تطورات جديدة في وفاة ربيعة الزيادي بالعرائش

rabiaa-696x522
ربيعة الزيادي

عرفت قضية وفاة ربيعة الزايدي تطورات مثيرة، بعدما حاولت بعض الأطراف الخروج بها من سياقها الطبيعي، وتسويقها إعلاميا بشكل يخدم أجندات خاصة وضيقة.فالهالكة، كما هو معروف لدى ساكنة مدينة العراش، كان لها خلاف قضائي مع الشرطي حول ثبوت النسب بشأن ابنتها التي أنجبتها في سنة 2004 بدولة إنجلترا، عندما كانت متزوجة من مواطن إنجليزي، حيث كانت تدعي أن الطفلة من صلب الشرطي بينما هذا الأخير كان يدفع بانتفاء آصرة الزوجية حينها مع الهالكة، وهي القضية التي لازالت معروضة حاليا على محكمة الأسرة.

 كما أن الطرفين كانت لهما خلافات عديدة، وصلت إلى القضاء، حول ثبوت الزوجية بينهما، حيث ادعت الزوجة المتوفاة أنها كانت ترتبط مع الشرطي بعقد صحيح شرعا، بينما كان ينفي هذا الأخير واقعة الإشهاد على العقد من طرف قاضي التوثيق، نظرا لكون الهالكة لم تكن قد أدلت بشهادة تفيد وقوع الطلاق من زوجها الأول.غير أن اللافت في هذه القضية، هو أن بعض الجهات حاولت إخفاء جانب كبير من الحقيقة لتسييس الملف وإعطائه بعدا حقوقيا، خاصة في ظل تزايد الحديث، محليا بمدينة العرائش، عن وجود علاقة مفترضة بين الهالكة قيد حياتها وناشط في حزب يساري وفي إحدى الجمعيات الحقوقية.

ويعود الفصل الأخير من هذه القضية، حسب مصدر مطلع، إلى مطلع شهر فبراير الجاري، عندما نقلت سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية الهالكة من منزلها وهي مغمى عنها، دون أن تتم معاينة أية جروح أو علامات عنف ظاهرة عليها، وهي المعاينة التي أكدها طبيب المستعجلات، معزيا حالتها الصحية ساعتها إلى هبوط حاد في الضغط الدموي ونقص في التغذية، كما أكدت ذلك الأخت غير الشقيقة للهالكة، التي أوضحت بأن هذه الأخيرة كانت تعاني من ضغط في الدم.

وقد أمرت النيابة العامة بالعرائش، فور علمها بهذا الحادث، بفتح بحث في القضية، حيث استمعت الضابطة القضائية للهالكة قيد حياتها، التي أكدت أنها تعرضت للعنف من طرف طليقها الشرطي العامل بمدينة سيدي سليمان. لكن تأزم حالتها الصحية، بعد إصابتها بجلطة دماغية، سيحتم نقلها إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، في وقت سجلت فيه والدتها شكاية أخرى تتهم فيها الشرطي المذكور وشخص آخر باغتصابها بواسطة قضيب حديدي، وهي الإصابات المزعومة التي كذبها التقرير الطبي الصادر عن المستشفى، الذي نفى وجود أي اعتداء جنسي أو جسدي على الضحية.وفي ظل التجادبات الكبيرة التي عرفتها هذه القضية، فقد وسعت الضابطة القضائية من نطاق تحرياتها، حيث استمعت إلى عدد من الشهود، كما تم إجراء خبرة تقنية على هاتف الهالكة، والتي أكدت وجود مكالمات هاتفية عديدة بينها وبين الناشط الحقوقي والسياسي الذي يتبنى قضيتها، وهي المكالمات المتفرقة التي استغرقت عدة ساعات، وتزامنت مع الوقت الذي ادعت فيه الهالكة أنها كانت مغمى عنها نتيجة اعتداء الشرطي !

وقد فتحت نتائج هذه الخبرة باب التساؤل بخصوص خلفيات تسييس هذا الملف، خاصة وأنها جاءت لتؤكد العلاقة المفترضة التي تحدث عنها الشارع بمدينة العرائش، بين الهالكة وبين ناشط سياسي محلي معروف بمشاركاته الدائمة في حقل الاحتجاج الشعبي.

وفي تطورات هذه القضية، رفض مسؤول أمني قريب من التحقيق التعليق على مجريات البحث، مؤكدا أن مصالح الأمن طلبت من النيابة العامة بالرباط إجراء تشريح طبي على جثة الهالكة، التي توجد حاليا بمستودع الأموات بالمستشفى الجامعي ابن سينا، موضحا بأن نتيجة التشريح هي التي ستحدد أسباب الوفاة.

كما طلب المسؤول الأمني عدم استباق نتائج التشريح، التي يعتبرها حاسمة في هذا الملف الذي تم تحريفه عن مساره القانوني والقضائي.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading