بتصويتهم قرروا مصيرهم
اسماعيل المالكي
يعد الانتخاب من العوامل الأساسية التي تنبني عليها الديمقراطية داخل كل بلد ومن خلالها يتم اختيار ممثلي الشعب سواءً داخل قبة البرلمان أو المجالس الجماعية، من أجل تحقيق تنمية مستدامة للمناطق، فإذا كانت نسبة التصويت داخل كل بلد مرتفعة، تثبت أن البلد ديمقراطي والعكس صحيح، فالانتخابات التي عرفتها بلادنا في 8 من شتنبر 2021، شهدت مشاركة فاقت ال50 في المائة، وكان نصيب أقاليمنا الجنوبية الأوفر حظا من التصويت بمعدل تجاوز ال60 في المائة، وهذا دليل على إيمان سكان الصحراء المغربية بديمقراطية بلادنا، فلماذا يدعي مناصروا الجبهة المزعومة أن مواطنو الأقاليم الجنوبية للمملكة لا ينعمون بالحرية؟
اعتادت البوليزايور التي يحركها النظام الجزائري كيف يشاء وقتما شاء، الخروج ببلاغات كاذبة، يدعون فيها أن سكان جنوبنا لا ينعمون بالحرية، يطلقون الكذبة فيصدقونها، فلو قارنا بين أصغر مدن بلادنا لوجدناها متقدمة بسنوات عما يطلقون عليه مخيمات الذل والعار عفوا العز والكرامة، فأين تكمن الكرامة والعزة فيها؟، دائما ما كانت نسبة الاقتراع بجنوب المملكة مرتفعة، وذلك ليقين الساكنة بأن المؤسسات الدستورية الملكية هي أسس الديمقراطية، فلا يكف نظام الجنرالات المتهالك عن إدعاء الكذب على المغرب، في محاولة منه لتصريف أنظار الجزائريين عن مشاكلهم الحقيقية.
فنسبة المشاركة في التصويت المرتفعة بأقاليم الصحراء، تأكيد مرة أخرى على مدى تشبع مختلف مكوناتها بالحس العالي للمسؤولية والوطنية والتشبث بالوحدة الوطنية، فالحماس المتزايد لأبناء الأقاليم الجنوبية في جميع الاستحقاقات الانتخابية الوطنية، يعد تعبيرا حرا عن تمسك أبناء هذه الربوع بالروح الوحدوية التي لم تكن يوما محل نقاش أو مساومة، إلا في أذهان أعداء الوحدة الترابية.
إذ لا يمكن المقارنة بين بلد ديمقراطي وأخر يدعي الديمقراطية علنا، لنأخذ على سبيل المثال نسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية التي نظمت في الجارة الشرقية بلغت فيها المشاركة 30 في المائة، أما في منطقة القبائل التي يطالب سكانها الانفصال عن الجزائر فلم تتجاوز فيها المشاركة في الانتخابات 1 في المائة، فمن له الحق بتقرير مصيره إذاً؟
فقد اعتاد الجنوب المغربي أن أول المنخرطين في طليعة الرهانات المستقبلية، الشيء الذي يعكس وعيا السياسية بأن أقاليمه تتحول إلى خط تنموي استراتيجي يتجاوز جهات الصحراء نحو الساحل الإفريقي، فمغرب اليوم ليس مغرب الأمس، إذ بلغت نسبة المشاركة في استحقاقات2011، ال45 في المائة، بينما في 2016، بلغت 43 في المائة، وكانت الأقاليم الجنوبية دائما تتبوأ صدارة الجهات من حيت المشاركة، وهو دليل على تشبثهم بوطنهم، فما تعرفه بلادنا من مشاريع تنموية واعدة، بما فيها جهات الصحراء التي أصبحت تتصدر مشاريع المملكة محليا وإقليميا ودوليا، يبين بالملموس العمل الجاد والجبار للمملكة في الصحراء المغربية، فهناك فرق بين العمل والكلام بدون عمل أو كما يقول المثل الدارج ” الشفاوي بدون فائدة”، ولعل انتخابات 2021 خير درس يستشفه أولئك.
ما لا تريد الجبهة معرفته أن سكان أقاليمنا الجنوبية متشبثون بوطنيهم، ولم تكلف لا البوليزاريو ولا نظام الجنرالات بتمثيلهم أو التحدث باسمهم، لأنهم واعون بأهدافهم التي لا تخدم سوى ملء جيوبهم وخدمة مصالحهم، أما الصحراوين المحتجزين في تندوف لو خييروا بين هنا وهناك لاختاروا موطنهم الأصلي المغرب، وتركوا القيادات المزعومة تحكم الخيام والقفار.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.