في إطار سياسة الانفتاح على مختلف فعاليات المجتمع؛ نظمت “جمعية تارودانت أولاً ” بمقرها مساء يوم الخميس 01 يوليوز 2021 لقاءً تواصلياً مع جمعية سائقي سيارات الأجرة الحجم الصغير.
وفي مستهل كلمته رحب الدكتور مصطفى عزيز رئيس الجمعية بجميع الحاضرين. وأشار أن هذا اللقاء التواصلي هو ثمرة اللقاءات السابقة التي واكبتها بكل اقتدار الأستاذة سعاد أريب. وعبر عن سعادته باستقبال كل سائقي سيارات الأجرة الحجم الصغير بمدينة تارودانت؛ وأكد خلال جل محاور كلمته أن المدينة جزء من كيانه وحنينها ظل يراوده أينما حل وارتحل بين مختلف العواصم العالمية وداخل رحاب جل المجالس الدولية السياسية والاقتصادية. وأن غيابه القسري عن المدينة كان بسبب الالتزامات الديبلوماسية سواء بمجلس الأمم المتحدة أو مسؤولياته الرئاسية لمجموعة من المؤسسات الاقتصادية سواء بأوروبا أو أمريكا أو داخل إفريقيا. ورغم كل تلك الإغراءات فإنه ظل يقضي عطلته السنوية أو المرتبطة بالمناسبات العائلية بمدينة تارودانت كإنسان عادي بمتشبع بالثقافة الشعبية الرودانية. ويتجول كباقي الناس ببن دروب المدينة العتيقة التي يتنفس من خلال تلك الجولات الميدانية ذكريات الماضي. ويسترجع من خلالها صور بعض ملاحم الطفولة الجميلة.
وأن عودته الحالية جاءت بحكم غيرته على تاريخ المدينة المجيد وبسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتقهرة؛ والتي ظل يتابعها عن كثب رغم بعد المسافات الجغرافية. وأشار أنه ظل في الموعد كل ما اقتضى منه الأمر ذلك، وكان يقدم الدعم المالي للقنوات منها الرسمية أو الجمعوية من أجل خدمة المدينة عن طريق مستشاريه. وبنبرة حزينة تحسر على كل تلك الامكانيات المادية واللوجيستيكية التي كانت يقدمها من ماله الخاص في مختلف المجالات منها الاجتماعية والرياضية. إلا أنها وللأسف الشديد لم تصب لصالح خدمة المدينة والمجتمع المدني بمدينة تارودانت. ولأجل هذه الغاية تم تأسيس “جمعية تارودانت أولاً ” لإعادة التوهج للمدينة عبر جميع الأصعدة. ومؤكداً أن الشرط الأول والأساسي في انخراط الأعضاء يتمثل في التجرد من الانتماءات الحزبية والأيديولوجية إضافة إلى التركيز على الكفاءات في مختلف المجلات من أجل إقلاع اقتصادي حقيقي يراعي الهوية التاريخية لمدينة تارودانت التاريخ والحضارة. وقدم جزيل الشكر لأطر الجمعية التي قدمت استقالاتها من الأحزاب السياسية التي كات تنمتي إليها للتجرد من الانتماء السياسي والتجند لرسم خارطة طريق مهيكلة وحداثية. ومؤكداً كذلك أن الجمعية على خلاف باقي الجمعيات لها استقالية مدنية ومالية. وستنجز المشاريع المستعجلة في جميع القطاعات بتنسيق مع الجهات الرسمية ومختلف فعاليات المجتمع التي تتقاسم معها نفس الاستراتيجية لخدمة مدينة تارودانت أولاً. وتطرق إلى الإشكاليات الاجتماعية المزرية لوضعية سائقي سيارات الأجرة الحجم الصغير. وأن الجمعية ستترافع على أعلى مستوى لتحسين وضعيتهم سواء تعلق الأمر بالتغطية الصحية ومعضلة التقاعد أو تلك القضايا التي تهم إشكاليات الاستفادة مباشرة من رخص الاستغلال دون الوساطة التي تتقل كاهل السائق.
وفي ختام كلمته نبه كل الحاضرين أنه لاينوي البثة نيل أي منصب سواء بالجماعة الترابية أو بالجهة أو بالبرلمان بمختلف مجالسه. وليس لديه إطلاقاً السعي للكراسي كيف ما كان حجمها ورمزيتها السياسية نظراً لتقلده عدة مناصب سامية في أعظم المحافل الدولية ونفس الشيء لأقرباءه فلا أحد له البثة السعي للمناصب وأن كا مَنْ سيترشح بإسم الجمعية سيراعي فيه الكفاءة أولاً وأن لا يسبق له تقلد مسؤولية داخل الجماعة الترابية إضافة إلى التركيز على تخفيض معدل الأعمار في لائحة المترشحين لفسح المجال للشباب والطلبة والمرأة قصد الانخراط في تدبير الشأن المحلي. وسيقدم كل مترشح (ة) عبر وثيقة رسمية التصريح بالشرف بالالتزام بمبادئ الجمعية وبنود ميثاقها مع تقديم جرد لممتلكاته قبل نيل الزكية في خوض الاستحقاقات الانتخابية المزمع تنظيمها خلال بداية شهر شتنبر المقبل.
