بيان ضد قرار مجلس الأمن ، أم بداية إعلان حرب ضد المغرب .

ذ/ الحسين بكار السباعي

الجزائر ببيانها الصادر تظهر للعالم أنها طرف مباشر في النزاع عكس ماتروج له ، من خلال تحركاتها البائسة إلى جعل ملف الصحراء مقتصرا على المغرب وجبهة البوليساريو ، والحال أن هناك طرف اساسي لا يمكن بأي وجه من الوجوه إغفاله ، و هو صوت الصحراويون الوحدويون المتشبتون بوطنيتهم وبيعتهم للملوك العلويين ، والذين لا يجب ابدا تغييبهم عن ابلاغ صوتهم الذي حسم القضية مند فجر المسيرة الخضراء .

أقول الجزائر التي عملت وتعمل على توجيه فكر الامم المتحدة و ممثلها الجديد بالمنطقة دي ميستورا ، الى البحث عن آليات جديدة لحل نزاع إفتعله بومدين حينما أشرف على تاسيس الجبهة الوهمية بأحد فنادق العاصمة الجزائر ، وبرفضه إستقبال وزير التخطيط الاسباني حينها كوتريس كارو الذي كان مكلفا حينها بتبليغه قرار البرلمان الاسباني و مباشرة بعد المصادقة على الاتفاق الثلاتي وبعد انطلاق المسيرة الخضراء .

الجزائر التي من حينها ، تكفلت وتبنت صنيعتها البوليساريو بل وأضفت عليها صفة دولة رغم انتفاء مكوناتها الثلات المعروفة في الفقه والقانون الدستوري الدولي ، وحشدت لها الدعم الإعلامي ، وإشترت بعائدات نفطها وغازها وترواثها الطبيعية المتنوعة دمم بعض الدول الافريقية واللاثينية عوض ان توجهها للتنمية ويستفيد منها الشعب الجزائري الذي يعيش جميع انواع القهر والحرمان .

ليستمر معه مسلسل العداء مع المغرب بتسوق الفكر الانفصالي تحث غطاء كادب عنوانه تقرير المصير إستطاعت من خلاله الجزائر وبدعم من بعض الدول الإفريقية وليس كلها ، وخلال أوج فترات الحرب الباردة ، في 12 نونبر 1984 قبول الجبهة الانفصالية بمنظمة الوحدة الافريقية خلال فترة أمينها العام آنداك آدم كودجو الطوغولي الجنسية ، ليعلن المغرب انسحابه من هذه المنظمة الاقليمية ، إنسحاب على مضض هو عنوان لحلول ساعة الفراق ، كما سماها الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله و مؤكدا على الخرق السافر لبنود قانون منظمة الوحدة الافريقية خاصة البند السادس . ليضيف رحمه الله على أن المغرب بلد إفرقي وسيبقى كذلك معتزا بجدوره مهما طال الزمن ، وسيأتي وقت يرجع فيه من خانوا ثقة وصداقة المغرب إلى رشدهم ، فعلا استمر الوضع واستمر الفراق لكن لم ينقطع معه دعم المغرب للبلدان الافريقية ، ولا دفاعه المستميت عن قضيته العادلة ليفاجئ العالم بعودة المملكة الشريفة الى حضنها الافرقي من خلال خطاب الملك محمد السادس بأديس ابابا التاريخي ، وتدشين عهد جديد من تعاون جنوب جنوب ، عنوانه العطاء المتبادل ولتجعل من صحرائه ومدنها الكبيرة العيون والداخلة مكانا لفتح مجموعة من الدول الافريقية لقنصلياتها وتمثيلياتها الديبلوماسية ، ولتعلو معها الاصوات في كل منتديات القارة السمراء وغيرها بضرورة طرد الجبهة الوهمية من منظمة الاتحاد الإفريقي .

كابوس إستفاقت معه دولة الكبرنات ، على واقع عالمي واقليمي وقوة بلد لم يزده كيد ها و مكرها الا قوة المغرب الذي خصد الاعت افات تلو الاخرى كان اهمها الإعتراف الامريكي بسيادة المغرب على صحرائه التي اضحث في قلب الاستراتيجيات الاقتصادية العالمية. ويستمر معه عداء الجارة الشرقية ، لتقطع العلاقات مع المغرب وتحضر اجواءها على طائراته بل ولتكيد له في الغرب الافريقي بمباركة من فرق شبه عسكرية ومرتزقتها ، وتعلن حربا اعلامية جندت لها اعلامييها ومثقفيها المغلوب على أمرهم ، وحتى في عز ازمة حكامها العسكر مع الشارع الجزائري و أزمة الخبر والسميد والحليب ، وندرة المواد الغذائية، والذي يسطف له الجزائريون في طوابير طويلة ، تقوم بإعفاء بعض الدول الافريقية من ديونها لتوجه قراراتها مستغلة عدم استقرارها السياسي والاقتصادي .

امام كل ذلك لا غرابة أن تعلن حكومة العسكر الجزائرية ومند وقت سابق وحتى قبل قرار مجلس الأمن الاخير رقم 2602 ، الإنسحاب من الموائد المستديرة للمفاوضات التي جرت خلال السنوات الأخيرة لتفرض واقعا جديدا على الأمم المتحدة .

الجزائر التي لم تلعب ولن تلعب أي دور إيجابي في نزاع هي نفسها من خلقته وباركته ، الجزائر التي لم تجني إلا الفشل بإجماع المنتظم الدولي بما فيها احلافها القديمة بافريقيا وامريكا اللاثينية ، فبالأمس القريب وقبيل انعقاد مجلس الأمن عبرت كوبا و فنزويليلا عن موقفها بالدفع بحل إيجابي وموضوعي كحل وحيد لنزاع الصحراء ، الحل الذي يجد سنده وحسب اجماع جل اعضاء هيئة الامم المتحدة في مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب مند 2007 ، وهذا ما جدد تأكيده ممثلوا البعثة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية بالامم المتحدة عقب صدور قرار مجلس الامن ، بالقول : ” ان اولوياتنا هي إعادة بدئ عملية سياسية ذات مصداقية ، تؤدي الى حل دائم وكريم ومدعوم من قبل المجتمع الدولي .”

الغريب في الامر أن الجزائر في بيانها التنديدي بقرار مجلس الأمن ، تتحدث عن الشعب الصحراوي وعن الدولة الصحراوية التي لا توجد إلا في مخيلة جنرالات الجزائر .

ومن باب المقارنة مع بيان حكومة الجزائر و بيان الجبهة الوهمية الذي لا يعدوا أن يكون سوى إملاء من أجهزة الاستخبارات الجزائرية بل و مماثل لبيانها الأخير لكون واضعهما واحد ، والذي انصب بشكل مباشر على انتقاذ قرار مجلس الامن رقم 2602 و إنتقاد داعميه الدائمين وغير الدائمين ولاختيارهم منطق الحوار والتفاوض ، رغم امتناع روسيا وتونس عن التصويت ، والذي في هو في حد ذاته موافقة ضمنية على الخيار الأممي بملاحظاتنا لانواع التصويت وطبيعته من السلبي الى الايجابي والذي يطلق عليه الفيثو او حق النقض .

اقول ، بتمديد عمل بعتة المينورسو وفسح مجال لللمبعوت الأممي دي ميستورا لتقريب وجهات النظر والعودة الى حلول تواففية بين الأطراف ، وهنا لابد من التاكيد أن الطرف الاساسي في النزاع هو الجزائر ، و الذي ثبت من خلال إستقراء جميع القرارات الصادرة عبر تاريخ نزاع الصحراء المفتعل ، كونها المعرقل الرئيسي لكل حل يدفع بالمنطقة الى النماء والاستقرار وطي صفحة نزاع ثوارته الابناء عن الاباء ولا نريد أن نورثه لابنائنا .

هي الجزائر نفسها والتي من خلال بيانيها الاول الذي ثم إملاؤه عن من تقود حربا عنها بالوكالة والثاني الصادر عن حكام قصر المرادية الذين اختاروا منطق التصعيد والتلويح بخيار حرب بدأتها وسائل اعلامهما قبل بنادق جنودها المهترأة ليبقى سؤال الحرب قائم .

فهل بدأت الجزائر فعلا ، عدها العكسي بالدفع بحرب مع المغرب ؟

ذ/ الحسين بكار السباعي

محام وباحث في قضية الصحراء المغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد