بعد وفاة سيدة بجماعة تِيسراس بإقليم تارودانت في ظروف غامضة:عائلة الضحية تطالب بإجراء تحقيق لإنصافها

 

وزير الداخلية المغربي

تارودانت : الحسن باكريم//

علمت “آخر ساعة” أن ساكنة دوار “تانفيط” جماعة ” تِيسرَاس ” في منطقة أولوز داخل النفوذ الإقليمي لعمالة تارودانت، استفقت،  مؤخرا، على فاجعة وفاة غامضة تلفها ألف علامة استفهام، وهل الأمر يتعلق بحادثة سير أم بجريمة قتل ؟

وأفادت المصادر أن امرأة في مُقتبل العُمر، تبلغ قيد حياتها 23 سنة، بعد خروجها مع زوجها في ظروف غامضة على متن دراجة ،  وهو الخروج الأخير حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في نفس اليوم وسط دوامة من الصدمة والتساؤلات المشروعة لدى عائلة الضحية وساكنة المنطقة.

وسط علامات الاستفهام هذه، تروي المصادر، أن الزوج حمل زوجته على متن دراجة نارية، صباح يوم الثلاثاء 22 غشت الماضي، في اتجاه غير معلوم، فتعرضا لحادثة سير، نتيجتها اصابة الزوجة بجروح خطير، لم يُعلم بها لا السلطة المحلية ولا درك سرية أولوز، بل اكتفى بالاتصال بالإسعاف التابع لجماعة تيسراس، سائق سيارة الاسعاف الذي حضر فورا استغرب من الوضعية التي وجد عليها الضحية مُلقاةَ وهي تصارع أنفاسها الأخيرة وهي تنزف دما، اكتفى بأداء واجبه المهني في نقل الضحية إلى المستشفى بمدينة تارودانت وبعد تلقيها لبعض الإسعافات الأولية العاجلة طلب الطبيب بنقلها مباشرة للمستشفى الجهوي بأكادير لكن الضحية لفظت أنفاسها الأخيرة قبل نقلها من تارودانت اتجاه أكادير.

ولأن السيدة توفيت في حادثة سير، كما يبدو الأمر، دون محضر الدرك،  الغموض الذي لف الحادث ، وبطلب من عائلتها أحال وكيل الملك بتارودانت القضية على محكمة الاستئناف بأكادير وتم نقل جثة الضحية لمدينة أكادير لتشريحها وتم إرسال العينات للمختبر الوطني بالرباط للكشف عن تقرير الطب الشرعي حول أسباب الحادثة،  ليتم دفن الضحية بمقبرة “تِيليلا” بأكادير.

حسب رواية أقارب الضحية يتعلق الأمر بالسيدة ف. ا. ن. المتزوجة مند قرابة السنة، ذلك الزواج الذي بدأت رياح الخلافات تعصف به في الشهرين الأخيرين قبل الحادثة، الضحية كانت تعاني من العنف الجسدي والمعنوي ، الذي كان يُمارسه الزوج من طرف الزوج ع.ه. بدوار تاغلمت جماعة الخميس سيدي واعزيز بإقليم تارودانت، بداية من الضرب وانتهاء بسجنها في غرفتها لأيام دون رحمة،  الزوج الذي سبق له أن طلب من أبيها أن يأخذ  ابنته الى بيت عائلتها لأنه يرفض العيش معها.

وأضافت المصادر أن الضحية سبق لها وطلبت من أمها عبر مجموعة من المكالمات الهاتفية المُسجلة أن تسمح لها بالرجوع لبيت العائلة، لكن نظرا لبعض الظروف العائلية القاهرة طلبت الأم منها أن تصبر إلى ما بعد عيد الأضحى، ليتم إيجاد حل نهائي لتلك العلاقة الزوجية، يرضي الأطراف جميعا .
أم الزوج بدورها كانت كثيرا ما تنصح الزوجة بالذهاب لبيتهم نظرا للسلوكيات الغير متزنة التي تصدر من ابنها لأن بقائها يهدد حياتها وصرحت أم الزوج أنها تخاف على نفسها وعليها من قتلها من طرف ابنها بسبب تصرفاته الغير السوية،
ونظرا للتعنيف الجسدي واللفظي الذي كانت تعاني منه الضحية، فإنها اقترحت على زوجها أن يأخذها لبيت خالتها إلى ما بعد العيد لتفِر بنفسها من وحشية هذا الزوج ليقبل هذا الأخير طلبها في بادئ الأمر.

يخرج الزوج وزوجته، تفيد المصادر، على متن الدراجة النارية الخاصة بصديقه والتي بدورها كانت في وضعية غير قانونية،  صباح اليوم المذكور، لتكتشف الزوجة أن الزوج لم يكن يسلك الطريق المؤدي لبيت خالتها بأولوز، بل غير منحى الطريق ليتوجه لبيت العائلة بدوار “تانفيط” جماعة تيسراس، وهو الأمر الذي أحدث خلافا بينهما في الطريق حسب رواية شهود عيان مَروا من مَسرح الحادث فإن الزوج أوقف الدراجة النارية، ونزل الطرفين ليدخلا في مشادات كلامية، انتهت لحادث مأساوي خلف حالة وفاة الزوجة في ظروف غامضة صدَمت عائلتها وساكنة المنطقة.

حسب تصريح الزوج فإن الزوجة قفزت من الدراجة النارية بعد أن تعالى الخلاف بينهما،  لكن عائلة الضحية تفيد أن الدماء كانت في منطقة أبعد على جانب الطريق كما أن الدراجة النارية ولا الزوج لم يبدو عليهما آثار الحادث الذي يوافق رواية الزوج.

وأوضحت المصادر أن آثار الضربة التي تلقتها الضحية في رأسها من خلف أذنها لم تكن نتيجة قفزها من الدراجة النارية،  فلم يكن هناك علامة لدماء على حافة الطريق، كما أكد شهود، هرعوا للمكان بعد الحادث بقليل،  لو قفزت السيدة من الدراجة  فإن جانبي الطريق رملية لن تسبب تلك الضربة الغائرة والعميقة في رأسها من خلف أذنها،  وأضاف الشهود أنه لو قفزت من الدراجة النارية لكانت الدماء في منحنى الدراجة لكنها بالعكس كانت أبعد عن الطريق وعدم وجود جروح أخرى على مستوى جسد الضحية .

ووسط كل هذه الملابسات الغامضة للحادث والظروف التي تمت فيها كل هذه الأحداث بسرعة فإن ساكنة المنطقة وبالأخص عائلة الضحية تدعو السلطات المختصة من الدرك الملكي بأولوز ووكيل الملك بتارودانت وأكادير والجمعيات الحقوقية، لتعميق البحث والتحقيق في أطوار هذه القضية ورفع الغموض الذي يلفها لتكون واضحة، ولتحقيق الانصاف ومتابعة الجاني في حالة تبوث ضلوعها في مقتل زوجته.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading