لا أدري لماذا لم أستطع تقبل كل ما يقال عن مشاركة الوزيرالداودي في وقفة أمام البرلمان؟ من حقي أن أشك في الرواية المهيمنة وأتساءل ماذا لو كان الأمر مجرد مسرحية متقنة الاخراج وكان بطلها الوزير لحسن الداودي؟ سأسير ضد التيار وأقول. اللذين يمرون قرب موقع البرلمان وسط العاصمة الرباط، يعرفون بأن الوزراء والبرلمانيون يلجون البرلمان من الباب الخلفي دون المرور من الشارع الرئيسي (بين البرلمان و باليما)، مكان الوقفات. كما أن الأمن ينظم حركة السير أثناء كل وقفة أو مسيرة وأكيد سيطلب من السيد الوزير تغيير المسار، اذا اعتبرنا أنه لم يكن على علم بتنظيم هذه الوقفة. ومن خلال الفيديو المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر جليا أن الوزير لم يكتف فقط بالوقوف مع المتظاهرين، وأخذ صور تذكارية، بل رفع شعارات وأقترح أخرى على المشاركين “هذا عار هذا عار، الاقتصاد في خطر”، حتى خيل الينا أنه ضمن اللجنة المنضمة للوقفة. وهذا ما يجعلني أعتبرأن مشاركة السيد الداودي في هذه الوقفة قد تكون مدبرة، وهو الوحيد القادرعلى تمثيل الدور الرئيسي خاصة بعد خرجاته الأخيرة بخصوص المقاطعة. ومشاركته ساهمت في تحويل الرأي العام لينتقل من مناقشة المقاطعة وسبل دوامها الى تحقيق أهذافها الى مناقشة مشاركة الوزير في الوقفة، مع العلم أن وزراء اخرون شاركوا في مسيرات فاتح ماي وألقوا خطابات ورفعوا شعارات، ولم تثر حولهم كل هذه الزوبعة، ولذلك تساءل الوزير”ما العيب في أن أشارك في وقفة؟”. فما الفرق بين وقفة العمال أمام البرلمان و مسيرات العمال في فاتح ماي؟ الأكيد أن المقاطعون سيعتبرون استقالة وزير انتصارا، وقد تتلوها استقالات أخرى، على فترات متقطعة ثم انتظار تعويض المستقلين لمدة معينة، وربما قد يأتي زلزال سياسي ثان ويتحول النقاش شيئا فشيئا من المقاطعة الى مناقشة الاستقالات ثم يبتعد الجميع شيئا فشيئا عن عمق المشكل وتعود الأمور الى مجاريها.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.