بوشطارت لوزير الثقافة : دعوة إلى تهيئة وصيانة الموقع الاثري لمدينة أغمات القديمة

في رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الشباب والثقافة
والتواصل المهدي بنسعيد

يطيب لي السيد الوزير أن نبعث إليكم هذه الرسالة بشأن الوضع الكارثي والمزري الذي يعاني منه الموقع الاثري لمدينة أغمات القديمة الذي تتواجد به آثار الحمامات التي قيل أنها تعود إلى القرن العاشر الميلادي، وآثار لبقايا مسجد وقصر وقناة تصريف المياه. لا يخفى عليكم السيد الوزير أن هذه المدينة الأثرية تعتبر اقدم مدينة أمازيغية في المغرب، ويرجع تاريخ وجودها إلى فترات سحيقة سابقة لوصول الإسلام إلى المغرب، وكان لها دورا عظيما في بناء حضارة المغرب قبيل وبعيد وصول المرابطون إليها واستقروا بها قبل تأسيسهم لمدينة مراكش سنة 1060/1062.

السيد الوزير، إن ما تم اكتشافه من آثار هذه المدينة كالحمامات والقصر وقناة المياه… تعيش وضعا مزريا، مرده غياب سور يليق بهذه الآثار الثمينة والكنوز الأثرية النفيسة، حيث تم تسييجها بسياج عشوائي مشكل من القصب والأسلاك والأشواك بطريقة فوضوية تخدش مكانة هذه المدينة، كما أن المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى الموقع شيد بطريقة غريبة لا هو بالمدخل ولا هو بالممر ولا هو بالباب ولا شيئ، فهو عبارة عن مسلك عشوائي غي معبد يمر وسط الموقع يستعمله المواطنون للعبور إلى الجهة الأخرى بالدواب والدرجات النارية الأمر الذي يسبب اضرارا واهتزازات من شأنها التأثير على الآثار خاصة الحمامات، وتتكدس بجاونبه الأزبال والنفايات وماشباه ذلك الذي يعكر صفو كل زائر ويشوه منظر الموقع بشكل عام.

السيد الوزير المحترم، إن ما يشوه أكثر هذا الموقع الاثري لمدينة أغمات ويعطي صورة سلبية لا تليق لبلدنا المغرب الذي قطع اشواطا هامة في الحفاظ على الآثار وصيانة المواقع التاريخية والثقافية القديمة، هو أن الموقع توجد بجانبه والمدخل الرئيسي الذي يفضي إليه مجزرة عمومية تقع بمدخل السوق الأسبوعي جمعة أغمات، هذه المجزرة التي تذبح فيه يوميا واسبوعيا عددا كبيرا من رؤوس المواشي بشتى اصنافه، تخلف روائح كريهة تروع الفضاء الاركيولوجي وتفرز روائحا مقززة وتزكم الأنف وتزعج المارة وزوار الموقع.

السيد الوزير المحترم، وانتم تدشنون مرحلة جديدة داخل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، على ما يظهر من دينامية تواصلية وزيارات ميدانية تقبلون عليها، ندعوكم اولا لزيارة هذا الموقع الهام والتاريخي العظيم من أجل الوقوف على الوضع الكارثي الذي يعيش فيه موقع أغمات القديمة، وإصلاح ما يمكن إصلاحه لتهيئة هذا الفضاء الاركيولوجي الذي يعد مفخرة لكل المغاربة، ووتأهيله ليلعب أدوارا مهمة ثقافيا وسياحيا وتنمويا، وكذلك تثمينا للمجهودات الجبارة التي يقوم بها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث من خلال اشرافه على البحث والتنقيب بهذا الموقع الذي لازال يحتاج للمزيد من الأبحاث الأثرية.

عبدالله بوشطارت :  اعلامي وباحث في التاريخ.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading