بقلم ذ. عمر أيت سعيد//
ولا تزال كرونا تعلمنا دروسا في التنمية وغيرها من مجالات الحياة ، حيت لما كان تصنيف مدينة أكادير ضمن المنطقة 1 التي ثم فيها رفع الحجر الصحي نسبيا مع الإبقاء على حالة الطوارئ، حج الكثير من الناس الى جنبات البحر والحنين يدفعهم الى ذلك . يمشون طولا وعرضا على كورنيش شاطئ أكادير والسلطات تمنعهم من السباحة لتوفير الاحتياطات الصحية اللازمة لتفادي وقوع حالات أخرى من الإصابات بفيروس كرونا المستجد.
لكن ما علمته لنا كرونا هو أنه فعلا بدون هذا البحر المتنفس الوحيد اي الشاطئ في أكادير فلا توجد قبلة أخرى يقصدها الساكنة ، فالمدينة تبقى بدون مرافق ثقافية أخرى وهذا يجعلنا نتساءل هل هناك سياسة ثقافية حقيقية تجعل من أكادير عاصمة للثقافة الأمازيغية ؟ أي هل من سياسة تحتفي برموز هذه المدينة؟
مدينة اكادير بعد أن عاشت زلزالا أرضيا في فترة تاريخية لا تزال تعيش زلازل ثقافية تبعدها عن جدورها يوما بعد يوم وتجعلها غريبة عن أرضها وهويتها ، سياسات عمرانية تجعل من المدينة خليطا غير متجانس من البنايات التي ترى من الأعلى كمكعبات تملأ المدينة دون التفكير في الأجيال اللاحقة ؟
عندما نجول في مدينة أكادير نجد جل المدارات لا تحمل أي رمز من رموز المدينة باستثناء مدينة الدشيرة التي يوجد في أحد مداراتها مجسم لألة رباب …ألا يحق لساكنة اكادير أن تستمتع برموز الثقافة الأمازيغية على مداراتها في المدينة ؟ كيف لم تنجح الوزارة الوصية على إرساء متاحف ثقافية عالمية تستقطب السياحة الداخلية والخارجية على السواء ؟ كيف تبقى المدينة دون مرافق حقيقية للترفيه ؟ فالبحر والشمس والجو عطاء الله ، فأروني ماذا فعل المخططون وولاة الأمر في إعداد وتأهيل المدينة لكي تكون أكادير مدينة الاستقطاب ومدينة الاستضافة ومدينة استقبال القطارات على أنواعها ؟ كيف تموت الحيوانات في الحديقة الوحيدة واليتيمة في المدينة ولا يعاقب الجناة ..
ربما قد نسال أي مواطن قادم من مدن المغرب الحبيب قاصدا أكادير عن سر قدومه الى هذه المدينة ، أكيد سيجيب أنه يعشق البحر وشواطئ أكادير بمعنى أخر أن مدينة أكادير تلخص في البحر وهذا الأمر بالضبط ان الأوان أن يتم تجاوزه والاشتغال على إعادة تأهيل المدينة ثقافيا بخلق متاحف ومنارات أو مراجع ثقافية تعطي قيمة للهوية البصرية للمدينة ودعم المقاهي الثقافية التي تنشر الثقافة وتستثمر فيها وكذا بناء أماكن للترفيه. فأكادير لا تعني البحر فهي تعني الحصن أي يجب تحصين الثقافة أولا ثم تقاسمها ثانيا مع الجميع. فأكادير أيقونة من أيقونات الجنوب المغربي تسكنها الثقافة والجمال والجو الرطب وسكانها طيبون ألفوا العيش المشترك منذ سنين .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.