بقيادة أجماع وازوض وعابد اوطاطا فرقة شباب مخفمان تتحف عشاق احواش باولادبرحيل

في إحدى الفضاءات الجميلة باولادبرحيل ـسوس فوت ـ وفي أمسية ساحرة وذافئة كان لعشاق فنون أحواش موعد مع فرقة شباب مخفمان بقيادة كل من الحاج الحسن أجماع والحاج عثمان ازوليض والحاج عابد اوطاطا .

كعادتهم إفتتح الشعراء “أسايس ” بمقدمات شعرية عبارة عن تحية الجماهير والمنظمين مصحوبة بوصلات راقصة لإعداد المتلقي وخلق الأجواء الحميمية المناسبة والضرورية لما سيأتي.

بعدها دخلوا مباشرة في صلب الموضوع الرئيسي للأمسية الذي خصص خلال هذه الأمسية لمساءلة السياسات العمومية وتجديد المطالب الإجتماعية لمدبري الشأن العام المحلي ، وكان الملف التنموي هو السائد مع التنبيه الى حالة التراخي والغياب شبه التام لبعض المسؤولين مع الحرص على عقد مقارنات بين المدن والجهات في المجال التنموي .

ومن أجل التقاط الأنفاس و تكسير الإيقاع الحواري للترويح على المتلقي وإعداده للشوط الموالي من الحوار ، كان لابد من فواصل من الرقص الجماعي لأعضاء الفرقة على إيقاع خفيف يحرص عليه ضابي الإيقاع الذين يتوسطون الأسايس.

وبعد ذلك عاد الشعراء للخوض في موضوع ٱخر يروناه مهما وذا راهنية فكان بالنسبة لشعرائنا خلال هذه الأمسية هو مدونة الأسرة التي يتواصل حولها النقاش ، بدأوا بقضية الإرث والميراث التي تحفض كل شاعر من الخروج عن الطرح السائد والذي تكرس مطلب المحافضين إستناذا للمرجعية الدينية /الإسلامية فبل ان يعرجوا على مسألة التعدد التي تحرر الشعراء من القيود والخطوط الحمراء فبدأ التحدي المتسم بالدعابة والإمكانية بإعتباره مسنودا عن الشرع (الشرع عطانا ربعا ) خاصة امام عزوف الشباب عن الزواج وتزايد العنوسة امام تزايد العرض امام الطلب الذي تراجع بشكل كبير .

أنتهت المناظرة في الشوط الثاني على هذا الأساس لتليه مرة أخرى الفواصل الغنائية الراقصة تخفيفا عن المتلقي وضمان شده الى نهاية السهرة وذلك ما تحقق ، وكما هي عادة الشعراء ختموا هذه الأمسية الشغرية الرائعة والمفيذة بشعر النقائض أي أنعبار /ازوار حيث يعمد كل شاعر لمهاحمة خصمه بناء على مايرى فيه من نقائص كاللون او الهيئة أو الفقر بل وحتى الإنحراف وعدم الإلتزام .

هكذا إذا وعلى هذا المنوال والمنهاج تنسج مناظرات شعرية في إرتباطه بالقضايا الأساسية للمعيش اليومي للمواطن المغربي بهذه المناطق أبطالها شعراء متمرسين في قول الشعر بشكل مرتجل دون المساس بالسبك الجماعي والدوق الرفيع للمتلقي ومن خلالها يتم تمرير رسائل قوية لمن يهمه الأمر .