رغم مُضيّ ثلاثة عشر عاما على اختيار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية “تيفيناغ” حرفا رسميا لكتابة اللغة الأمازيغية، ومصادقة الملك محمد السادس على هذا الاختيار، إلا أن عميد المعهد، أحمد بوكوس، قال إن “تيفيناغ” ما زال مُهدّدا.
وبعد استعراضه جوانب قوّة الحرف الرسمي لكتابة الأمازيغية، في كلمة ألقاها في افتتاح احتفال نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بمناسبة الذكرى 13 للاعتراف الرسمي بحرف “تيفيناغ”، قال بوكوس إن “تيفيناغ” ما زال محاطا بمخاطر، بسبب وجود أطراف سياسية معارضة له.
ولم يذكر بوكوس هذه الأطراف السياسية بالاسم، لكنّه كان يقصد، على الأرجح، حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية، اللذين كانت لهما مواقف متحفظة حتى من ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011؛ وقال في حديث لهسبريس إن على هذه الأطراف إن كانت تؤمن بالديمقراطية أن تقبل الاختيار المتوافق عليه، وهو اعتماد حرف “تيفيناغ” لتدريس اللغة الأمازيغية.
“إذا كنّا في مجتمع ديمقراطي فعلينا أن نقتنع بمقتضيات الدستور، خاصة ما جاء في الفصل الخامس الذي نص على ترسيم الأمازيغية وتفعيل طابعها الرسمي، وأخذ جميع المكتسبات المحققة منذ إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بعين لاعتبار، وعلى رأسها اعتماد اللغة المعيار واستعمال حرف تيفيناغ”، يقول بوكوس.
وفي مقابل تراكُم مجموعة من المكتسبات، على مدى السنوات الثلاث عشرة الماضية لصالح الأمازيغية، قال بوكوس إن ثمّة حاجة إلى بذل مجهودات إضافية من طرف الدولة والمؤسسات، وعلى رأسها وزارة التربة الوطنية، وذلك بتوسيع رقعة متعلمي اللغة الأمازيغية. وبنبرة تنمّ عن عدم الرضا التامّ عمّا تحقق أضاف: “الدرب لازال طويلا”.
وباتت آمال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية معلّقة على القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، والقانون التنظيمي لإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، لإنجاز ما تبقّى من ورش النهوض بالأمازيغية، خاصّة في الشق المتعلق باستعمال حرف “تيفيناغ”. وقال بوكوس في هذا السياق: “في تقديرنا نرى أن هذين القانونين التنظيميين سيساهمان بشكل حاسم في توسيع وانتشار القاعدة الاجتماعية لمستعملي حرف تيفيناغ”.
وردًّا على سؤال حول ما إن كان حرف “تيفيناغ” يمثّل عائقا أمام تعلّم اللغة الأمازيغية، قال بوكوس: “هذا غير صحيح”، مشيرا إلى أن دراسات أعدها المعهد الملكي للثقافة، بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، بيّنت أن تلاميذ التعليم الابتدائي يتعلمون بيسر كبير هذا الحرف، “بل إنهم يتمكنون في ظرف سنتين فقط من تملّك القدرة على كتابة كلمات وتركيب جمل بحرف تيفيناغ، وهذا ما لا يستطيعون القيام به بالنسبة للغات الأخرى”، يردف بوكوس.
ويسعى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى إدراج حرف “تيفيناغ” ضمن التراث العالمي لليونسكو، حسب ما أعلنه عميد المعهد، وهو ما ردّ عليه ممثل مدير مكتب اليونسكو بالرباط بالقول: “نحن في مكتب الرباط مستعدّون لدعمكم في هذه الخطوة”
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.