بمناسبة قمة المناخ  للأطراف غير الحكومية بأكادير : جمعيات المجتمع المدني تنتقد الرؤية الأحادية في تمويل مشاريع البيئة

 

أكادير: الحسن باكريم//

انتفضت جمعيات المجتمع المدني بجهتي سوس ماسة وكلميم واد نون في لقاء بأكادير، قبيل انعقاد قمة المناخ للأطراف غير الحكوميين المقرر انعقادها بأكادير من 11 الى 13 شتنبر الجاري، ضد أشكال التعامل المؤسسات الحكومية والمجالس المنتخبة مع جمعيات المجتمع المدني فيما يتعلق بتمويل المشاريع المتعلقة بالبيئة والتغيرات المناخية، وحدد هؤلاء طبيعة سلوك هؤلاء المسؤولين في عدم احترام مقتضيات الدستور فيما يتعلق بالديمقراطية التشاركية، وتغييب الشفافية في التمويل الوطني والدولي للمشاريع، وعدم توفير المعلومة لكافة الجمعيات، والانخراط في الرأسمالية المتوحشة جريا وراء الربح السريع دون مراعاة للجوانب الاقتصادية المتعلقة بالتشغيل ومحاربة الفقر والهشاشة.

وكانت الجمعيات المعنية حاضرة في فعاليات الدورة التكوينية حول ميكانزمات التمويل الدولي لبرامج التغيرات المناخية المتعلقة بالصندوق الاخضر للمناخ، حيث من المنتظر أن ترفع مذكرة شديدة اللهجة الى القمة المذكورة.

اللقاء الذي نظم بأحد فنادق مدينة اكادير بعد زوال يوم السبت 9 شتنبر ويوم الاحد 10 شتنبر 2017 حول ورشة لإعداد جمعيات المجتمع المدني للتفاعل مع الصندوق الاخضر للمناخ على هامش انعقاد قمة المناخ للأطراف غير الحكوميين.

وقالت مصادر لـ “آخر ساعة” أن الورشة المخصصة لجمعيات المجتمع المدني حضرها ممثلون عن جمعية مدرسي علوم الحياة والارض بالمغرب، الجهة المنظمة للورشة، إضافة الى عدد من شركائها من كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ومجلس جهة سوس ماسة وممثل المنظمة الدولية جرمان وتش وعدد من ممثلي جمعيات المتدخلة في قصايا البيئة بجهة سوس ماسة وكلميم واد نون.

وتهدف الورشة، حسب نفس المصادر،  إلى تقديم عروض حول الصندوق الاخضر للمناخ على مدى يومين والخروج باقتراحات عملية لرفعها الى قمة المناخ للأطراف غير الحومية التي ستنعقد بمدينة اكادير ابتداء من يوم الاثنين 11 شتنبر 2017.

وفي تصريح للباحث “ميلود أزرهون” ممثل شبكة جمعيات محمية أركان بجهة سوس ماسة وعضو الائتلاف المغربي للبيئة والتغيرات المناخية ، الذي حضر أشغال اللقاء المذكور، قال: ” أن الجمعيات المشاركة سترفع مذكرة إلى كل الفاعلين على هامش مؤتمر المنظمات غير الحكومية حول المناخ، تطالب من خلالها ضرورة العمل على تعزيز قدرات النسيج الجمعوي من أجل الولوج للمعلومة المتعلقة بتمويل المشاريع الجادة والتزام بالشفافية من طرف المؤسسات الوطنية والدولية في إسناد التمويلات، واحترام قيم العدالة الاجتماعية ومقتنيات التنمية المستدامة في إنجاز المشاريع بدل اعتماد الرؤية الأحادية المتمركزة حول التوجه الليبرالي للمشاريع الفلاحية التي تسعى إلى تعزيز الإنتاجية والربح السريع على حساب الموارد الطبيعية النادرة خاصة الماء في مجالات الواحة”

وأفاد الباحث أزرهون “أن الجمعيات استنكرت عملية اللجوء الى تأسيس جمعيات جديدة موالية لكل بنية جديدة  تتعلق بتمويل المشاريع، وأن عدد من المشاريع الممولة في غياب الشفافية تكون مضرة بالبيئة وغير مقبولة اجتماعيا، مثل مشروع مدينة بوذنيب لإنتاج التمور الذي يستنزف الفرشة المائية بالمنطقة، ومشاريع اخرى لا تراعي استفادة الساكنة المحلية منها وتكون نتائجها كارثية على البيئة كما وقع في واحات زاكورة من خلال مشاريع إنتاج  الدلاح.”

وأضاف “أزرهون”، الذي تحدث لـ “آخر ساعة”،  “أن الجمعيات تطالب كذلك بدعمها حتى تنهض بأدوارها الدستورية واعتماد المقاربة التشاركية مع المجتمع المدني في مختلف المراحل، كما تراهن على مزيد من الاحترام والحضور الفعلي من خلال هذا المؤتمر الدولي الذي يحج اليه عدد من المتتبعين من المؤسسات غير الحكومية  من مختلف بقاع العالم ليس لتأتيت الفضاء ولكن لسماع صوتها ضد كل مدمري البيئة من الشركات المتعددة الجنسية والدول الرأسمالية الكبرى التي تريد الانقلاب على معاهدة باريس.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد