- متابعة : ذة. مينة الحدادي //
انعقدت الندوة العلمية إفريقيا من أدب التحرر والمقاومة إلى فكر التنمية بالعيون أيام 10-11-12ماي 2025 تحت شعار: “من جذور الحرية والتحرر إلى مبادرة ملكية أطلسية في صلب التنمية بدول الساحل”. وكان ضيف الشرف انغولا.الندوة من تنظيم رابطة كاتبات المغرب وافريقيا وشركائها.
بعد استقبال المشاركات والمشاركين وبعد جلسة الافتتاح التي ألقيت فيها كلمات الجهة المنظمة وكلمات الضيوف شرعت أشغال الندوة في تقديم فقرات برنامجها الغني والهام .
* فقرة التكريمات:
تكريم والي صاحب الجلالة لجهة العيون الساقة الحمراء وناب عنه الكاتب العام لجهة العيون الساقية الحمراء،كما تم تكريم كل من السيد عبد الله بوصوف ،الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والقنصل الشرفي لدولة ساحل العاج السيد محمد الامام ماء العينين والسيد عبد العالي المصباحي رئيس رابطة قضاة المغرب والسيد ابراهيم بوهوش صحافي وإعلامي وأحد مؤسسي رابطة كاتبات المغرب والسيدة بديعة الراضي رئيسة رابطة المغرب وإفريقيا وتقديم درعا لها من رئيس رابطة قضاة المغرب.
وتم تكريم أيضا السيدة امنويلا نوفيس رئيسة فرع انغولا والسيد الشيخ أحمد أمين مدير جريدة انفو أنباء من موريتانيا الشقيقة والسيد السالك الموساوي مستشار برلماني والسيد الفيلالي مندوب وزارة الثقافة.
* الجلسة الفكرية الأولى: من تسير الأستاذ إبراهيم ابهوش صحفي وإعلامي.
بعد فقرة التكريمات تم عقد ثلاث جلسات فكرية كل جلسة شارك فيها شخصيات عامة وأساتذة وباحثين وأدباء من داخل المغرب وخارجه.
أول مداخلة للأ ستاذ مصطفى الحمري ممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عنونها “المرأة المغربية والمقاومة/مسارات متعددة ومتقاطعة” أكد على أن الذاكرة التاريخية حبلى بأروع الأمثلة عن عطاء المرأة وتضحيتها في ملحمة الكفاح والدفاع عن الدين والوطن،إضافة إلى دورها الطلائعي في خدمة أسرتها والإيمان بقضايا الوطن، وشاركت إلى جانب أخيها الرجل في معركة الكرامة والوحدة وعزة الوطن قبل الاستقلال وبعده حيث شاركت في المسيرة الخضراء في عهد المغفور له الحسن الثاني وحظيت باهتمام كبير في عهد الملك محمد السادس من خلال مجموعة من القرارات التي ظهرت إلى النور في عهده كقانون الجنسية، والمناصفة.
المداخلة الثانية قدمها د, عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج بمداخلة فكرية في موضوع “القضايا الإفريقية في الخطب والرسائل الملكية من اعتلاء العرش إلى عودة للإتحاد”من أبرز أفكار هذه المداخلة أن قضايا إفريقيا كانت في صلب اهتمام خطب صاحب الجلالة محمد السادس ويظهر ذلك من خلال الزياراته المتعددة لعدة دول افريقية حتى قبل العودة إلى منظمة الوحدة الإفريقية 2017 توجت هذه الزيارات بتوقيع عدة اتفاقيات اقتصادية سياحية إعلامية ومالية وعسكرية ،كما أشار تاريخيا تربطنا علاقات قديمة مع عمقنا الإفريقي: لعب المغرب دورا في نشر تعاليم الإسلام والعديد من الزوايا المغربية لها فروع في إفريقيا وأشار إلى دور المغرب الإقتصادي لا أحد منا ينكر قوة التبادل تجاري بين المغرب و إفريقيا في فترات مختلفة من تاريخ المغرب، حيث عمل جلالته ملكنا محمد السادس على بلورة وتنفيذ نموذجٍ تنموي خاص بأقاليمنا الجنوبية المجيدة، منفتح كليا على إفريقيا بل هو أساسا موجه إلى السوق الإفريقية. بإطلاق مشروع تنموي اقتصادي كبير وشمولي ومتكامل ومندمج مع عمقه الإفريقي ودعا جلالته في خطبه إلى إقامة علاقات جيدة مع إفريقيا مبنية على التعاون والإحترام.
