قف للمعلم وفه التبجيلا…إن المعلم منبت العلم والأخلاق
قفا نحك عن رفعة حامل مشعل… بسفر العلا مهد العلوم مئفاق
قفوا فلنا في ود الصحاب مواقف، فإني وإن باينتموني أفلتت أنساقي
يا أحبتي إني رأيت ستة عشر كوكبا والطرس والمراقم لهم يعقدون حُبُكَ النطاق
إني نذرت للأحباب شعرا، فلن أُكَتِّم اليوم زوبعة حبر ترسف في وِقر الأشواقِ
أنا ابنة مدًى براق الثريا قسيم المحيا، متى أحمل الأقلام أطاعتني أوراقي
وإني أرى حروفا قد أينعت وحان قطافها، وإني لناظمتها تكريما لرفاقي
كأني الآن أنظر إلى المياه تترقرق بين الغمائم والدُّنا، وتنفض عن السماء حمرة الأشفاق
إني والله يازهر البساتين وعطر الرياحين ونبع الأفانين إن غبتم غاب السواد عن الأحداق
فكم طبشورا قرعتم به على دُجُنَّةِ السبورات السود لتنزاح بغباره هَبوة الخوف والإخفاق
أفنيتم عمرا تشهرون الأقلام في وجه الجهل وتستلون من غمد المعارف كل مُهنَّد براق
كم تطلعت عيون الصغار لحركاتكم وسكناتكم،وكم رشفوا من منهل الحِسّ والأذواق
طوّعتم ألسنة الطلاب فانطلقت فصيحة حصيفة تلهج بذكركم ملء الأشداق
وبين الأخاديد بذر نحو وأدب وتاريخ وعلوم وفكر ازدان بالاتساق
وعلى كراريس النشء رسمتم الأحلام وسطرتم درب الفلاح دون ميل بين الأمشاق
ماشكوتم عبء الرسالة، وماشقت عليكم عثرة أوزلة، وماتحسرتم على الأوساق
وهانحن اليوم نلقاكم،أتيناكم من كل حدب ومن كل فج ومن كل سرداق
ياشموعا متجددة الضياء جئناك نبتغي دفء العطاء، ونورا تشكل من طيف الاحتراق
فهما اشتدت حمى الجهالة، لن تُقْبِر ضوء الدِّراية، كفى بالعلم بلسما وأنجعَ ترياق
بصبركم معاشر الأساتيذ رفوتم الولدان، ولهَيبتكم على المصطبة تشرئب كل الأعناق
لكم اليوم فيض عرفان، وزناد امتنان، بقَدْحِه توَقَّدَ قبَسُ الشُّكران في الأعماق
ماكل هذه الأجواق، مابال الليالك والشقائق والزنابق فاح شذوها شدوا وراء الأبواق
أهو اللقاءُ لقاءٌ؟ أم احتفال على أعتاب الوداع يبث بين المسامع معزوفة الفراق
اليوم فراق ولقاء، ظمأ يروي الماء، ضحكة تدغدغ البكاء، وفي في عزفُ عزفِ الجناس والطباق
ألا رُبَّ حبر كتب عن رياحين البساتين شعرا تدانى من الخوافق، وتناءى عن الاختلاق
ويارُبَّ رفقة تطيب بها الدُّنا وتجزم أن الرفاق من عظيم الأرزاق.
التعليقات مغلقة.