لكل شعب أو أمة في العالم علمها الذي يميزها عن باقي شعوب العالم وتختزن ألوان العلم الوطني لأي شعب مهما كان هوية وحضارة هذا الشعب.
فالشعب الأمازيغي باعتباره شعب شمال إفريقيا الأصيل والأصلي، له علمه الوطني الذي يفتخر به ويتميز به مع باقي شعوب العالم وهو رمز هوية وحضارة الإنسان الأمازيغي.
فمتى إذن برز العلم الأمازيغي إلى الوجود؟ وأين ومن ابتكرهذا العلم؟ وإلى ماذا ترمز ألوانه الزاهية ؟
كما هو معلوم ،يحتوي العلم الأمازيغي على ثلاث أشرطة أفقية ،يحمل الشريط الأول اللون الأزرق والشريط الثاني اللون الأخضر وعليه حرف(أزا) باللون الأحمر أما الشريط الثالث والأخير فهو يحمل اللون الأصفر.
برز هذا العلم الزاهية ألوانه في السبعينات حيث كان الفضل في ظهوره أو إبتكاره يعود إلى الأكاديمية البربرية (أكراو إمازغن) والتي قامت بتقديمه ولأول مرة إلى مجموعة من المنظمات والجمعيات المدافعة عن حقوق الشعب الأمازيغي.
وفي عام 1998 قام الكونغرس العالمي الأمازيغي بتبني هذا العلم كعلم وطني للأمة الأمازيغية وذلك بمدينة (تافيرا) بجزر لاس بالماس التابعة لجزر الكناري الأمازيغية.ومن بعد انتشر في جميع بلدان شمال إفريقيا(تمازغا) وقد تعرض هذا العلم في البداية للمنع في مناطق في شمال إفريقيا لكن اليوم أ صبح الرمزالوطني للشعب الأمازيغي.
فالعلم الأمازيغي كما يعلم الجميع هو الشعار الوطني للشعب الأمازيغي(إمازغن،إماجغن) الذي يعيش فوق أرض (تمازغا).ولهذا العلم دلالات وأبعاد تحملها ألوانه،وهي :
البعد الجغرافي:ويتمثل في كون العلم الأمازيغي يمثل رقعة جغرافية واسعة وشمال إفريقيا أي(تمازغا) ببحارها وجبالها وهضابها وسهوله وصحرائها وبالضبط من واحة سيوة بمصر شرقا إلى جزر الكناري غربا ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى(تينيري) .وتمثل الألوان الثلاث (الأزرق،الأخضر والأصفر) هذا التنوع الطبيعي وسأحاول الوقوف على معاني تلك الألوان.
اللون الأزرق:يرمز إلى لون الماء أو البحر إشارة إلى البحر الأبيض المتوسط وهو في حد ذاته يرمز إلى القبائل الأمازيغية القاطنة في المنطقة الشمالية لمملكة ت(تامزغا).
اللون الأخضر:يرمز هذا اللون إلى السهول ،الهضاب والجبال الوسطى الخضراء ل(تمازغا) وله دلالة ضمنية إلى القبائل الأمازيغية الساكنة في المناطق الوسطى.
اللون الأصفر:يرمز إلى الرمال الذهبية للصحراء الأمازيغية وهي تشمل القبائل الأمازيغية الصحراوية.
البعد اللغوي:يتمثل بالأساس في حرف(أزا) الملون باللون الأحمر الذي يتوسط العلم الأمازيغي والذي يرمز إلى لغة الإنسان الأمازيغي (تمازغت) بنطق أمازيغ الشمال و(تماجغت،تماشقت،تماهقت) بلفظ أمازيغ الصحراء(الطوارق).
وإذا تأملا عميقا في حرف (أزا) فهوعلى شكل إنسان واقف ورافع يديه إلى السماء وممد ليوحد الجنوب والوسط والشمال وهنا تبرز لنا أهمية (الأرض) و(السماء) ورمزيته في الثقافة والمعتقد الأمازيغي وما قد يؤكد تصوري هذا هو تشابه شكل حرف(أزا) مع شكل إله الخصوبة عند الأمازيغ المسماة(تانيث) وهي على هيئة امرأة ذات ثديين رافعة يديها إلى السماء.أما لون (أزا) أي اللون الأحمر فهو يرمز إلى المقاومة ودم الشهداء وقد يحمل دلالات وتأويلات أخرى.
البعد الحضاري:تلتحم الألوان الطبيعية الزاهية في العلم الأمازيغي بدلالاتها المتنوعة لتكون لنا بعدا ورمزية أشمل وأعمق من الأبعاد الأخرى وهوهوية وحضارة الإنسان الأمازيغي المتجدرة في التاريخ وتجعل من الشعب الأمازيغي مميزا عن باقي الشعوب تجعل منه سيد مملكة شمال إفريقيا ،وهذه هي مبادئ هذا الشعب:
ـ الحرية والمساواة
- العقلانية
- الانسان غاية كل تنمية
- السلام والتعايش
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.