قام وفد من منتخبي واعضاء جماعة اكادير أمس الاربعاء بالقيام بزيارة تفقدية لتتبع سير أشغال عدد من المشاريع الثقافية والرياضية والبيئية بالمدينة، والمندرجة في إطار الاتفاقية الإطار المتعلقة ببرنامج التهيئة الحضرية 2020- 2024 لمدينة أكادير.
وبالمناسبة، اطلع الوفد على الخصوص على سير تقدم أشغال تهيئة المنتزه الحضري الانبعاث.
ويهدف هذا المشروع، الذي تصل تكلفته المالية إلى 85 مليون درهم، والذي ينتظر الانتهاء من أشغاله في الربع الأخير من سنة 2023، إلى الحفاظ على البيئة وتهيئة المساحات الخضراء.
وسيمكن هذا المشروع، الذي يقع على مساحة تصل إلى 25 هكتارا، من إنشاء ملاعب لكرة القدم وكرة السلة ومطاعم وفضاءات تجارية وباحات للألعاب والرياضة وساحات للتزحلق على اللوح وفضاءات خضراء ومرآب، فضلا عن إعادة تهيئة ملعب الانبعاث.
كما اطلع الوفد على مشروع إحداث مرآب تحت أرضي الانبعاث، كمشروع يندرج في إطار تقوية البنيات التحتية لأكادير.
ويتكون هذا المشروع، الذي يقع على مساحة تصل إلى 11 ألف و500 متر مربع، وبكلفة مالية تصل إلى 90 مليون درهم، من طابقين يسع 600 سيارة وذلك بمعدل 300 سيارة في كل طابق. إذ يشمل المشروع، الذي ينتظر الانتهاء من أشغاله في النصف الثاني من سنة 2023، تهيئة الشوارع المحيطة به.
وتم الاطلاع أيضا على مشروع إحداث مركز للتوثيق والمكتبة الوسائطية، والذي يندرج إنجازه في إطار الترويج الثقافي وتعزيز الموروث الثقافي بكلفة مالية تصل إلى 40 مليون درهم.
ويتكون هذا المشروع، الذي يقع على مساحة تصل إلى 3000 متر مربع، من قاعة متعددة الاستعمالات، وفضاء للقراءة، وفضاءات للدروس، وفضاء إداري، وكافيتيريا، فضلا عن فضاء للعمل، وفضاء للتعلم الرقمي، إذ من المنتظر أن تنتهي أشغال إنجازه في الربع الثاني من سنة 2023.
كما يتضمن المشروع المتتزه تهيئة مسرح الهواء الطلق، الذي يندرج إنجازه في إطار الترويج الثقافي وتعزيز الموروث الثقافي، وذلك بتكلفة مالية تصل إلى 20 مليون درهم الى جانب
ومن المتوقع الانتهاء من أشغال إنجاز هذا المشروع ، الذي يقوم على إعادة تأهيل المسرح وتحسين وتجديد واجهته والعمل على تطوير الإضاءة، خلال الربع الأخير من سنة 2022 الى جانب بناء المسرح الكبير لاكادير المعلمة الثقافية الاولى بجهة سوس والتي ستعطي للمدينة كعاصمة ثقافية امتياز بالجهة.
بعدها قام الوفد بزيارة اشغال إنجاز مشروع تهيئة حديقة “ابن زيدون” و الذي يكتسي بعدا تاريخيا بالنسبة لأكادير حيث تم إنشاؤه خلال فترة إعادة بناء المدينة التي تلت زلزال 1960
وتمتد حديقة ابن زيدون، الواقعة بين شارعي الرئيس كينيدي والأمير مولاي عبد الله، على مساحة 4,67 هكتارا. واستجابة لانتظارات مرتاديها، سيشهد هذا الفضاء إعادة تهيئة للأرصفة وممرات الراجلين به، وتجديد ساحاته ونافوراته وأثاثه الحضري وما بهامن علامات التشوير، فضلا عن إحداث مداخل وممرات خاصة بالأشخاص محدودي الحركة. كما ستستضيف هذه الحديقة قريبا تمثالا يرمز إلى الشاعر الأندلسي الشهير الذي تحمل اسمه، والذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي.
