وجاء هذا التكريم، الذي جرى بحضور شخصيات من عالم الأدب والعلوم الإنسانية والثقافة، على هامش ندوة دولية نظمها المعهد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمدرس حول موضوع “من اللغة الأم إلى لغة المدرسة” وذلك بمشاركة أساتذة وباحثين من المغرب والجزائر وليبيا وفرنسا وهولندا والسنغال.
وقدم مجموعة من زملاء وأصدقاء المحتفى به من المغرب والخارج خلال هذا التكريم، الذي نظم بتنسيق مع مختبر اللغة والمجتمع، شهادات حول مساهمة السيد بوكوس، كعميد للمعهد وقبل ذلك كأستاذ جامعي متخصص في علم الاجتماع واللسانيات، في النهوض بالثقافة المغربية عموما، وباللغة والثقافة الأمازيغيتين على وجه الخصوص.
وأجمع هؤلاء على كون السيد بوكوس، المزداد سنة 1946 بمنطقة لاخصاص قرب مدينة تزنيت، يعد من المثقفين المغاربة الأوائل الذين اهتموا باللغة والثقافة الأمازيغيتين منذ سبعينيات القرن الماضي، “فكان أول أمازيغي ناقش بباريس أطروحته حول لغته الأم، وتلتها أبحاث ودراسات حول اللغة والمجتمع والثقافة الشعبية بالمغرب، وغيرها من الأعمال التي أغنت الخزانة المغربية في تخصص علم الاجتماع واللسانيات”.
ويتضمن برنامج هذه الندوة، التي تنظم على مدى يومين، عدة محاور منها، على الخصوص، “السياسة اللغوية في مجال التربية”، و”تجربة تدريس اللغة الامازيغية بالمغرب”، و”تجربة مسلك ماستر الامازيغية بجامعة ابن زهر بأكادير”، و”المقاربات والمناهج الديداكتيكية في تدريس الامازيغية” و”تجربة تدريس الامازيغية في ليبيا” و”تعليم الامازيغية بين المدرسة والاسرة”، بالإضافة إلى تكريم بعض الفاعلين التربويين في مجال تدريس اللغة الأمازيغية.
وأكد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في ورقة تقديمية للندوة أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء الدولي هو تبادل الآراء والخبرات حول تعليم اللغات الأم والتدريس بها ضمن مجال يتسم بالتعدد اللغوي، مبرزا أنه سيتم التناظر حول حالات لغوية شبيهة بوضعية اللغة الأمازيغية مع إيلاء هذه الأخيرة أهمية خاصة.
وحسب المصدر ذاته، فإن اختيار هذا الموضوع نابع من كون الاهتمام بتعليم وتعلم اللغات عموما، واللغة الأم أساسا، تعد قضية جوهرية في منظومة التربية والتكوين، مشيرا إلى أن “المسألة اللغوية تعتبر أيضا من العوامل المحددة في تفسير ظاهرة الفشل التي تعترض منظومة التربية والتكوين بالمغرب”.
وأشار إلى أن نتائج العديد من الدراسات أظهرت أهمية تعلم اللغة الأم قبل الشروع في تعلم اللغات الأجنبية، مذكرا في هذا الصدد بكون الأطفال الذين يتلقون تعليمهم بلغتهم الأم “تنمو لديهم المهارات والقدرات اللغوية، ويمهد ذلك أمامهم الطريق لتعلم لغات أجنبية أخرى في ما بعد، وهذا ما دفع بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة – اليونسكو – إلى دعم تلقي الأطفال تعليمهم الأساسي باللغة الأم.
مرتبط
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.