اهتمت وسائل الاعلام الالمانية بمعسكر الاعداد الشتوي الذي يقيمه فريق بايرن ميونيخ الالماني بطل دوري أبطال أوروبا وصاحب الخماسية التاريخية في قطر لمدة 9 أيام يتخلله مباراتين الأولى يوم 9 يناير الجاري أمام المريخ السوداني والثانية في الكويت يوم 13 يناير أمام العميد الكويتاوي بطل الدوري المحلي وكأس الاتحاد الآسيوي قبل عودته الى المانيا في اليوم التالي.
المثير للدهشة أن صحيفة ‘بيلد’ الالمانية والموقع الالكتروني الرسمي لبايرن ميونيخ ذكرا زيارة الفريق البافاري للخليج ‘الفارسي’ دون الاعتراف بمسمى الخليج العربي رغم أن زيارة الفريق البافاري ستكون في دولتين عربيتين وليس ايران، وهو أمر مثير للجدل وللغضب لدول الخليج العربية وقد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين دول الخليج التي تُصر على مسمى ‘الخليج العربي’ وتنتقد من يستخدم المسمى الآخر ‘الخليج الفارسي’.
وتحت عنوان :’معسكر قطر فولكس فاجن.. الكثير من التدريب في الخليج الفارسي’ كتب الموقع الرسمي لبايرن ميونيخ أن اللاعبين سيخضون تدريبات تحت درجة حرارة تصل الى 20 درجة ، وملاعب عشبية معدة تماما، وفندق جيد وقريب في المعسكر التدريبي الشتوي لهذا العام حيث يتوقع بايرن أجواء مثالية مرة أخرى. عموما، للمرة الرابعة على التوالي تقرر الانتقال من بطل العالم للأندية FIFA من ميونيخ إلى فولكس فاجن معسكر قطر في الدوحة .
وأضاف الموقع الرسمي أن الاسباني بيب جوارديولا مدرب بايرن سيغادر مع فريقه إلى الدولة الخليجية اليوم الأحد ، ولمدة تسعة أيام.
يأتي هذا بعد أعوام من إطلاق مسؤولي الكرة الإيرانية مسمى «كأس الخليج الفارسي» على دوري المحترفين الإيراني، وهو ما دعى لجنة دوري المحترفين الإماراتية لكرة إلى إطلاق مسمى «دوري الخليج العربي لكرة القدم» على دوري المحترفين الإماراتي في موسمه الحالي.
وفسّرت هذه الخطوة من الإمارات بأنها تسعى إلى تعزيز الهوية العربية للخليج الذي تطل عليه سواحل الدول الخليجية بمقدار الثلثين، بينما تطل سواحل إيران على الثلث. كما تسعى الإمارات إلى ترسيخ هذه الهوية على مستوى الشباب في المنطقة الخليجية.
وبعيدأ عن كرة القدم فإن هذا الجدل الاصطلاحي ليس حديث العهد، ففي يونيو 2004، أثارت صحيفة ناشونال جيوجرافيك غضب الإيرانيين عندما أوردت، في طبعتها الثامنة من أطلس العالم، اسم ‘الخليج العربي’ بين قوسين وبأحرف صغيرة تحت اسم ‘الخليج الفارسي’. فقامت السلطات الإيرانية بمنع المجلة وصحافييها من دخول البلاد.
وفي يونيو 2006، دفعت مجلة ‘ذي إكونوميست’ بدورها ثمن هذا الجدل لأنها اكتفت باستعمال كلمة ‘الخليج’ بدون أن تُقرنها بأي صفة.
ولم يقف العرب مكتوفي الأيدي، ففي يناير 2010، أقدم الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، ومقره الرياض، على إلغاء بطولة ألعاب القوى التي كانت ستستضيفها إيران في أبريل لأن الميداليات التي كان سيوزعها الإيرانيون تحمل عبارة ‘الخليج الفارسي’.
وقد سارعت السلطات الإيرانية في الردّ على هذا الإلغاء فأعلنت في فبراير 2010 أنها ستمنع كل شركة طيران أجنبية لا تستعمل عبارة ‘الخليج الفارسي’ من دخول مجالها الجوّي.وبداية مايو، أغلق الإيرانيون الجناح المصري في معرض طهران الدولي للكتاب بعد مصادرة أحد الكتب التى ذكرت اسم ‘الخليج العربي’.
وقد بلغت الأزمة ذروتها عندما وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في 10 مايو الإصرار على تسمية هذا الخليج بالخليج الفارسي ‘بالضحك على التاريخ’ لأن ‘الوجود العربي على الساحل الشرقي للخليج العربي مستمر ومثبت تاريخيًا منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام بينما الوجود الفارسي هناك مستحدث ولا يعود لأكثر من الدولة الصفوية (1501 – 1736)’.
وأثارت التسمية ب’الخليج الفارسي’، أزمة داخل مؤتمر برلماني دولي لحلف شمال الأطلسي ‘الناتو’، تستضيفه العاصمة الإيطالية روما حيث شهدت الجلسة الثانية للمؤتمر في نوفمبر 2013 الماضي، الذي تنظمه الجمعية البرلمانية لحلف الناتو، بالتعاون مع البرلمان الإيطالي، انسحاب عدداً من الوفود العربية المشاركة بالمؤتمر، خاصةً وفود الدول الخليجية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن انسحاب وفد ‘المجلس الوطني الاتحادي’ والوفود الخليجية والعربية الأخرى، جاء ‘احتجاجاً على ذكر الخليج العربي باسم الخليج الفارسي. وبعد الانسحاب، والموقف العربي، قام المنظمون بتغيير المسمى، وعاد وفد المجلس والوفود الخليجية والعربية إلى الجلسة بعد اعتذار المنظمين.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.