انعقدت بمقر ولاية جهة سوس ماسة اليوم الجمعة 11 فبراير 2022 دورة المجلس الإداري للمركز الاستشفائي الجامعي سوس ماسة برئاسة وزير الصحة، خالد آيت الطالب، وبحضور السيد أحمد حجي والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان و مختلف مكونات المجلس من الأعضاء.
و يأتِي الاجتماع لِتعزيز العرض الصحي بِهذه الجهة اسْتِجَابَةً لتطلعات وانْتِظارات الْمُواطنين بها.
واكد الوزير على أهمية هذا الاجتماع الأول للمجلس الإداري للمركز الاستشفائي الجامعي، على اعتبار، أن أكادير حاضرة جهة سوس ماسة، تعيشُ مرحلةً حاسِمة في مسار تنميتِها الْمُستدامة وإقْلاعها الاقتصادي، وتَعْرفُ نَقْلَةً نوعية في بِنياتها التحتية الأساسية وتَجْهيزاتها السوسيو جماعِيَّة ومَرافِقِها الْمُخْتَلِفَة. وذلك بِفَضْل تنزيل وتنفيذ مشاريع برنامج تنميتها الحضرية 2020 – 2024، الذي اشْرف جلالةُ الملك محمد السادس، نصرهُ الله، على إطْلاقه خِلال زيارته الميمونة لها في شهر فبراير من السنة المنصرمة، والرَّامي إلى الارْتقاء بها إلى مَصافِّ الحواضِر الكبرى بالمملكة، وتَكْريس دورها كقُطبٍ اقتصادي مُتكامل وكقاطرة لِلنُّهُوضِ بِهذه الجهة، وتَجْسِيد مكانتِها الوطنية الرَّاسِخة، ومَوْقِعِها الجيو اسْتراتيجي الهام كحلَقَةِ وَصْلٍ بين شمَال المملكة وجنُوبها.
وشدد الوزير أن إحْداثُ مركزٍ اسْتِشْفائِيٍّ جامِعي من الْجِيلِ الثالث بأكادير، إلى جانِب كُلِّيَّة الطب والصيدلة، يعد مُساهمةً في غاية الأهمية في تَطْوِير البنيات التحتية الاِسْتِشْفَائِيَّة على مُستوى الجهة ككل، لِما يُشَكِّلُه من دَفْعَةٍ قَوِيَّة لِخدماتها الصحية الأساسية، ولِلجهودِ المبذولة لِتَقْريبِها من المواطنين، الذين سَيَجدون فيه ما يُغْنِيهُم عن التَّنَقُّل إلى مناطق أخرى لِمُعالجة أمراضٍ مُسْتَعْصِيَّة أو لإجْراء عملياتٍ جِراحية مُعَقَّدَة الى جانب بِبِنْيَةٍ صِحِّيَّة أخرى تابِعة لِهذا المركز، وتَتَمَثَّل في مشروع مُستشفى الطِّب النَّفْسي لأكادير، حيثُ بَلَغَت أشغالُ انْجازه مراحل جِد مُتقدمة، و هو من بَيْن المشاريع الْمُدْرَجَة في إطار برنامج التنمية الحضرية للمدينة (2020 – 2024).
وقد خَصَّصَ هذا البرنامج الملكي الْمُهَيْكِل حَيِّزًا هامًا في مُكَوِّناتِه لِتَطوير العرض الصحي، بِما في ذلك إحداث مِصحة للنهار بأكادير، وَبِناء وتَجْهِيز مَرْكَز لِتَشْخِيص دَاء السُّل وأمْرَاض الْجِهَاز التَّنَفُّسِي.
و في إطار العمل الْمُتواصِل على خَلْقِ قُطْبٍ طِبِّيٍّ حقيقي ومُتَمَيِّز على صعيد جهة سوس ماسة، يُوَفِّر التَّكامُل في خريطتِها الصحية، ويضمن بالتالي بُلوغ الأهْداف الرَّامِيَّة إلى تَجْويد الخدمات الصحية وتَقْرِيبِها من السَّاكِنَة،
ولاسِيما في سياق الجهود المبذولة على كل المستويات لِرَفْع التحديات المطروحة بِفِعْل الأزمة الصحية النَّاجِمة عن ظُهور وانْتِشار فيروس كوفيد 19 وسُلالاتِهِ الْمُتَحَوِّرَة، وما تَسْتَدْعِيهِ مُكافحتُها من تَقْوية لِقُدُرات وإمْكانِيَّات المنظومة الصحية .
وأوضح آيت الطالب، الذي كان يتحدث خلال لقاء اجتماع المجلس الاداري للمركز الاستشفائي في كلمته أن المغرب لم يسجل حتى الآن أية حالة استشفاء في مصالح الإنعاش في صفوف المستفيدين من الجرعة الثالثة المعززة.
وسجل الوزير، في هذا الصدد، أن عدد الحالات الحرجة، التي تلج مصالح الإنعاش في صفوف غير الملقحين يفوق بشكل كبير عدد الحالات في صفوف الأشخاص المستفيدين من التلقيح
وأبرز آيت الطالب بهذا الخصوص أن فعالية لقاحات كورونا “تتقلص بعد انقضاء ستة أشهر من تاريخ تلقي الجرعة الثانية”، وهو ما يستوجب تلقي جرعة ثالثة تعزز المناعة المكتسبة ضد الفيروس، لافتا الانتباه إلى أن التلقيح قد لا يحمي من الإصابة بكوفيد-19، ولكنه يقلص بشكل كبير من خطورة الفيروس، وعدد الحالات الحرجة، والوفيات.
واعتبر الوزير أن اعتماد المغرب لعدد من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا (أسترازينيكا، سينوفارم، فايزر وجونسون) في إطار حملته للتلقيح ضد كوفيد-19، كان الهدف منه تحقيق مناعة جماعية تساهم بشكل ملحوظ في خفض الحالات الحرجة، والوفيات، والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.
من جهة أخرى، أكد آيت الطالب أن المنظومة الصحية تعاني من عجز في الموارد البشرية، يقدر بنحو 97 ألف إطار صحي (أطباء، وممرضون)، لافتا الانتباه إلى أن وزارته تعمل على معالجة هذه الإشكالية وفق تصور جديد، يرتكز على الجهوية، بما يتيح لكل جهة الاستفادة من مواردها، وتعزيز تكوين الأطر الصحية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل في إطار البرنامج الطبي الجهوي على توظيف مجموعة من الآليات لتجاوز هذا العجز، والتي ترتكز أساسا على حركية الأطر الطبية من أجل الاستجابة لحاجيات الساكنة بمختلف جهات المملكة.
حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب.
ويندرج هذا المشروع المهيكل في إطار إرادة جلالة الملك تمكين المملكة من التوفر على قدرات صناعية وبيوتكنولوجية شاملة ومندمجة لتصنيع اللقاحات بالمغرب.
ونوه الوزير بالمبادرة الملكية الشريفة و الذي يهدف في المشروع إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال صناعة “التعبئة والتغليف”.
وفي الاخير اعرب الوزير عن امله في انخراط جميع الشرائح المجتمعية في الانخراط لعملية التلقيح واكتساب المناعة الجماعية عن شكره للسلطات المحلية والاطر الطبية على مجهوداتها الجبارة في الوقوف امام عقبة هذه الجائحة والتي كان لها دورا مهما في الحفاظ على المنظومة الصحية ببلادنا والحد من الازمة الصحية والوبائية في الحفاظ على سلامة المواطن المغربي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.