بمنطق الرياضيات هما خطان متوازيان لا يلتقيان والى الابد …لكن وبمنطق السياسة وتحصين الموقع والتموقع لدى الطرفين قبل الامين العام لحزب العدالة والتنمية دعوة استضافته من طرف مؤسسة المشروع بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية …دعوة بقدر ما اعتبرها البعض تدنيسا لروح الشهيد عمر بنجلون بقدر ما رأى البعض فيها اختراقا لقطبية وهمية بات يروج لها منذ سنتين تقريبا …هي تقديرات لحدث سياسي كبير أكيد سيكون له ما بعده في الاشهر القادمة خصوصا اذا أخدنا بعين الاعتبار حجم الوفد المرافق للضيف …عمق المراجعات الفكرية …دلالة الحقائق والاعترافات هناك بمحراب حزب تعرض منذ المؤتمر الاخير لكل اشكال التنكيل والتجريح والتبخيس لقراراته وتحالفاته… حد الانفصال …فجأة يطالب بالوفاء للذاكرة الاتحادية ولدم الشهيد عمر بنجلون من طرف البعض …هذا الدم الذي غائبا في تنسيقات سابقة مع الحزب الاسلامي الذي بفضلهم استطاع عضو المكتب السياسي آنذاك فتح الله والعلو ان يفوز بعمدة الرباط…ومثلها باكادير …ثم اين كانت اصوات المنع خلال زيارات سابقة لنفس الحزب لمقر الاتحاد باكدال وبعدها المقر المركزي بشارع العرعار….. ثم لقاءات وتشاورات داخل الغرف البرلمانية والواجهات النقابية والمؤسسات الدستورية الاخرى.
ان توظيف روح عمر اليوم وبتلك الطريقة البعيدة عن اخلاقية الشهيد فيه اساءة مباشرة للمرحوم اذ يبدو من خلاله ان المقصود من التوظيف اما تصفية حسابات شخصية مع الاجهزة الوطنية وقياداته من جهة …او ان امر التقارب بين الحزبين يهدد مصالح أطرافا وتنظيمات باتت تستفيد من هذا المشهد الرمادي للفعل السياسي وهو امر مشتبه فيه الى حد بعيد ….
لذلك نعتبر الحدث أعمق من هذا الضجيج الذي رافقه ليفتح امكانية تأسيس منصة للنقاش والتفكير في ملفات وقضايا وطنية استراتيجية كبرى خصوصا في هذه الظرفية الدقيقة التي يمر بها المغرب في علاقته مع الخارج….منصة لا تلغي الاختلاف ولكنها تعزز التمسك بالمشروع الديمقراطي الحداثي بكل ما يحمل من وضوح في الممارسة السياسية والتفاعل بين المؤسسات الدستورية والقطع مع اساليب الغموض والتحكم ولا يمكن ان تتأسس هذه الكتلة الا بأحزاب لها عمقها الجماهيري ووزنها السياسي بالرغم من اختلاف المرجعيات الفكرية لان سقف الوطن فوق الجميع …الم يخرج مانديلا من السجن ليبني دولة قوية مع الذين سجنوه ألم يتوافق المجاهد عبد الرحمان اليوسفي مع الراحل الحسن الثاني …
هي توافقات تتطلب من الطرفين كل الشجاعة من اجل تجاوز مخلفات الماضي وجروحاته ولا يمكن ان تتواجد هذه الخصال الا من القيادات ذات البعد الاستراتيجي التي تضع مصلحة الوطن فوق الاعتبارات والصراعات الشخصية ويبدو لي ان حلما تم تأجيله للسيد بنكيران قد تحقق الان وبهذه الاستضافة حين صرح فور تعيينه وزيرا اولا (بغيت نسخ كتافي بالاتحاد الاشتراكي) …هو حلم بحجم الوطن وقضاياه لكن كفرقاء مؤمنين بالاختلاف …كما الائتلاف وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
التعليقات مغلقة.