تحبيس خزانة كتب العلامة الراحل محمد كوثر الإدريسي الروداني على مكتبة المجلس العلمي لتارودانت- معه صور
أزول بريس - حسن هرماس
تارودانت-قام ورثة الفقيه العلامة محمد كوثر الإدريسي الروداني، مؤخرا، بتحبيس الكتب والمجلات والمنشورات التي تتوفر عليها الخزانة التي خلفها العالم الراحل على مكتبة المجلس العلمي المحلي لتارودانت.
وقد نظم المجلس العلمي أول أمس، الإثنين، ندوة علمية بهذه المناسبة تم خلالها التعريف بشخصية هذا الفقيه الفذ، المزداد سنة 1917 بتارودانت، والذي شغل عددا من المناصب والمهام خلال حياته الحافلة بالأعمال الوطنية والدينية والتربوية.
وأبرز رئيس المجلس العلمي لتارودانت، العلامة اليزيد الراضي، في مداخلة له خلال هذه الندوة الدلالات المتعددة التي يكتسيها تحبيس الكتب لفائدة طلاب العلم والمعرفة، مسجلا أهمية هذه المبادرة في إحياء سنة حميدة، وإعادة بعث تقليد علمي متأصل في المجتمع المغربي منذ قرون، حيث دأب عموم المغاربة والسلاطين على تحبيس الكتب وغيرها من المنافع من أجل نشر العلم.
وتحدث الأستاذ محمد السعيد بني زكريا، عن الحياة العلمية والوظائف التي شغلها العلامة الراحل، المعروف في مدينة تارودانت بلقب مولاي محماد خرباش، والذي تتلمذ على يد العديد من فطاحل الفقه وعلوم الشريعة في مسقط رأسه بتارودانت، وكذا في مدينة مراكش، حيث زاوج بين أخذ العلم والعمل الوطني ضد الاستعمار.
ومن بين الشيوخ الذين أخذ عنهم، هناك على الخصوص العلامة الراحل سيدي محمد المختار السوسي ، الذي ولاه منصب مدير ديوانه حين عين وزيرا للتاج. كما تقلد الفقيه محمد كوثر عددا من الوظائف منها الاشتغال في الخزانة الملكية، وفي أكاديمية المملكة المغربية التي ألحق بها كباحث محقق لنفائس الكتب التراثية، وهي المهمة التي بقي يشغلها إلى أن رحل إلى دار البقاء في بداية عقد التسعينيات من الفرن الماضي.
ومن جهته، قدم الأستاذ مصطفى بنعمر المسلوتي، أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر، عضو المجلس العلمي لتارودانت، لمحة عن محتويات خزانة العلامة محمد كوثر الإدريسي الروداني، والتي تتضمن المئات من الكتب والمجلات والوثائق والمطبوعات، يعود أقدمها إلى 160 سنة خلت، كما أن العديد منها من الطبعات القديمة للمطبعة الأميرية ل”بولاق” في مصر، ومطابع فاس وغيرها.
وتشمل الكتب المحبسة على مكتبة المجلس العلمي لتارودانت مجالات مختلفة ومتنوعة من العلوم والآداب والشريعة شملت، على سبيل المثال لا الحصر، المصاحف المختلفة، والعقيدة، وعلوم التفسير، والفقه، والحديث، والأصول، والتصوف، والآداب، والتراجم، والنحو، والتاريخ، والطب، والقانون، والاقتصاد… إلى جانب الكتب والمجلات الصادرة عن وزارتي الثقافة، والأوقاف والشؤون الإسلامية، وإصدارات أكاديمية المملكة المغربية.
التعليقات مغلقة.