تارودانت في موعد مع منتدى الأدب لمبدعي الجنوب في الأمسية الفكرية والأدبية الثانية..

متابعة ذ. حسن امدوغ

مرت الأمسية الفكرية والأدبية الثانية_التي نظمها منتدى الأدب لمبدعي الجنوب ،في إطار الليالي الثقافية والعلمية والأدبية التي برمجها منتدى الأدب لمبدعي الجنوب بالمركب الثقافي الحي المحمدي _في أجواء ثقافية وعلمية راقية، حضرت اليها نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء والمفكرين والأساتذة وجمهور من المهتمين.

افتتحها الدكتور عبد الرحيم أزناك الذي قدم برنامج اللقاء ,,ثم انتقل مباشرة الى كتاب:الدين والسياسة من السائلية الى المسؤولية,نقد الاطروحة الإئتمانية لطه عبد الرحمن،موضوع الندوة فأشار الى أهمية الكتاب وأشاد بمؤلفه الدكتور عبد السلام اقلمون، وهو من أبناء مدينة تارودانت،استاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر له عدة مؤلفات في الأدب والرواية والفكر والسياسة .

ثم فتح باب المداخلات متوالية لكل من الدكتور يوسف بناصر والاستاذ محمد رحالي والدكتور مصطفى الطالب ,,الذين قدموا قراءات معمقة للكتاب أهم ما جاء فيها ,,التعريف بمحتوى الكتاب وطبيعته ,,فهو كتاب نقدي لأطروحة واحد من أكبر المفكرين والفلاسفة المعاصرين،في الدين وعلاقته بالسياسة ,وأشاروا الى أن هذه الجرأة لم تكن لتتوفر لدى الدكتور عبد السلام أقلمون لولا تمكنه واطلاعه الكبير على الثراث العربي الاسلامي ومتابعته لكل النقاشات والأسئلة والاجابات التي راكمتها محاولات الاجابة عن:لماذا نحن متخلفون والغرب متقدم؟ ماهي النظم السياسية المثلى للحاق بهم ؟ وغيرها من الاسئلة..

وأجمعت المداخلات على أن الكاتب استطاع ان يغوص في فكر طه عبد الرحمن الخاص بالدين والسياسة,, واستطاع ان يفحص بتؤدة جهازه المفاهيمي ويبين بعض ثغراته,واجمعوا على شجاعة المؤلف وتمكنه من الناحية المعرفية واللغوية وامتلاكه ادوات النقد والحجاج التي تخول له ذلك, ,ثم أعطيت الكلمة لمؤلف الكتاب الدكتور عبد السلام أقلمون الذي وضح دواعي تأليف الكتاب،فأشار أنه كباحث في قضايا فكرية يتقاطع فيها الديني والسياسي وكقارئ,,استفزه محتوى الكتاب وخاصة بالنظر الى قيمة مؤلفه وهو الدكتور طه عبد الرحمن،الذي بنى اطروحته، في نظره، على مفاهيم غامضة توارثها الفكر الاسلامي حقبا دون ان تفكك تحت مجهر العلمية,وأعطى مثالا على مفهوم الروح,,ثم أضاف أن الدكتور طه عبد الرحمن بالغ في نحث المفاهيم على شاكلته، مفاهيم تخصه ,وهي كثيرة مثل( الدولة الإزعاجية؟) وتساءل كيف سيكون الحال لو أن كل مفكر بادر لصياغة مئات المفاهيم في كل كتاب،ستكون تخمة ولكن لن يتم التواصل الذي هو المقصد,,وختم بان مجموعة من المفاهيم ليست اسلامية ولكن تلقفها الفلاسفة المسلمون فأصبحت معتادة,,كبعض الشطحات الصوفية كالاتحاد والحلول والسمو,اما التدبير السياسي الأمثل هو ما اتفق عليه الناس لما فيه مصلحة الجميع او الانتخاب الانساني للبحث عن الكفاءات ويوافق مفهوم الشورى,عكس الائتمانية التي تروج لوجود اشخاص ذوي قدرات عجائبيةوأسطورية.

أعقب ذلك مداخلات ونقاشات وأسئلة، ونظرا لسعة الموضوع التمس الدكتور عبد السلام اقلمون من منتدى الأدب تنظيم ندوة ثانية للاحاطة بكل جوانب الكتاب,,وبعد ذلك انتقل السيد المسير الى الجزء الثاني من الجلسة وهي عبارة عن قراءات شعرية,,في البدايةمع شيخ الملحون الحاج عمر بوري الذي أتحف الحاضرين بقصيدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم,انصت اليها الحاضرون باهتمام ثم تغنى منها ببعض المقاطع تحت تصفيقات الحاضرين,,,وبعده قرأت الشاعرة الأديبة نادية هرماس قطعة من الشعر الحر حول المرأة وتضحياتها,,ثم نصا سرديا من القصة القصيرة تفاعل معها الجمهور وصفق لها ، وبعدها جاء دور الزجال أحمد ميركو الذي أسمع الحاضرين من قصائدة الرائعة نالت الإعجاب وختمت الأمسية بالشاعر الشاب عبد الرحمن أحمو الذي شنف مسامع الحضور بقصيدة عصماء في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في غاية الجودة تنم عن علو كعبه في مجال الشعر الفصيح,,,ومع كؤوس الشاي والحلويات وتوقيع الكتاب وأخذ صور جماعية أختتمت الأمسية الثانية gيضرب الموعد في الليلة الثالثة يوم 16 ابريل 2022 بحول الله.

كتب التغطية ذ. حسن امدوغ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد