهشة التي تزداد تدهورا وتعقيدا بسبب ما يتعرض له باستمرار من تشويه وطمس وتخريب وتدهور، مما يهدد باندثاره وتلاشيه بسبب الزحف العمراني والتحولات المجالية والحضرية والعولمة الجارفة وما لحق منظومة القيم من تغيرات.
وفي هذا الباب، فإن إقليمي تارودانت وطاطا الواقعين ضمن فضاء مساعد على انصهار وتفاعل وتلاقح الثقافات والحضارات ونظرا للماضي التاريخي المشع الذي ما فتئ يفوح مجدا وعراقة وبفضل موقعهما في محور تجارة القوافل الصحراوية يضمان تراثا ثقافيا حيا، غنيا بمقوماته وخصوصياته ومتعدد الروافد، يمكن أن نميز ضمن مكوناته الأساسية بين عناصر التراث المادي (سور تارودانت، مدينة تمدولت الأثرية، صومعة أكادير اومغار، موقع إكليز الاثري، مناحل إنزركي، مواقع النقوش الصخرية … إلخ…) واللامادي.
واعتبارا لما سبق، فإن التوعية والتحسيس بأهمية هذا التراث كمصدر لا ينضب للتجارب والقيم الإنسانية وبالأخطار العديدة المحدقة به يبقيان من أنجع الوسائل والسبل التي يمكن اللجوء إليها لضمان صونه وحفظه وديمومته وبالتالي نقله إلى الأجيال القادمة.
ولعل الجهود المبذولة للتعريف بالتراث تظل كذلك مدخلا أساسيا للتحسيس والتوعية بقيمة هذا التراث. وقد اتخذت هذه الجهود عدة أشكال ومظاهر والتي من أبرزها المعارض والمسابقات.
وتشكل هذه الأخيرة وسيلة ثقافية ومعرفية وبيداغوجية ناجعة لكونها تعمل على تقوية التواصل حول موضوع التراث وتساعد على ترسيخ وعي مجتمعي عميق بقيمة التراث وبأصالته، باعتباره كنزا نفيسا مملوكا للجميع وموروثا حيا نعيشه كل يوم.
وقد دأبت المديرية ومنذ سنوات خلت على تخليد شهر التراث عبر تنظيم سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية التي تتوخى تقوية الوساطة الثقافية وتقريب مضامين وقضايا وانشغالات التراث من المواطن المغربي، حرصا منها على النهوض بمستوى أدائها ومواجهة التحديات التي تعيق الارتقاء به وعلى استثمار كل الفرص المتاحة من أجل تقديم منتوج ثقافي يرقى لانتظارات المواطن، وفق برنامج احتفالي يراعي خصوصية وحساسية الظرف الصحي الطاريء.
وفي هذا السياق، واستعدادا لتنزيل برنامج احتفالي يتضمن أنشطة مخلدة لشهر التراث برسم سنة 2021، تعتزم المديرية الإقليمية للثقافة بتارودانت وطاطا تنظيم مسابقة البحث في التراث بإقليمي طاطا وتارودانت، تحت شعار “تراثنا: رمز هويتنا وعنوان فخرنا “.
ويتوخى من تنظيم هذه المبادرة الاستثنائية التي تروم إبراز وتوثيق التراث تحقيق الأهداف التالية:
* تشجيع البحث الرصين في مجال التراث والآثار والفنون التراثية بصفة عامة وشحذ همم الباحثين والمهتمين والدارسين وتحفيزهم على النبش في أغوار التراث واكتشاف كنوزه وأسراره وخباياه عبر إذكاء روح المبادرة والتباري والمنافسة.
*استفزاز ملكات الفضول والملاحظة والاكتشاف المساعدة على الكتابة والتوثيق والتدوين لدى الباحثين والمهتمين.
* تعميق البحث والإلمام الشامل بمختلف جوانب التراث وإغناء الرصيد المعرفي المتوفر محليا ووطنيا بمراجع ودراسات تعزز قاعدة المعطيات الموضوعة رهن اشارة الباحثين والدارسين.
فعلى الراغبين في المشاركة وولوج غمار المنافسة التقيد بالشروط التالية:
تقديم بحث متكامل حول موضوع تراثي يخص أحد عناصر تراث تارودانت أو طاطا يقدم تعريفا ونبذة تاريخية وتشخيصا واقعيا لحالته ويقترح حلولا ومقاربات ورؤى خاصة بإبرازه وحمايته وإنقاذه تتوفر فيه الشروط التالية:
• أن يكون البحث منجزا بإحدى اللغتين العربية أو الفرنسية.
• ألا يكون قد سبق نشره.
• أن يقدم الترشيح بصورة فردية أو كفريق يضم اثنين أو ثلاثة كحد أقصى.
• أن يتقيد بمعايير وآليات البحوث العلمية وألا يقل عدد صفحاته عن 05 صفحات وألا يتجاوز15 صفحة ويكتب بخط Arial وبحجم 14 ماعدا العناوين الجانبية التي تكتب بحجم 16 غامق.
• أن يتم رفع البحث عبر رابط التسجيل بصيغة Word.
لذا فإن المديرية، وإيمانا منها بوجود العديد من الكفاءات الغيورة على التراث والطاقات المبدعة عبر ربوع المملكة، تهيب بعموم الباحثين والمهتمين الانخراط في هذه المسابقة وتكثيف المشاركة، وتقديم ترشيحاتهم من خلال ملء الاستمارة عبر الرابط الالكتروني التالي في أجل لا يتعدى 22 أبريل 2021.
https://forms.gle/9MctsuytdSATZnXT8
وسوف تنكب لجنة علمية متكونة من أساتذة وباحثين مختصين في المجال على الاطلاع على البحوث والدراسات المشاركة وتقييمها ليتم الإعلان عن المشاركات الفائزة والتي ستخصص لها جوائز قيمة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.