//ياك لاباس – الحسين شارا //
عرف برنامج مهرجان تارودانت الدولي للفن الخماسي، عشية يومه الأخير السبت التاسع من غشت، تنظيم ندوة علمية حول المقام الخماسي؛ والتي شارك فيها مجموعة من الباحثين المختصين في الموضوع، حيث وصف الدكتور عمر أمرير، مسير اللقاء ورئيس الجمعية المنظمة، انعقاد الندوة بالمدخل التاريخي والمعنوي لانطلاق المهرجان؛ عبر طرح مجموعة من الأسئلة حول هذا الفن الخماسي، ليقدم ضيوف الندوة، ونبذة عن المسار الأكاديمي للدكتور محمد نجمي؛ الذي تم تكريمه ضمن فعاليات المهرجان.
وخلال المداخلة الأولى للدكتور أحمد عيدون، أبرز الباحث مجموعة من الأمور المتعلقة بالمقام الخماسي؛ بدء بتعريفه المبني على استعمال خمس أصوات موسيقية، بدل سبع المعمول بها، موردا أسهل طريقة للتعرف على المقام؛ من خلال الأصوات المنبعثة من النقر على الملامس السوداء للبيانو،كما تطرق لسياقه التاريخي والحضارات التي عرفت انتشاره عبر العالم؛ من خلال الإشارة إلى مجموعة من الأمثلة لبعض أنظمة المقامات الخماسية.
لينقل الدكتور عبد السلام، في مداخلة ثانية، الحضور للسفر في أغوار بحر الغناء التقليدي المغربي، خاصة فن العيطة، من خلال تجليات المقام الخماسي في بعض الأنماط العيطية، عبر طرح مجموعة من التساؤلات المتعلقة بالموسيقى؛ كمقياس لتحديد الهوية في بعدها الشامل، وكيفية وصول هذه المقامات الخماسية لأنماط موسيقية مغربية متعددة، والتي هي نتاج تلاقح مجموعة من الحضارات في تاريخ المغرب، ومدرجا مجموعة أمثلة من استعمال المقامات الخماسية في فن العيطة.
كما أشار الدكتور نبيل بنعبد الجليل، أستاذ الموسيقى والحاصل على الدكتوراه في التحليل الموسيقى سنة 2007، إلى المفهوم العام والخصوصيات المغربية للموسيقى وتجليت المقامات الخماسية في بعض أنواعها الموسيقية، مقدما في ذلك العديد من الأمثلة في المقام الخماسي؛ وسط التنوع الموسيقي المغربي.
من جهته تطرق فليب سكايلر، أستاذ الموسيقى والمدير السابق لمركز الدراسات للشرق الأوسط بجامعة واشنطن، لمسير رحلته في البحث في فن الروايس والآلات المستعملة من طرفهم؛ خصوصا آلة الرباب، التي لم يجد لها مثيلا في العالم، والتي تشكل لب استخدام المقام الخماسي، مبديا، في هذا الإطار، إمكانية التعايش بين المقام الخماسي والسباعي؛ من خلال تقديم مثال العرض المقدم من طرف الجوقين الأمازيغي والأندلسي، خلال السهرة الأولى للمهرجان.
ليتم في نهاية اللقاء العلمي تكريم الأستاذ محمد النجمي؛ على الخدمات التي قدمها كباحث في الثقافة الأمازيغية والتراث الأمازيغي، وذلك قبيل الانطلاق مباشرة لساحة 20 غشت؛ المحتضنة لسهرات المهرجان في حفل موسيقي اختتامي تألق في في تنشيطه، على غرار السهرتين الأولتين، الإعلامي عبد الله كويتة؛ كما تألقت وأبدعت فيه فرقة الدقة الرودانية والجوق السمفوني الأمازيغي، بإيقاعاتهما المتميزة، قبل أن يقدم كل من الفنان الأمازيغي عموري مبارك ونجمة الأقاليم الجنوبية للمملكة الباتول المرواني ومبدع فن العيطة جمال الزرهوني؛ مجموعة من أبرز إبداعاتهم الموسيقية، بدون إغفال التكريم؛ الذي حضي به كل من الرايس الحسين أمنتاك والباحث في المجال الموسيقي عبد الحليم الناصفي بين فقرات الحفل.
جمعية تارودانت للمقام الخماسي، التي أرادت لهذا المهرجان هويته الخاصة وتميزه بين باقي المهرجانات المنظمة، ارتأت أن تشكر خلال الحفل كلا من عمالة إقليم تارودانت؛ على دعمها للمهرجان منذ البداية، وكل المساهمين والمدعمين (المجلس الإقليمي، المجلس البلدي، المجلس الجهوي)، والإعلاميين ورجال الأمن والأمن الخاص؛ الذين أنجحوا هذه التظاهرة.
ويشار أن المهرجان ساهم في إنجاحه بشكل كبير، شركة اينس افنتس للتواصل وتنظيم المهرجانات، والتي أبدت حرفية كبيرة في التعامل مع كافة المجريات التنظيمية للتظاهرة.
عن اكادير 24
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.