إلى الصحافي القدير سليمان الريسوني
تحية ملؤها التقدير الكبير والتعاطف الصادق لك ولكافة الذين يؤدون ضريبة التعبير الحر عن مواقفهم الشريفة ويصرون على تعرية الواقع الذي تعيشه بلادنا بكل مظاهره وتجلياته ونتائجه .
وإنني اليوم لست بحاجة إلى أن أعدد مناقبك وكفاءاتك او أصف صدقك في مهنتك التي اخترتها حبا وطواعية وانت تعلم متاعبها المختلفة وخاصة إذا كانت نزيهة وحرة . نعم لست بحاجة إلى هذا لأن هناك اولويات ملحة ؛ واولوية كل من يحبك ويتعاطف معك ويقدرك هي صيانة حياتك الآن وليس غدا .
فالوضع الصحي الذي انحدرت إليه حالتك بقدر ما ينذر بالكارثة بقدر ما يهم الضمائر الحية في هذا الوطن- التي تطالب بإطلاق سراحك وضمان حقك في المحاكمة العادلة- وخاصة منها الضمائر السياسية والحقوقية المناضلة من اجل مغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والمجالية .
ولأن وطنك محتاج لك ، ولأن الحياة علمتنا أن المحن لا تدوم ، فإني أناشدك وبقوة أن توقف إضرابك عن الطعام ألذي وصلت معه حالتك الى وضعية مخيفة من العواقب التي لن تتحملها اسرتك ولن يتحملها محبوك واصدقاؤك . ولن تتحملها أطياف واسعة من الوطن تتفهم وضعك ومطالبك وحقوقك , ولكنها تريدك حيا لتمارس تلك الحقوق التي لا معنى لها بعدك .
إننا جميعا لا نريد أبدا فقدك بل نريدك حيا معافى،من أجل اسرتك التي تناضل بقوة وإخلاص من أجلك؛ ومن اجل كل الاسر المناضلة التي تكافح من اجل إطلاق سراح كل المعتقلين من اجل مواقفهم وأرائهم .
فكم يحتاج الوطن من السنوات لينجب أمثالك ؟ ولهذا أناشدك أن توقف هذا الإضراب الذي أضحى طريقا إلى مأساة ستفجع الجميع، وستحرق قلوب من أحببت ومن ناضلت من أجلهم . وأنا أرى في استمرار حياتك وحياة رفاقك استمرارا لشرارة الامل التي نسعى معا ودوما إلى اشعالها من اجل المستقبل .
وختاما أؤكد لك ولعمر الراضي ولكل معتقلي المواقف والرأي أننا لن نذخر أي جهد من أجل صيانة كرامة الناس والوطن؛وسنستمر في العمل بكل الوسائل المشروعة من أجل تحقيق انفراج سياسي واسع مدخله إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ؛ وإطلاق سيرورة إصلاحات حقيقية وقوية ينعم في ظلها الوطن كل الوطن بكافة بناته وأبنائه.
مع تقديري وتعاطفي
أيت أيدر محمد بنسعيد
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.