بينما المداخلة الثالثة د. عبد العالي المصباحي رئيس رابطة قضاة المغرب كانت بعنوان “دور التشريع المغربي في الإصلاح والتنمية ” من أهم نقط هذه المداخلة أن إصلاح مدونة القانون الجنائي في المغرب كانت خطوة جوهرية في مسار تعزيز دولة القانون وتحقيق العدالة الجنائية،حيث أتى هذا الإصلاح استجابة للتوجهات الحديثة للملكة نحو تعزيز الحقوق والحريات الفردية والجماعية ،وفي إطار الاستراتيجية الشاملة لتحديث المنظومة القانونية وتعزيز سيادة القانون،مع التركيز على حماية الحقوق والحريات،ومكافحة الفساد والإجرام بنوعيه الجريمة والانحراف.وكان دستور 2011 بمثابة انطلاقة لكل التغيرات لملاءمة التشريعات المغربية مع الاتفاقيات والقوانين الدولية
أما المداخلة الرابعة في الجلسة الفكرية الأولى ألقاها السيد المحجوب رئيس مؤسسة خط الشهيد بعنوان “الصحراء وأدب المقاومة”عن مجتمع البيضان وكفاحه الطويل من أجل طرد المعمر الإسباني والفرنسي الذي حاول منذ القرن التاسع عشر التسرب إلى المناطق الجنوبية والذي اصطدم بمواجهات عنيفة مع سكان المنطقة الرافضة لوجوده، وقد ألفت قصائد شعرية ملحمية توثق لجهاد أبناء المنطقة.
* الجلسة العلمية الثانية:تسيير د.لحبيب عيديد أستاذ وأديب عضو اتحاد كتاب المغرب، مقدم برنامج إداعي بالعيون
انطلت الجلسة العلمية الثانية بمداخلة أولى للسيد أحمد لامين إعلامي موريتاني،مدير جريدة انفو بمداخلة بعنوان “موريتانيا افريقيا والمقاومة”أشار المتدخل إلى أن جهاد الموريتانيين كان بالقلم والسلاح ،وأن الشعر لسان القبيلة يروي بطولاتها ونضالاتها ،وشعبيته لأنه يسري بين الناس بسهولة. إلى جانب الشعر كانت الرواية، والموروث الشعبي .وأشار أن شعر وثق لأحداث المقاومة في موريتانيا ،ومن خصائصه الدعوة للجهاد، والارتباط بالأرض والتحريض على مواجهة المحتل،كما أشار وللأسف إلى ضياع العديد من المؤلفات في أدب المقاومة.
أما المداخلة الثانية فكانت ل د. فؤاد بلمير عضو رابطة قضاة المغرب و الباحث في علم الاجتماع بمداخلة في موضوع “الاستثمار المغربي في إفريقيا :قراءة في الأثر الثقافي والاجتماعي،”أشار إلى الرؤية الصائبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي حرك الاقتصاد نحو الجنوب، بالاستثمار في إفريقيا ويظهر ذلك من خلال زياراته لأكثر من ثلاثين دولة، وهذا يؤكد حضور المغرب في إفريقيا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا هذه الأخيرة التي تعد شرطا لتحقيق التنمية المستدامة، ودعا المتدخل إلى تعزيز الإعلام الموجه لأفريقيا وتنفيذ ما يأتي في خطب صاحب الجلالة نظرا لرؤيته السديدة وبعد نظره وحنكته وحكمته.
أما المشاركة الثالثة فكانت للسيدة مانويلا نوفيس نائبة رئيسة كاتبات المغرب بانغولا قاضية وأديبة بمداخلة فكرية في موضوع “إفريقيا من المقاومة إلى التنمية”التي رأت أن الأدب الإفريقي تحدث عن نضال وتاريخ شعوب إفريقيا وأن النضال في إفريقيا كان بسلاحين القلم والسيف، والمغرب وانغولا تتشاركان بأنهما خاضتا مقاومة ضد المحتل الأجنبي، واستطاعتا بفخر الحصول على الاستقلال والحرية.وأشارت إلى نضال النساء الأفريقيات بالخصوص،حيث لم تعط لهن كل الإمكانيات لإبراز مساهماتهن في النضال في فترة الاستعمار وبعد الاستعمار، وبالتالي لا بد من سرد القصة الحقيقية للمرأة منذ الأزمنة الأولى دورها ،إسهاماتها وروحانياتها ولا بد كذلك من إحياء التاريخ خاصة تاريخ المرأة وكتابته من جديد.
أما المداخلة الرابعة كانت عن بعد للسيد نور الدين الرياحي قانوني وأديب وباحث، بمداخلة فكرية في موضوع “التحولات الإفريقية بعد الاستقلال” حيث أبرز أن إفريقيا تعيش تحولات كبرى فهي منبع الخيرات والكفاءات والخبرات ،وأنها قادرة مستقبلا أن تكون قطب الرحى للاهتمامات الدولية ،وأن الملك محمد السادس كانت له نظرة استباقية لإفريقيا وما المشاريع المغرب التي دشنت في إفريقيا إلا دليلا على بعد نظره وحكمته ،ومبادرته الأطلسية الأخيرة إلا دليلا على ذلك.
* الجلسة العلمية الثالثة من تسير ايمان الونطدي أديبة ورئيسة فرع الرابطة بجهة الرباط سلا.
أول مداخلة للسيدة السعدية بنسهلي ،عضو المكتب التنفيذي لرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، نائبة برلمانية سابقة، بعنوان “الفكر التنموي الافريقي الثقافي وأفق الاشتغال” حيث أكدت على انخراط الرابطة ( الثقافة بصيغة المؤنث) في استراتيجية مهمة تقوم على الانفتاح نحو إفريقيا عمقنا الاستراتيجي (جنوب جنوب) وبأن إفريقيا في قلب العالم، والرابطة منصة التواصل الثقافي الإفريقي. كما حاولت من خلال طرح العديد من الأسئلة حول التنمية الثقافية الإفريقية وأفق الاشتغال عليها ،وحول مفهوم التنمية كمفهوم سوسيولوجي الهدف منه تحقيق رفاهية الإنسان والتنمية البشرية بصفة عامة.تنمية ترتكز على الإنسان من خلال تنمية قدراته الذاتية والمعرفية والاقتصادية، والاجتماعية، وتمكينه من كافة الحقوق. وتساؤل آخر هل يمكن تحقيق تنمية اقتصادية (التي انخرط فيها المغرب جنوب جنوب –رابح رابح) وإجتماعية دون تنمية ثقافية؟ باعتبار أن الإنسان كائن ثقافي،وكائن رامز يخلف الرموز ,وخلصت المتدخلة بأن الثقافة معطى أساسي حضاري ولابد منه.
بينما أشارت الدكتورة لطيفة سبأ رئيسة المجلس الإداري لرابطة كاتبات المغرب، باحثة في الإعلام والتنوع الثقافي، من خلال مداخلتها وهي ثاني مداخلة في هذه الجلسة العلمية والتي عنونتها ب”المبادرة الأطلسية وإعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية في الساحل وجنوب الصحراء” إلى الإطار العام للمبادرة الأطلسية لمواجهة الصعوبات العميقة التي تواجهها إفريقيا بسبب مخلفات الفترة الإستعمارية الذي جعلتها قارة الفقراء وهي قارة غنية للأغنياء،من هنا جاءت مبادرة الأطلسية التي جعلت المحيط الأطلسي كله يتحرك،وأننا الآن نتحدث عن 23 دولة تجتمع وتفكر وتحاول أن تخلق تكتلا ،وأن المغرب نجح في ذلك لأن له جاذبية تاريخية وجغرافية ،وإمكانيات طبيعية وبشرية، وأن موقع المغرب يشكل جسرا بين البر والبحر لتحقيق التوازن، على اعتبار أن المغرب له بعد بحري 3500كلم طول شواطئه،البعد البري المغرب بوابة ونقطة وصل بين ثلاث قارات، وأشارت المتدخلة كذلك أن هذه المبادرة تعمل على تعزيز دور المغرب،كداعم رئيسي للتكامل الإقليمي، عبر تطوير علاقاته التجارية مع الدول إفريقيا لأن مستقبل الأجيال المقبلة في القارة الإفريقية.
بينما المداخلة الثالثة للسيد سعيد بوشكوك فاعل مدني وحقوقي وباحث في التنمية عنونها “أية هندسة للعلاقات المغربية الإفريقية؟ أشار من خلال مداخلته للمرجعيات المؤطرة للهندسة ، المرجعية الدولية والعهود الدولية، المرجعية الوطنية دستور المملكة والخطب الملكية والاتفاقيات الثنائية أو المتعددة الأطراف والرهانات الكبرى لبناء العلاقات المثمرة والبناءة (البعد الاستراتيجي)، كما بين أن ما يربطنا بإفريقيا هو التاريخ المشترك والمصير المشترك والانتماء لنفس القارة التي تعرف مؤخرا عدة متغيرات جيوستراتيجية.
المداخلة الرابعة في هذه الجلسة العلمية كانت للسيدة نعيمة فرح ،إعلامية وباحثة في الشأن الثقافي برلمانية سابقة، عنونتها: السمراء والأيادي البيضاء بين الطموح والممكن حيث أكدت أن إفريقيا خزان للتنوع الثقافي بل هي التفرد والامتياز ويجب أن نؤمن أننا في خدمة إفريقيا وفي خدمة المواطن الإفريقي وفي حماية إفريقيا ،كما أشارت لا بد من أن تسترجع إفريقيا حقوقها السياسية والاقتصادية، و إلى التنوع والغنى الثقافي الإفريقي الذي يميزها ويمكنها إذا أرادت أن تبحث عن نموذج تنموي يخرج من إفريقيا من صلبها وليس مستورد.
أما المداخلة الخامسة للسيدة فاطمة العيناوي عضو رابطة كاتبات المغرب باحثة في التراث الشعبي،ومؤطرة تربوية عنونتها” الاستعمار الإسباني والفرنسي في جنوب المغرب” أشارت إلى الظروف التي أدت إلى استعمار الجنوب المغربي حيث عاش المغرب ضغوطات استعمارية متباينة منذ القرن التاسع عشر، منذ احتلال الجزائر 1830، ابتدأت بالضعوط العسكرية ثم ضغوط دبلوماسية كما تعرض المغرب لضعوطات الاقتصادية_تجارية (إرغامه على توقيع مجموعة من الإتفاقيات اللامتكافئة انتهت هذه الضعوط بتوقيع معاهدة الحكاية 30مارس 1912 وليسقط الجنوب المغربي في قبضة الاستعمار الاسباني لتندلع المقاومة في الجنوب بقيادة أحمد الهيبة الذي انهزم في معركة سيدي بوعثمان 1912 ولاننسى مطالب الحركة الوطنية باستقلال كل المناطق حين وقعت وثيقة المطالبة بالاستقلال 11يناير 1944، ليستمر النضال إلى حين استقلال المغرب ، وإن ظلت بعض اجزائه غير محررة فتم استرجاعها من بعد طرفاية 1958-سيدي افني 1969 وتنظيم المسيرة الخضراء 1975.
آخر مداخلة كانت للدكتورة فتيحة قرقبة مهتمة بالدراسات حول المرأة والعنصرية، أشارت للوجه الثاني للإنسان ودعت إلى حق المرأة الإفريقية في أن تعرف تاريخها الحافل والمتنوع وتحكيه وهو دورها المهم باعتبار المرأة وخاصة المرأة الإفريقية ناضلت المستعمر وحاربته وواجهت التهميش وكل أشكال الميز.
* توصيات الندوة العلمية:
ومن أبرز التوصيات والمخرجات التي انتهت بها ندوة العيون إفريقيا من أدب التحرر والمقاومة إلى فكر التنمية :
توثيق كل مداخلات الندوة العلمية بمدينة العيون إفريقيا من أدب التحرر والمقاومة إلى فكر التنمية،
جعل المبادرات الملكية في محور الانشغالات الفكرية والعلمية لرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا.
في إطار تطبيق ما جاء في خطب صاحب الجلالة محمد السادس الانفتاح على عمقنا الإفريقي،تقوم الرابطة برئاسة السيدة بديعة الراضي بتأسيس عدة فروع وتدعيم الفروع التي تأسست وبدأت في الاشتغال والحضور في فعاليات ثقافية مختلفة تنظمها الرابطة .
متابعة عقد الندوات، باستضافة كل دولة على حدة كدولة شرف، في إطار سلسلة الندوات التي تنظمها الرابطة ومن ندوة العيون تم الإعلان عن موريطانيا ضيف شرف الدورة القادمة إن شاء الله.
الانفتاح على غنى الأدب الإفريقي بكل اللغات واللهجات من خلال مشاركة أدباء من دول إفريقيا في كل ندوة تعقدها الرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا .
جعل ندوات رابطة كاتبات المغرب فعل دبلوماسي موازي بحضور أسماء دبلوماسية من دول الإفريقية والعربية الشقيقة.
تخصيص جائزة كبرى للإبداع الإفريقي تشمل مجالات ثقافية مختلفة تشرف عليها رابطة الرابطة كاتبات المغرب و إفريقيا.
التعليقات مغلقة.