بين أسرار سعيد بوتفليقة ومسرحية الوهم الجزائري

يوسف الغريب

بوادر تنفيذ هذا العمل المسلح بدأت 2014..ولم يتم إفشاله إلا آواخر الأسبوع الماضي التى اتّهم فيه الكيان الصهيوني بمعية دولة من شمال إفريقيا.. معززة ذلك بشهادات من يفترض أنّهم متورطون..)

هي خلاصة سهرة البارحة بالتلفزة العمومية الجزائرية والتي يمكن تصنيفها وبدون مبالغة من أكبر وأغبى مسرحية في تاريخ هذه الكيان الحديث العهد بالولادة.. والضّائع بين هويّتين عثمانية – فرنسيّة أمّا المغرب فهو أقدم بكثير من مصطلح شمال إفريقيا.. وبعمق تاريخي وحصانة حضارية تجعله يترفّع عن أساليب وقحة ومستفزة لمشاعرنا كمغاربة ونحن نشاهد تحريف العلم المغربي بكتابة ( الكيان الصهيوني بالأخضر وسط الأحمر) وفي قناة عمومية رسمية.. وهم بهذا السلوك يؤكدون مرّة أخرى انتماءهم لفصيلة الأوباش والأجلاف وقطّاع الطرق سقط بهم السقف إلى كراسي المسؤولية لا غير..

غير ذلك فالمسرحية لا تخرج عن مسلسل الكذب الذي أصبح عبادة يومية عند الطغمة العسكرية هناك.. لكن اختيار التوقيت كان الهدف منه بالأساس هو تحويل النقاش القوى في منصّات التواصل الاجتماعي وغيرها عن ما يسمّى بقنبلة سعيد بوتفليقة حين هدّد السلطة الجزائرية بالقول بأنّه يملك أسراراً لو تمّ الإفصاح عنها لأنهارت الدولة الجزائرية.. كما جاء في تسريب صوتيّ من قاعة المحكمة وفي جلسة مغلقة..

وهو ما أربك شنقريحة وعصابته وخاصة عمليّة التسريب التي لن يكتشف صاحبها الا بعد سبع سنوات تماما كالمؤامرة التي بدأت بوادرها 2014 وتم التوصل إلى تفكيكها البارحة..

وعكس ما كان منتظرا من تفاعل الشعب الجزائري مع هذه المؤامرة والتنديد بها بدأوا يطالبون السيد سعيد بوتفليقة بالإفصاح عن هذه الأسرار التي يمكن أن نجهل تفاصيلها.. لكن قد يفهم من قصده انهيار الدولة كون أن هذه الأسرار خارجة عن الضوابط الشرعية والقانونية والأخلاقية.. لا محالة

وقد تتعلّق بجرائم العشرية السوداء التي ذهب ضحيتها أكثر من 250 الف بين شهيد ومفقود.. تحت أشراف ج توفيق ونزار..

وقد يكون السر ذات الصلة بضياع الف مليار.. أو شبكة الاتجار الدولي في الكوكايين وغيرها من الأسرار التي يعاقب عليها القانون الدولي.. تمس بشكل مباشربعض أفراد العصابة الحاكمة..

وكما يقال في هذا الصدد.. لا تظهر الحقيقة الا حين تتقاتل العصابة بينها.. تحت شعار علىّ وعلى أعدائي.. ( كما فعل اويحيي مع سبائك الذهب الخليجي فأطلق سراحه بعد شهر..)

لذلك فكّروا في شمّاعة المغرب مع تقدم ملموس في درجة الغباء كي يغيروا بوصلة النقاش الداخلي للشعب الجزائري الذي لم يتفاعل مع تلك اللقطات الا بنسبة مشاهدة جد ضئيلة مقارنة مع ما خصص من دعاية وبروباغندا غير مسبوقة…

ليضاف إليها مساء اليوم إعلان وفاة جندي جزائري على الحدود المغربية إثر فعل إرهابي جبان كما جاء في بيان وزارة الدفاع هناك مرفوقة بتعزية من الرئيس تبون وبنفس اللغة..

وغدا نحن أمام كل الإحتمالات لافتعال أي شيء.. فالنظام فاقد للشرعية داخل البلد.. حتّى أن الرئاسة حذّرت أصحاب تلك الرسومات المسيئة والمستهزئة من الرئيس تبون بعد خرجته الأخيرة

وهو نظام فاقد للتأثير والمصداقية خارجيّا.. أيضاً

هذا هو جارنا في الشرق.. وأستحضر بالمناسبة سؤالاً كنت دائما أطرحه لماذا الفراعنة في بعض رسوماتهم نجد إنسانا برأس حمار..

الآن فهمت..

كانت لديهم رؤية تحذير ية مستقبلية من أن يصل هذا النوع من الخلق / الرسم إلى كرسي الرئاسة…

إذ علينا أن ننتظر سقوط الوهم بأنّه إنسان..

وتلك نهاية المسرحية هناك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد