قال شكيب بنموسى، رئيس اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي المغربي، إن “الأمازيغية تعد من المكونات الأساسية للهوية المغربية، وأبرز روافدها اللغوية والثقافية والحضارية؛ ومن ثمة من اللازم التذكير بالعناية الخاصة التي يوليها الملك للنهوض بها في ظل المشروع المجتمعي الحديث”.
وأضاف بنموسى، ضمن اللقاء الذي نظمته الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، تحت عنوان “الهوية الوطنية، التعدد اللغوي والتنوع الثقافي: أية مقاربة للنموذج التنموي بالمغرب”، أن “الجميع يتذكر خطاب أجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كمحطة أولى في المصالحة مع الأمازيغية وتعزيز مكانتها في المجالات الثقافية والإعلامية والتربوية، بوصفها ثروة وطنية ومبعث افتخار لجميع المغاربة”.
وأوضح المتحدث، الذي حلّ ضيفاً على الندوة الافتراضية المندرجة ضمن اليوم الدراسي الرقمي الذي تنظمه “أزطا أمازيغ” على مدى يومين، أن “دستور 2011 أقرّ في الفصل الخامس بكون الأمازيغية لغة رسمية، واعتبرها رصيدا مشتركاً لكل المغاربة دون استثناء، ثم جاء قرار المحكمة الدستورية في شتنبر 2019 الذي أكد على دستورية القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفية إدماجها في مجال التعليم ومجالات الحياة العامة”.
وتابع بنموسى: “بعد الدستور والقانون التنظيمي، ستنطلق مرحلة جديدة لتنزيل هذه المبادئ في السياسات العمومية والبرامج العملية، وهذا ليس بالسهل، لأنه يحتاج إلى تعبئة كل الطاقات الحية بالبلاد، ومن بينها منظمات المجتمع المدني”.
ولفت رئيس لجنة إعداد نموذج التنمية المأمول بالبلاد إلى أن “التنمية مبنية على الثقة؛ سواء في النفس أو في قدرة المجتمع على بناء مستقبل أعظم، فالثقة لها علاقة بالهوية والتاريخ والتراث، كما أن لها أيضا علاقة بالقيم مثل التعددية والتسامح والانفتاح”.
وأورد بنموسى أن “هذه الثقة في النفس ستجعل المجتمع يواجه العولمة بدون عقدة، ويحمي نفسه من تجاوزاتها وإفراطها، ويستفيد من الفرص المتاحة؛ ومن ثمة يلزم اعتبار الأمازيغية مكسبا يجب استثماره في ازدهار الأفراد وتحقيق التماسك الاجتماعي والإشعاع الثقافي، وإعطاء نوع من المرونة للمجتمع المغربي”.
وأوضح المسؤول عينه أن “ما يجري في العالم اليوم في علاقة بوباء “كورونا” والتغيرات المناخية نتيجة لنموذج تنموي دولي مبني على نمط إنتاجي واستهلاكي نسي الهدف الرئيسي المتمثل في الإنسان، بعدما جعل الجانب المادي المعيار الوحيد اليوم”.
وختم بنموسى مداخلته الافتتاحية في اللقاء بالقول: “إننا في حاجة إلى كل من يساهم في بلورة رؤية جديدة، وهو هدف اللجنة الخاصة بإعداد النموذج التنموي، حيث اعتمدنا منهجية مبنية على الإنصات والتداول، فلا يمكن بناء أي نموذج تنموي دون إشراك الجميع. ولعل اللجنة تشجع كل مبادرات المجتمع المدني للمساهمة في بلورة هذا النموذج”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.