بين عهدي الحسن الثاني ومحمد السادس : عزيز اخنوش يعيد المجد لوالده حماد الحاج !
الحسن اوسي موح
لا مستحيل في السياسة. كل الممكنات تظل قائمة. لا أحد يمكن أن يصدق أن أخنوش عزيز رئيسا لحكومة المملكة المغربية برفقة الجرار والميزان. لكن هذا أصبح واقعا بعد انتخابات 8 شتنبر 2021 ، حين تصدر حزب الحمامة الانتخابات الحادية عشر في تاريخ المغرب المعاصر والخامسة في عهد محمد السادس والثالثة بعد دستور 2011..
عزيز أخنوش، ابن منطقة “اكرض اوضاض” بتافروات بتمثال أسد منحوت منذ آلاف السنين، ومحب ناس الغيوان وازنزارن، صار بمثابة الصدر الأعظم للمملكة الشريفة، بل وغدا أحد مفاتيح النجاح لمغرب النموذج التنموي الجديد. لا أحد ممن عاشوا سنوات الرصاص من عائلات سوس يمكن أن يتخيل أن يعود مجد الحاج حماد من رفاته عبر فلذة كبده، ليعيد الاعتبار لنفسه من تسلط وبطش سياسيين تكلم عنهم جون واتربوري كثيرا في كتابه “الملكية ونخبتها” وكتاب “رحلة من الجنوب إلى الشمال ” الذي تغافلتها كل الأدبيات السياسية عن جهل أو تجاهل.
هل هي صدفة أن يمثل حزب الإستقلال بأمينه العام نزار بركة في حكومة يقودها ابن احماد اولحاج ؟ هل … وهل ؟؟؟ . المياه جرت كثيرا في الحقل السياسي المغربي ، وزادت الفيضانات السياسية من حدتها. لكن الأكيد أيضا أن المعادلات التابثة والمتغيرة لها تأثيرها. في مغرب اليوم وبعد مفترق طرق انتخابات 2021 هناك خوارزمات جديدة . لا يهم الأمس ولا اليوم، بل الغد هو الأهم مادام في صالح المؤسسة الضامنة لاستمرار العرش والأمة.
زبدة الأدبيات السياسية التي نسجت حول النخبة السياسية عادة ما تغفل دور المقاومة وجيش التحرير في مسار مغرب اليوم، بل تتغافل مسار المغرب الأقصى وحفاظه على استقلاله منذ الأمويين والعباسيين إلى عهد العثمانيين. وباعادة تفكيك وتركيب تلك المسارات يمكن فهم العلاقة اللغز مع قوى الاستعمار بالامس واليوم. انها نفس الألغاز التي أعادت ابن مؤسس الحزب التقدمي الحر الى الواجهة بعد منع منذ عقود.
وبالرجوع إلى الكتابات السياسية سواء ما سمي الكولونيالية أو الانجلوساكونية سيجد المتتبع حلقة مفرغة . انها أدوار القبائل والنخبة السوسية بالتحديد كأحد آخر قلاع القوم للفرنسيين. الكثير من المستلبين مشرقيا أو غربيا يتحاملون على مفاهيم السيبة والقبيلة، رغم أن الأولى نظام والثانية ضمانة لتلاحم الأمة .
وطيلة سنوات من تغدي الدولة على نجاحات النخبة السوسية والأمازيغية عموما لضمان التوازن مع النخبة الفاسية، ستجد الدولة نفسها أمام ضرورة استثمار تلك النجاحات بحكم ولائها للوطن وليس لطائفة أو أمة تم التنظير لها بعيدا عن مجال المغرب الأقصى.
لكل ذلك يصعب فهم ما يعتمل في الحياة السياسية المغربية، بل ما تعرض له عزيز اخنوش زعيم التجمعيين، الذي تلقى وهو حزبه الضربات تلو الضربات ومن فوق الحزام وتحته، سواء بمناسبة أو بغيرها. وحتى إن أخطأ الرجل أو أصاب فلم يكن يجد غير الهجوم المبرر وغير المبرر .
عزيز أخنوش جزء من النخبة السوسية والامازيغية التي أعطت الكثير للوطن زمن المقاومة والاستعمار وفي سنوات الرصاص وحتى في مغرب العهد الجديد . إنه استمرار لكثير من الرجالات الذين ساهموا في بناء المغرب السياسي والاقتصادي، وكان مآلهم التحييد أو التهميش. قد يفطن لذلك عزيز أخنوش ، الذي ورث عن أحمد اولحاج ليس الثروة فقط، بل أيضا تاريخا نضاليا أيام المقاومة وجيش التحرير ، وتاريخا سياسيا لوالد فرضت عليه سنوات الجمر والرصاص حل الحزب التقدمي الحر (يمكن التنقيب عنه في حفريات السياسة الوطنية) ودون أن يتردد في تموين المسيرة الخضراء بالبنزين الذي شحنت به آلاف الشاحنات الناقلة للمتطوعات والمتطوعين للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة . إنه ذات المسار الذي انخرط فيه عدد من رجالات الأعمال بسوس ومن كل مناطق المغرب دونا عن غيرهم خدمة لوطنهم الملتحم بتعدديته وتنوعه..
إنه مسار سياسيين كتب عليهم أن يتحولوا إلى أداة لخدمة أجندات سياقات متعددة منها أجندة علال الفاسي وبن بركة وحتى إدريس البصري وغيرهم (يراجع كتاب واتربوري أعلاه )، فهل ستحدد القاعدة عن استثناءاتها مع ابن حماد الحاج… !؟؟؟
اوسي موح لحسن
11/10/2021
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.