وبدوره تقدم محمد معدل رئيس جمعية سائقي سيارات الأجرة الحجم الصغير بكامل التقدير للدكتور مصطفى عزيز الرئيس المؤسس لجمعية تارودانت أولاً على الاستضافة الفريدة من نوعها. وتقاسم معه نفس هموم سائقي سيارات الأجرة الحجم الصغير داخل المدينة التي أشار إليها في مستهل تشخيص الدكتور مصطفى عزيز للوضعية البئيسة لسائقي سيارات الأجرة الحجم المتوسط. كما تقدم بالشكر للأستاذة سعاد أريب نائبة الرئيس الدكتور مصطفى عزيز على مجهوداتها خلال الاجتماعات المارطونية السابقة من أجل التحضير لهذا اللقاء التواصلي المثمر والإيجابي. وخلال كلمته عبر عن تلك المعاناة الجمة والتداعيات القاسية والموجعة سواءً من حيث تراجع الدخل اليومي لدى السائقين بشكل رهيب أو بسبب التداعيات النفسية والسلوكية جراء السعي المظني عن القوت اليومي. بالإضافة إلى الخسائر المالية التي تكبدها سائقو سيارات الأجرة الحجم الصغير خلال جائحة كورونا.
وبدوره تقدم الكاتب العام للجمعية لحسن دكداك بتجديد الشكر للدكتور مصطفى عزيز رئيس الجمعية وللحاضرين على تلبية الدعم رغم الاكراهات الزمانية والمادية. وتقاسم نفس الرؤى التي تمت الإشارة في جل التدخلات السابقة مع التركيز على بعض المطالب المستعجلة منها:
من أهم المواضيع التي تم التطرق اليها في اللقاء التواصلي الذي جمع بين جمعية تارودانت اولا و جمعية سيارات – موضوع المحطة الطرقية التي يجب أن تكون مميزة بمرافقها الصحية.
– إصلاح البنيات التحتية المتمثلة في بعض الأزقة التي يصعب الولوج إليه منها حي زرايب أولاد بنونة بسبب الأشغال التي ظلت تراوح مكانها أزيد من سنتين.
– إشكالية تأمين الأحياء التي تعتبر نقط سوداء.
– إرجاع السوق الأسبوعي لطبيعته الأولى.
-العمل على تجويد الخدمات المقدمة من طرف المهنيين وذلك بتدخل الجهات المعنية لوضع قانون يحمي العلاقه بين الزبون والسائق.
– إشكالية الاستفادة من التغطيه الصحية لتأمين الوضع الاجتماعي للسائقين.
وخلالها تدخلها أعادت الأستاذة سعاد بالترحيب بالسائقين وعبرت عن ارتياحها الكبير لأجواء اللقاء التوصلي. واقترحت على السائقين مشروع توحيد البدلة من أجل إعطاء صورة جميلة عن السائق وتمييزه عن باقي المتدخلين في القطاع. وكذلك الاهتمام بالمظهر الخارجي والداخلي لسيارات الأجرة من أجل أريحية السائق أولاً ثم الزبون هو الآخر الذي من حقه الطبيعي أن تحفظ سيارات الأجرة سلامتها الجسدية والنفسية. أما عن الإشكاليات التي تم تناولها خلال اللقاء فسيعى المكتب تحت إشراف الدكتور مصطفى عزيز بحل القضايا المستعجلة بتعاون مع الجهات المسؤولة عن القطاع. وسيتم الترافع على أعلى مستوى بالنسبة للقضايا الكبرى مثل التغطية الصحية وضمان تقاعد مريح والاستفادة مباشرة من رخصة الاستغلال. بالإضافة إلى إشكالية تشغيل العداد وتحديد التسعيرة.
وتم فسح المجال لمناقشة القضايا التي تم طرحها. وخلاله قدم المتدخلون عظة ملاحظات جوهرية مع إعادة التركيز على الوضعية الاجتماعية المزرية للسائقين في ظل تداعيات جائحة كورونا.
وفي ختام اللقاء التواصلي أقامت جمعية تارودانت أولاً حفل عشاء على شرف السائقين والحاضرين في إطار مد جسور التواصل والتعاون والتكامل بين فعاليات المجتمع المدني.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.