عقب انتقاده مراراً وتكراراً، قرار محاكمة الأشخاص الذين اقتحموا مبنى الكابيتول احتجاجاً على المصادقة على انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، لوّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، يوم السبت الماضي، في تجمّع حاشد بتكساس، باحتمال العفو عن المتورّطين في هذه القضية.
ووفق ما جاء في تقرير صحيفة “واشنطن بوست” فإن تصريح ترمب يُعدّ تصعيداً للجهود الواسعة للتقليل من أهمية الأحداث المميتة التي وقعت في 6 يناير/كانون الثاني.
وقد كان بعض المتورطين في أعمال الشغب يأملون في الحصول على عفو مِن ترمب قبل مغادرته منصبه بعد 14 يوماً من الحادثة، لكن ذلك لم يحصل.
ونقلت الصحيفة عن ترمب قوله يوم السبت في مدينة كونروي: “إذا فزت، فسنعامل هؤلاء الأشخاص اعتباراً من 6 يناير/كانون الثاني بإنصاف”. وأضاف موضحاً: “سوف نعاملهم بإنصاف، وإذا تطلّب الأمر عفواً، فسنمنحهم العفو لأنهم يعاملون بطريقة غير عادلة”.
وفيما يتعلّق بالقضية، فقد اعتقلت السلطات الأمريكية أكثر من 700 شخص، في تحقيق موسّع حول التمرّد. كما اتهمت وزارة العدل، خلال الشهر الجاري، مؤسس مجموعة Oath Keepers اليمينية المتطرفة، إلى جانب 10 أعضاء وشركاء آخرين في المجموعة بالتآمر والتحريض، وهي من أخطر التّهم التي فُرضت كجزء من تحقيق الوزارة.
وبحسب ما جاء في “واشنطن بوست” فقد رفض العديد من الجمهوريين البارزين، بمن فيهم السناتور ليندسي أو غراهام، تصريحات ترمب، ووصف اقتراح العفو عن أولئك المتهمين بأعمال الشغب في الكابيتول بـ” غيرالمناسب”.
وقال غراهام خلال مقابلة تلفزية في برنامج “فايس ذو نايشن Face The Nation” على قناة CBS News :” آمل بأن يذهب من اقتحم الكابيتول إلى السجن، لأنهم يستحقونه”.
من جانبها قالت السيناتور كولينز، وهي واحدة من سبعة أعضاء في مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لإدانة ترامب في تهمة التحريض على تمرد 6 يناير :” لا ينبغي للرئيس السابق تقديم هذا التعهد بالعفو”.
وأضافت: “يجب أن ندع العملية القضائية تمضي قُدماً” وكشفت بأنه “من غير المرجّح جداً أن تدعم ترمب إذا خاض الانتخابات في عام 2024”.
وشارك الموقف ذاته، حاكم ولاية هامبشاير كريس سونونو قائلاً: “يجب أن يُحاسب المسؤولون عن الهجوم على مبنى الكابيتول”.
أما النائبة عن الحزب الجمهوري في ولاية جورجيا، مارجوري تايلور، والتي تُعدّ مِن أكثر المدافعين عن ترمب في الكونغرس، فقد انتقدت عدم دعم غراهام للمتّهمين في قضة الكابيتول. وقالت في هذا السياق إن “غراهام لا يهتم بانتهاك الديمقراطيين لنظامنا القضائي بالكامل في حربهم السياسية ضد الجمهوريين والرئيس ترمب”.
وإلى جانب تلويحه بالعفو عن المتّهمين، انتقد ترمب وسط الحشود في تكساس، اختيار مجلس النواب للتحقيق في هجوم 6 يناير/كانون الثاني قائلاً: “هذا لم يحدث لجميع الفظائع الأخرى التي وقعت مؤخراً”.
وأضاف: “لم يحدث شيء من هذا القبيل.. ما تفعله تلك اللجنة غير المختارة، وما يفعله أولئك الناس ومن يديرون تلك السجون، وصمة عار”.
ويستمرّ بذلك ترمب، منذ تركه لمنصبه، إلى جانب الكثير من الجمهورين في الدفاع بقوة عن المهاجمين لمبنى الكابيتول، بوصفهم وطنيين.
وكان قد أصدر، في الذكرى الأولى لحادثة الاقتحام، بياناً لاذعاً، هاجم فيه الرئيس الحالي جو بايدن قائلاً: “يريد الديمقراطيون امتلاك هذا اليوم (يعني يوم 6 يناير/كانون الثاني)، حتى يتمكنوا من إثارة المخاوف وتقسيم أمريكا.. أقول، دعهم يحصلون عليها لأن أمريكا ترى من خلال أكاذيبهم واستقطاباتهم.”
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.