بيننا وبين إسبانيا أزمة ثقة
أزول بريس - يوسف الغريب
ممّا لا شكّ فيه أنّ التعديل الحكومي الأخير الذي عرفته الجارة الشمالية لا يعنينا بالمرّة باعتباره شأناً داخليّاً صرفاً وإن كانت وسائل الإعلام هناك تحاول ربط ذلك بما يسمّى بأزمة بن بطوش الجزائري.. معتبراً إقالة وزيرة الخارجية رسالة إلى بلدنا من أجل تجاوز هذه الأزمة..
والحقيقة أنّ جميع بيانات وزارة الخارجية المغربية وبقلّتها لم تطالب إلاّ بتوضيحات دقيقة حول استقبال شخصية أعلنت الحرب ضد المغرب.. وبتواطئ مفضوح معلّلاً ذلك بعدم احترام الشراكة المتميزة بين الجارين..
كان البيان واضحا ومباشراً ولم يتضمن بالمرّة إقالة وزيرة أوغيرها..
والحقيقة أيضا أنّه لحدّ الساعة لم يتوصّل المغرب بأي جواب في الموضوع ولم يعتذر…
بل منذ بداية الأزمة مارس الجهاز الحكومي باسم الدولة الإسبانية تهديدات مباشرة ترجمتها صحف تلك الفترة وقنواتها وصلت حد الإساءة إلى رموز الوطن وسيادته..
باسم الحكومة والدولة الإسبانية ذهبوا جميعا إلى الاتحاد الأوروبي من أجل إدانة المغرب بما يسمى بغزوة سبتة.. وليس قرار الوزيرة وحدها
إسبانيا كلها وبجميع تعبيراتها السياسية ركبوا نفس الموجة الهجينة ضد مصالح وطننا.. بل هيّجوا المئات للتظاهر ضد مغربية الصحراء وسط مدريد….
بقدرة قادر تغيّرت اللهجة والحديث عن إبداء حسن النية وبعث رسائل هنا وهناك من أجل صفحة جديدة مع المغرب..آخرها عملية النبش في حياة ومسار الوزير المقترح في الخارجية وعلاقته الجيدة مع المغرب وخاصة مدينة طنجة..
لعلّ الذي تغيّر في هذا البلد هو استجابتهم- المتأخرة طبعا – في تحيين معلوماتهم حول بلدنا كما جاء في البيان الثاني للخارجية.. المغربية… واكتشفوا بالفعل أن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس..
هي أزمتهم..
أمّا نحن فنعتبر أنّ الأزمة بعيدة كل البعد عن تغيير الوجوه والأقنعة..
هي أزمة أخلاقية بالأساس سمتها الغدر والخيانة والتواطؤ مع العدو ضد صديق وشريك استراتيجي..
هي قلّة الاحترام والتقدير لبلدنا الملتزم والوفيّ لتعهداته واتفاقياته..
هي باختصار شديد غياب الثقة في دولة وبكل مؤسساتها مستقبلاً.. لأنّ الكأس لا يجبر بعد كسره.. لكنّنا مجبرين بحكم الجغرافيا أن نتعايش ونتشارك هذا الفضاء المتوسطي وفق قواعد جديدة تضع مصالحنا وقضايانا الوطنية فوق كل اعتبار ومن موقع القوّة نعلن أن لا عودة للعلاقات مع اسبانيا دون إعلان موقف رسمي بمغربية الصحراء.. والاستعداد لفتح ملف مدينتي سبتة ومليلية وباقي الجزر المغربية تصحيحاً لمخلفات تاريخية.. بعد الإعتذار الرسمي عن الاستقبال لبن بطوش..
هي مطالب شرعية وقانونية وأخلاقية للشعب المغربي وقيادته.. وقواه الحيّة..
فعقارب السّاعة.. لاتعود إلى الوراء.. والثقة لا تبنى بعد الخيانة.. ومن مارس الغدر مرّة سيمارسه مرّات..
تلك إسبانيا اليوم..
دولة فاقدة لمصداقيتها وسط أوروبا والعالم.. جراء فضيحة بن بطوش..
ولن نكون حبل غسيل لنشر أزماتهم..
لقد انتهى زمن المورو.. منذ أن رفض الشرطي المغربي بباب سبتة قبل ثلاث سنوات ردّ الحيّة على حاكم سبتة.. لأنّه محتلّ..
نعم إسبانيا دولة محتلّة..
بهذا الشعار والوصف ستفتتح المفاوضات مستقبلاً.. غير ذلك فليشربوا البحرالأسود
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.