تارودانت: تيمدوكال الحي تسدل الستار على الأسبوع الثقافي بتكريم المرأة…

اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي الذي نظمته جمعية تيمدوكال الحي بتنسيق مع المديرية الإقليمية قطاع الثقافة برواق باب الزرگان بتارودانت تحت شعار” تمغربيت تنمية الأجيال “؛ وذلك مساء يوم الثلاثاء 28 فبراير 2023 في أجواء احتفالية تفوح بعبق التراث الثقافي اللامادي المغربي.

هذا وقد تم افتتاح الأسبوع الثقافي مساء يوم الإثنين 20 فبراير 2023 برواق باب الزرگان بتارودانت بحضور الأستاذ شفيق بورقية المدير الإقليمي لقطاع الثقافة إلى جانب نائب المجلس الأستاذ محمد أمهرسي ونائب رئيس المجلس الإقليمي كبور الماسي بمعية الدكتورة حنان الماسي عن مجلس الجهة بالإضافة إلى جانب عدد من الشخصيات الثقافية والفنية وممثلي فعاليات المجتمع المدني بالمدينة.

وحسب تصريح السيدة زهيرة زهور رئيسة الجمعية فإن تنظيم الأسبوع الثقافي وفي هذا التوقيت الزمني بالذات تحت شعار تمغربيت تنمية الأجيال نابع من التجارب الميدانية التي راكمتها الجمعية من خلال مشاركتها الفعالة سواء داخل أو خارج المغرب أو من خلال استضافة مجموعة من الوفود الأجنبية من أجل التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي. وأيضاً من أجل تسويق المنتجات المحلية ذات الجودة العالية في إطار تفعيل مضامين الاقتصاد الاجتماعي كقاطرة للتنمية المستدامة المحلية.

1. 
   بالإضافة إلى مواجهة التحديات الخارجية التي تستهدف قرصنة التراث الثقافي اللامادي من بعض الجهات الأجنبية؛ وأكدت أن تمغربيت متجدرة في الثقافة المغربية بمختلف روافدها ومتجسدة في السلوك الاجتماعي لدى المغاربة على مر الأجيال.
   وهي بذلك تتقاطع مع وجهة نظر السوسيولوجي الدكتور سعيد بنيس الذي يعتبر تمغربيت قوة ناعمة ستقوي المغرب، داخلياً وخارجياً، مشيراً أنها تعزز تماسك وترابط مكونات المجتمع المغربي، الذي بإمكانه أن يصدر نموذجه المتفرد هذا إلى دول أخرى.
   وعن جديد الأسبوع الثقافي مقارنة مع باقي الأيام الثقافية التي نظمتها الجمعية فإن الجمعية إرتأت هذه السنة أن تنخرط في تجسيد تمغربيت عبر الواقع بعرض أنماط مختلفة من الموروث الثقافي اللامادي الأمازيغي الذي يجسد تعلق الإنسان بجدوره الأصلية من خلال التعلق بالأرض وبالهوية في زمن الاغتراب الهوياتي والمادي.
   وأكدت أن الزائر للمعرض سيندهش لأول مرة بتجسيد البئر كرمز مزدوج: رمز للحياة وللموت، للعطش والارتواء، للموارد الطبيعية والاجتماعية. وهو أيضاً جسر للتواصل بين الناس ووجودهم معًا للسقاية والشرب من البئر. ورمز لتشتتهم وتفرقهم بعيدًا عن البئر.
   وتجدر الإشارة أن البئر عند الفيلسوف غاستون باشلار يرتبط برمزية الصناديق والكنوز والسراديب وكل ما هو خفي أو غامض، وهو بذلك رمز لسرداب الذات، وللمكان.
   وعن تتبيث معصرة الزيتون التقليدية والبستان أو البْحِيرَة بالإضافة إلى عرض الأدوات اليدوية التقليدية؛ تقول رئيسة الجمعية أنها كلها أنماط مختلفة من الموروث الثقافي اللامادي بالمدينة بأبعاده الهوياتية الأمازيغية والعربية؛ والتي ترمز إلى ما يعرف بعملية تويزة والتي ترمز إلى تعاون أفراد مجتمع القرية أو البلدة في المواسم الفلاحية سواء تعلق الأمر بجني الزيتون وتجميعه ثم تفريغه من معصرة الزيتون التقليدية واستخلاص زيت الزيتون؛ وتوزيع الكميات عبر طقوس خاصة تراعي الجهد الفردي والجماعي.
   ونفس الشيء يتم في موسم الحصاد حيث تجتمع الساكنة بكل فئاتها العمرية في عملية الحصاد بأهاجيج خاصة لتجاوز معاناة الحرارة ومشقة تلك الأيام العصيبة التي تستنزف القدرات البدنية الفردية والجماعية. ومباشرة بعد انتهاء عملية الحصاد تقام الأفراح والأعراس.
   ونفس الشيء ينطبق على غرس الأشجار في مواجهة التعرية وبناء السدود التلية الصغيرة لمواجهة التقلبات المناخية، وكلها إيحات رمزية عن التعاون والتضامن والتكافل الاجتماعي داخل البيئة المجتمعية عبر الزمان والمكان.
   وهكذا يكتشف جيل اليوم عن قرب مدى قوة تماسك وترابط مكونات أفراد المجتمع المغربي عبر التاريخ في مواجهة التحديات الطبيعية والمناخية كبنيان مرصوص يشد بعضه البعض.
   وعن تكريم ثلة من نسوة المدينة قالت رئيسة الجمعية أنها رسالة اعتراف بالجميل للمرأة الرودانية والمغربية للأدوار القصوى التي لعبتها في تجسيد تمغربيت بعيداً عن تلك الأدوار النمطية داخل الأسرة والمجتمع.
   كما تقدمت بالشكر والعرفان للمجالس المنتخبة والسلطات المحلية في شخص باشا المدينةالسيد عنات كرم الذي قام بزيارة خاصة للمعرض وأشاد بالتنظيم المحكم للمعرض من مختلف الزوايا كما نوه بتلك المجهودات الجبارة التي قامت بها الجمعية لتجسيد تمغربيت عبر الواقع.
2. 
   وبالمناسبة كذلك تقدمت بالشكر الوافر للمؤسسات التعليمية سواء في القطاع العام أو الخاص على ترتيب مجموعة من الزيارات للتلاميذ بمختلف المستويات الدراسية للتعرف عن قرب على تمغربيت في كل تجلياتها التاريخية والحضارية.