أما الجزء العالي من المنتزه، الذي يغطي منطقة تشجير قديمة ويضم مساحة للتزلج منذ سنة 2008، وأصبح يدعى “حديقة ابن زيدون الثانية”، فسيتم تخصيصه للرياضة والأنشطة الترفيهية.
وسيستفيد هذا الجزء، الممتد الممتد على مساحة 6,85 هكتارا، من إعادة تهيئة شاملة مع إصلاح ممرات الراجلين وإحداث مداخل للأشخاص محدودي الحركة وتجديد الأثاث الحضري وإدماج ساحات مخصصة لاسترخاء الزوار. كما ستتم إعادة تهيئة البحيرة الطبيعية الحالية ومحيطها بالكامل مع ضمان حمايتهما بوضع سياج حولهما.
ومن المنتظر بعد انتهاء أشغال التهيئة، أن يتيح المنتزه الحضري ابن زيدون الجديد للمواطنين والزوار الفرصة للمحافظة على حيويتهم وراحتهم بفضل التجهيزات الرياضية الكثيرة الموجودة في عين المكان. وذلك علاوة على ممرات الراجلين الملائمة لممارسة الركض، وتخصيص مسار للياقة البدنية مع فضاء لممارسة التمارين الرياضية. كما سيتم توفير ملاعب خاصة بالكرة الحديدية وملاعب للقرب لممارسة الرياضات الجماعية.
وستمنح مناطق الألعاب بالمنتزه الأطفال فضاء استثنائيا للاسترخاء واللهو في الهواء الطلق، حيث سيجدون تحت تصرفهم مجموعة كبيرة من التجهيزات والمعدات التي تلبي أحدث معايير السلامة، لتمكينهم من الاستمتاع وممارسة قدراتهم الحركية. وسيدعوهم مسار المغامرة المخصص لهم وتسلق الأشجار المحدود إلى اختبار توازنهم وخفتهم. أما مساحة التزلج، المكان الترفيهي الرائد في المنتزه، فسيحظى بتجديد شامل ليرتقي إلى مستوى المعايير العصرية.
بعدها قام الوفد بزيارة اشغال الشطرين الأخيرين الثاني والثالث من مسار الحافلات العالية الجودة ترام باص املواي
واعطي للوفد شروحات تفاصيل صفقة الشطر الثاني لتهييء المسارات الخاصة بمرور الحافلات عالية الجودة «BHNS»، والتي ستربط مدارة القامرة الموجودة بحي الباطوار بحي الهدى على طول 5,2 كيلومترات، كما سيتم أيضا تهييء 10 محطات على طول هذا المحور. وقد نال تجمع شركتين هذه الصفقة، بمبلغ مالي إجمالي يصل إلى 167,94 مليون درهم. كما تم فتح أظرفة صفقة الشطر الثالث، والذي سيربط بين حي الهدى وآخر نقطة من مسار هذه الحافلات بحي تيكيوين، فإنه يمتد على مسافة 6,4 كيلومترات، كما سيعرف إحداث 14 محطة على طول المسار. وقد نالت شركة كبرى متخصصة في الطرقات هذه الصفقة، بمبلغ مالي إجمالي يصل إلى 179,62 مليون درهم.
وبإعلان صفقتي الشطرين الثاني والثالث، تكون جميع مقاطع محاور مسارات الحافلات عالية الجودة قد دخلت مراحل التفعيل على أرض الواقع، حيث من المقرر أن تبدأ الشركات في العمل خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المقرر أن تنتهي أشغال الشطرين معا، بعد 12 شهرا.
وكان الشطر الأول من مشروع الحافلات عالية الجودة بأكادير، قد أسند إلى شركة التنمية المحلية «أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية»، إذ سيربط بين ميناء أكادير وتيكيوين، مرورا بالحي الإداري للمدينة وشارع الحسن الثاني، وسوق الأحد وشارع الحسن الأول والمركب الجامعي ابن زهر، والمنطقة الصناعية لتاسيلا، وذلك على طول 15,5 كيلومترا، وتصل المدة الزمنية لهذا المسار إلى 45 دقيقة، ستسلك خلالها الحافلات ممرات مهيأة حصريا لحركة تنقلاتها، كما هو الحال بالنسبة لخط «الترام واي»، مع وضع أنظمة تضمن إعطاء الأسبقية لها عند مفترقات الطرق، وتمكينها من 35 محطة توقف بتصميم عصري وحديث، فضلا عن 5 أقطاب للتبادل، وهو الأمر الذي سيضفي على حافلات «أمل واي» مميزات حداثية، تتمثل في السرعة والانتظام، بمعدل مرور حافلة واحدة كل 5 دقائق، وبتوقيت زمني ينطلق من الساعة 6 صباحا حتى الساعة 10 مساء.
