نعم هي إذن محطة حاسمة تلك التي تنتظر المغاربة قاطبة يوم 04 سبتمبر 2015، أول انتخابات جماعية في ظل الدستور الجديد والتي ستقعد لممارسة ديموقراطية فريدة تجعل من عملية التصويت ممارسة فعلية لحق من حقوق وواجبات المواطنة ، ومحطة ممهدة للجهوية المتقدمة باعتبارها الورش الكبير الآني للبلاد.
فما درج فيما سلف من ممارسات بعض الفاعلين السياسيين تجعل مصداقية العملية ككل في مهب الريح، وتجعل تمثلات المغاربة عن جدوى الاستحقاقات سلبية تنفر العامة عنها وتزكي سيطرة قلة قليلة على دواليب تسيير الشأن العام.
إن استحقاقات يوم 04 سبتمبر 2015 محطة ديموقراطية جد هامة ، أولا لكونها ولأول مرة في تاريخ المغرب تعرف انتخاب أعضاء الجهة بطريقة الاقتراع المباشر أي أن المواطن سيقرر فيمن يستحق الثقة لتحمل أمانة مسؤولية مستقبل المواطنين وتدبير شؤونهم اليومية للخمس سنين القادمة.
فقد جاء في إحدى خطب جلالة الملك الأخيرة وصية قيمة للمغاربة حيث قال بالحرف ” فإن جعلتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم وقراكم فلا تقبل منكم الشكايات فأنتم المسئولون على تدهور حقوقكم وحق بلدكم عليكم” فهذا خطاب واضح على تحميل المواطن مسئولية اختيار ممثليهم فإن كانوا صلحاء فلهم وإن كانوا فاسدين فهم المسئولون على اختياراتهم، وفي المقابل شدد على ضمان شفافية ونزاهة العملية الانتخابية وحث جميع الإدارات المعنية للسهر على تطبيق القانون وحسن سير العملية من ألفها إلى يائها وأعطى كذلك ضمانات على أن هذه المحطة ستكون نوعية مع ضمان أقصى نسل وشروط النزاهة والشفافية.
وعليه فخطاب العدمية والاتكال قد ولى زمانه، وأصبح المواطن هو الفاعل الأساس والمسئول المباشر عل اختياراته، لدى وجب على الجميع الوعي بهذه المسئولية الجسيمة والإسراع بالمبادرة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية عبر مختلف المقاطعات التي خصصت مكاتب لاستقبال المواطنين في هذا الشأن أو عبر الموقع الاليكتروني المخصص لهذا الغرض www.listeselectorales.ma والمساهمة في اختيار الأنسب والأصلح لتحمل مسؤولية التنمية المحلية.
بقلم: عصام الصيفي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.