هذا وقام بعد ذلك بزيارة مشروع اعادة تهيئة دار الفنون بأكادير التحفة الفنية التي سترى النور قريبا في وسط المدينة، والتي تم تصورها من منطلق روح الانفتاح والتقاسم، فضاء عصريا مكرسا للتعلم والنقل والتواصل، مفتوحا في وجه الشغوفين بالثقافة والممارسة الفنية، الهواة منهم والمحترفين.
وهذا المشروع هو ثمرة لاتفاقية شراكة موقعة بين ولاية جهة سوس ماسة ووزارة الثقافة والاتصال ومجلس جهة سوس ماسة وجماعة أكادير.
ومن شأن هذه المعلمة، التي خصص لها غلاف مالي إجمالي قدره 50 مليون درهم، رصدت منه 30 مليون درهم لاقتناء التجهيزات، أن تبعث دينامية جديدة في الفضاء الثقافي والفني الجهوي وأن تعزز التنشيط في وسط المدينة.
تتمع دار الفنون، المتطلعة إلى أن تغدو “مركزا ثقافيا ومعهدا موسيقيا”، بموقع استراتيجي في قلب مدينة أكادير، عند تقاطع شارع الأمير مولاي عبد الله ومنتزه ابن زيدون الشهير، الجاري تهيئته هو الآخر.
وفي الاخير قام الوفد بزيارة قصبة اكادير اوفلا أكادير أوفلا” التاريخية و المنتظر أن تنتهي أشغاله سنة 2024، ممول من طرف وزارتيْ الداخلية والثقافة وجهة سوس-ماسة ومجموعة “العمران” إضافة إلى شركاء آخرين كجماعة أكادير والوكالة الحضرية لأكادير.
حيث بلغت بلغت نسبة تقدم أشغال الشطر الأول من مشروع تأهيل قصبة “أكادير أوفلا” نحو 50 في المائة، بتكلفة إجمالية محددة في 120 مليون درهم لجميع مراحل التهيئة، المندرجة ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024 الموقع أمام الملك محمد السادس في فبراير 2020 بعاصمة سوس.
وأضافت المسؤول عن المشروع أن نسبة تقدم الأشغال، التي انطلقت في يونيو 2020 في شطرها الأول، بلغت 50 في المائة تم من خلالها تم إنجاز مجموعة من الحفريات التاريخية والأثرية التي أسفرت عن اكتشاف عدد من العناصر التي قاومت زلزال 1960 والتي من شأنها أن تعطي قيمة ثقافية وتاريخية للقصبة وتجذب السياح المغاربة والأجانب.
وقارب ترميم الواجهة الشرقية للمعلمة و نهايته وتم تبليطها باللون الأبيض الذي كانت تشتهر به قبل الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير، “أما بخصوص الواجهة الجنوبية للأسوار وضريح للا يامنة فالأشغال في طور الإنجاز وكذلك الأمر بالنسبة لمنصة الاستقبال”، يقول المتحدث مؤكدا أن إنجاز المسارات الخشبية العلوية داخل هذا الموقع والتي ستمكن الزائر من اكتشاف الحياة قبل الزلزال ستعطى انطلاقة أشغالها في غضون الأسابيع المقبلة.
وسيتعزز المحيط الخارجي للقصبة، بحسب الجهات المسؤولة، بأشجار لها تاريخ طويل بجهة سوس-ماسة تراعي خصوصيات المنطقة، مضيفة أن مراحل تتبع المشروع وجميع الدراسات يقوم بها خبراء وعلماء ومكاتب متخصصة بالإضافة إلى إشراك هيئات المجتمع المدني.
وظلت قصبة أڭادير أوفلا شامخة أمام قوة زلزالين الأول في القرن 18 والآخر الذي حدث سنة 1960, حيث تعد معلمة تاريخية تضم المدينة القديمة وتعتبر بمثابة النواة الأولى لأكادير.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.